حقوق وحريات

خاص.. إضراب عن الطعام لضباط معتقلين بالجيش المصري

الضباط المحبوسون لجأوا للإضراب بعد تجاهل القيادة العسكرية لحالتهم وحال أسرهم بعد طلبهم العفو من وزير الدفاع- أرشيفية

أعلنت مصادر داخل القوات المسلحة المصرية دخول ضباط الجيش المحبوسين في السجن العمومي للقوات المسلحة بالسجن الحربي في منطقة الهايكستب (مجمع عسكري شرقي القاهرة) على ذمة قضايا مختلفة، منها السياسية والجنائية، وعددهم حوالي 120 ضابطا، في إضراب شامل ومفتوح عن الطعام.

وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "الضباط لجأوا إلى إضرابهم الشامل عن الطعام، نظرا لتجاهل القيادة العسكرية لحالتهم وحال أسرهم بعد طلبهم العفو من وزير الدفاع، حيث تم التعامل مع أسرهم بالقسوة، وتم تهديد ذويهم أمام مقر وزارة الدفاع بأنه في حال التجمهر فسوف يتم إطلاق النار عليهم، وبعد وصول هذا الخبر للضباط المحبوسين تجمهروا داخل السجن الحربي".

وأضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أنه بعد تجمهر الضباط المحبوسين حدث تدخل من قائد السجن العمومي للقوات المسلحة بمنطقة الهايكستب، العميد خالد سلطان، ضد الضباط، وتم الاشتباك مع أحد أفراد الأمن، وهو ضابط صف يُدعى رضا، وأصيب ببعض الكدمات".

 

اقرأ أيضا: حصري: اشتباكات بين ضباط معتقلين وإدارة السجن الحربي بمصر

وأشارت المصادر إلى أن "أحد الضباط المعتقلين حاول الانتحار بسبب الإهمال المتكرر من قيادة السجن والقوات المسلحة"، مضيفة أنه "بعد محاولة الانتحار تلك، وبعد تعرض أحد زملائهم للإغماء، فضلا عن اشتباه ظهور أعراض فيروس كورونا عليه، وهو رئيس نيابات الجيش الثاني الميداني السابق الرائد أحمد السيد المعتقل بالسجن الحربي، وبسبب عدم سماع طلباتهم قرّر الضباط الدخول في إضراب شامل عن الطعام حتى يتم النظر في عفو شامل من قيادات القوات المسلحة أو رئيس الجمهورية".

يُذكر أن "عربي21" كشفت في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2019 عن وقوع اشتباكات بين ضباط بالجيش المصري مُعتقلين على ذمة قضية 3/ 2015 عسكرية، وبين إدارة السجن الحربي (يتبع الجيش) بمنطقة الهايكستب، وذلك على خلفية احتجاجهم ومطالبتهم بالإفراج عنهم أسوة بالإفراج عن رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سامي عنان الذي كان معتقلا معهم سابقا بذات السجن قبل نقله لمستشفى المعادي العسكري.

 

اقرأ أيضا: ضابط رفيع لـ"MEE": تكتم بمصر على أرقام كورونا الحقيقية

وأكد مصدر عسكري، في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، أن "قائد السجن العمومي للقوات المسلحة بمنطقة الهايكستب، العميد خالد سلطان، أستعان بقوات خاصة لمكافحة الشغب بعد حدوث الاشتباكات بين 26 ضابطا بقضية 3 عسكرية من رتب مختلفة وإدارة السجن".

وأشار المصدر إلى أن احتجاجات الضباط المعتقلين ترجع أيضا إلى اعتراضهم على المعاملة السيئة بحقهم، حيث تم منع الزيارة عنهم مؤخرا، وتم منع إدخال الأطعمة والزيارات لهم، فضلا عن منع إدخال البطاطين والملابس الثقيلة".

 

اقرأ أيضا: عربي21 تنفرد بتفاصيل ومستندات محاكمة ضباط بالجيش المصري

وكان موقع بي بي سي عربي قد كشف، في 16 آب/ أغسطس 2015، عن صدور حكم عسكري بالسجن لفترات متفاوتة على 26 ضابطا بالجيش برتب مختلفة بعد إدانتهم بتهم شملت التخطيط لانقلاب عسكري، وإفشاء أسرار عسكرية، والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.

ومن بين المحكوم عليهم أربعة ضباط متقاعدين برتبة عقيد (ضابطان منهم هاربان)، و22 ضابطا عاملا بالجيش المصري من بينهم عميد وعقيدان.

وإلى جانب الضباط الـ 26، تضمنت القضية اثنين من المدنيين حكم عليهما غيابيا بالسجن المؤبد؛ الأول هو القيادي بجماعة الإخوان حلمي الجزار، والثاني هو عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان محمد عبد الرحمن المرسي، والمُعتقل حاليا.

ولم تصدر وزارة الدفاع وهيئة القضاء العسكري التابعة لها حتى الآن أي بيانات بشأن القضية.

وحصلت "عربي21" على تسجيل صوتي لوالد أحد الضباط المعتقلين في القضية 3 عسكرية، وهو يوجه مناشدة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل الإفراج عن نجله، والرأفة بحال الضباط المعتقلين وحال أولادهم وأهاليهم، قائلا له: "نعلم أن قلبك كبير، ولن يستمر حبسهم أكثر من ذلك".

وانفردت "عربي21" بنشر معلومات وتفاصيل ومستندات حصرية تخص القضية 3 عسكرية لسنة 2015، كاشفة جانبا من كواليس تلك القضية المثيرة للجدل.