كشف مصدر عسكري سوري، صباح الجمعة، عن الجهة التي قامت باستهداف جنود أتراك، ما أدى إلى مقتل عنصرين منهم أمس الخميس، في هجوم على طريق "M4" الدولي (حلب- اللاذقية).
وقال المصدر لـ"عربي21"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن المجموعة التي قامت باستهداف الأتراك على طريق "M4"، هي "حراس الدين" ممثلة تنظيم القاعدة في سوريا.
وكانت أثيرت أنباء عن أن هيئة "تحرير الشام" (النصرة سابقا) من قامت بتنفيذ الهجوم، إلا أن المصدر أكد أنها لم تتورط في الهجوم بشكل رسمي، وأن حراس الدين من قامت بتنفيذ كامل الهجوم.
وكان بيانان لوزارتي الدفاع التركية والروسية، أكدا أن من يقف وراء الهجوم "مجموعات متطرفة" دون تسميتها.
وعن تفاصيل الهجوم، قال المصدر إن الأمر بدأ باشتباك مسلح بين الجانبين، بين عناصر من حراس الدين وجنود أتراك، في حين قامت الجماعة المسلحة المتطرفة باستهداف آليات تركية على طريق "M4" بـ"آر بي جي".
وأكد كذلك تفجير آلية بلغم أرضي، ومقتل جنديين تركيين.
اقرأ أيضا: مقتل جنديين تركيين بهجوم من مجموعات "متطرفة" بإدلب
ولفت إلى أن المنطقة على طول الطريق الدولي المذكور، "ملغمة" بالمجموعات غير المنضبطة والمصنفة بأنها متطرقة؛ مثل "حراس الدين" و"تحرير الشام" والأوزبك وغيرها.
انتشار على "M4"
وكشف عن أن القوات التركية تنتشر بشكل غير مسبوق حاليا على الطريق الدولي "M4"، لتأمينه بالكامل من أجل تسيير الدوريات، وأن هذا الأمر بدأ اليوم وسيستمر إلى نحو أسبوعين.
وأكد أن القوات التركية قامت بالرد على هجوم أمس، بضرب المناطق في إدلب التي انطلق منها الهجوم ضد الآليات التركية، وأن اليوم الجمعة لم يشهد مزيدا من الضربات التركية، ولكن فقط الانتشار بشكل أكبر.
نقطتان عسكريتان
وقال إن القوات التركية قامت بإنشاء نقطتين عسكريتين جديدتين على طول الطريق الدولي في "بسنقول" قرب أريحا، ونقطة كذلك في "معربليت".
وختم بالقول، إن القوى في الشمال السوري لا تفرق الآن بين حراس الدين وتحرير الشام، وتعدّها كلها من الحاضنة الإيدلوجية ذاتها، وأن هناك تعاونا بينها جميعها.
ولكن، كثيرا ما شهدت العلاقات بين تحرير الشام وتنظيم "حراس الدين" المرتبط بتنظيم "القاعدة"، نزاعات متكررة، لا سيما نزاعين بارزين، منذ مطلع العام الجاري.
اقرأ أيضا: تصاعد خلاف "تحرير الشام" و"حراس الدين" هل يصل لمواجهة؟
من جهته، قال خبير عسكري تركي معروف بقربه من الجيش التركي، عبد الله آغار، في مقال له نشره على "فيسبوك"، وترجمته "عربي21"، إن وزارة الدفاع التركية، استخدمت مصطلح (RSD) أي "بعض الجماعات الراديكالية" في بيانها حول من قتل الجنديين التركيين.
وأضاف: "على الرغم من أن تحرير الشام من تتبادر إلى الذهن أولا، إلا أن المصادر الميدانية لا تؤكد ذلك.
وقال: "المكان الذي وقع فيه الهجوم معقد للغاية، ومفتوح لجميع اللاعبين هناك".
وأكد آغار أنه "من المهم أن نتذكر أن داعش لديها خلايا نائمة هناك، وكذلك توجد منظمات منشقة عن داعش، مثل جند الأقصى التي تنشط هناك".
ولفت إلى أنه على الرغم من كل المشاكل والاستياء والتوترات في الشمال السوري، لم يكن هناك عمل أو هجوم ضد الجنود الأتراك مؤخرا من المجموعات الراديكالية، إلى جانب عدم وجود "فتوى" من العناصر الراديكالية المتداخلة في إدلب بوجوب ذلك، ما يعني أن ما حصل أمس يعد الهجوم الأول من نوعه.
من "حراس الدين"؟
يشار إلى أن حراس الدين تشكلت في شباط/ فبراير 2018، من اندماج سبع مجموعات عسكرية عاملة في الشمال السوري.
ويضم التشكيل كلا من مجموعات "جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة"، وعناصر منشقة من "جند الأقصى"، ويقودهم القيادي في هيئة تحرير الشام سابقا، أبو همام الشامي الذي انشق عنها بعد نزاعات تنظيمية وفكرية.
ويعد التنظيم أول فصيل عسكري في إدلب رفض الاتفاق الروسي التركي بشأن محافظة إدلب، الموقع في أيلول/ سبتمبر 2018 في سوتشي.