نشرت
صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية حوارا حصريا مع الباحث والمفكر الإسلامي طارق
رمضان، تحدث خلاله حول التهم التي تلاحقه باغتصاب أربع نساء، حيث اعتبر أن انتماءه
الديني وشخصيته يقفان وراء الإصرار على توجيه هذا الاتهام له، رغم كل أدلة النفي المطروحة
بين يدي القضاء.
وقالت
الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن طارق رمضان وافق على التحدث
للمرة الأولى، منذ إعادة فتح التحقيق معه مجددا
في 13 شباط/ فبراير، بتهمة اغتصاب امرأتين.
وكان
طارق رمضان قد أكد أن المرأة الأولى قد اعترفت بأن العلاقة بينهما تمت بالتراضي. أما
الثانية، فإنها لم تشتك أبدا من اللقاءات التي صارت بينهما. كما اتهم رمضان القضاة الثلاثة
المشرفين على هذه القضية بأنهم يخضعون للضغط السياسي.
كيف
أصبحت حياتك اليوم؟
"أنا أخضع الآن
للمراقبة القضائية، وممنوع من الخروج من فرنسا، ومطالب بتسجيل حضوري مرة كل أسبوع في
مركز الشرطة، بينما مكان عيشي في الأصل هو إنجلترا. أسلوب الإجبار على البقاء في الأراضي
الفرنسية لن يضعف قدرتي على المقاومة، إذ إن هذه القضية لن تكون وسيلة لإسكات صوتي".
أليس
من الطبيعي أن تقف أمام القضاء مثل باقي الناس؟
"في الواقع، الأمر
ليس كذلك، أنا ضحية لعملية هرسلة قضائية، وهنالك خمس شكاوى تم تحريرها ضدي، والسادسة
في سويسرا. وقد مارست المشتكيات الكذب ضدي، إذ إن أغلب هؤلاء النسوة يعرفن بعضهن، ويوجد
رابط بينهن وبين ألد أعدائي الأيديولوجيين.
وقد أظهرت فرق التحقيق الجنائي وجود تناقضات في تصريحات هؤلاء النسوة، حيث إن المشتكيتان الأوليان، رغم ادعائهما عدم معرفة بعضهما، تبادلتا الرسائل لمدة ستة أشهر قبل التقدم بالشكوى، وكان هنالك أكثر من 350 مراسلة مع الصحفية كارولين فوريست. كما أن مصور الفضائح "باباراتزي" جون كلود الفاسي على اتصال بخمسة من المشتكيات، وهو ما يثبت وجود مؤامرة.
ولكن رغم ذلك فإن القضاة لا
يأخذون هذه التفاصيل بعين الاعتبار. فهل من المعقول أنه بعد 28 شهر من إثارة هذه القضية
لم يتم القيام بأي تحقيق في هذه النقطة."
في
13 شباط/ فبراير الماضي، تمت دعوتك للتحقيق مجددا، بعد ظهور ضحيتين جديدتين بناء على
الصور التي تم إيجادها في جهاز حاسوبك؟
لقد
خرجت من السجن في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، وعلى مدى أكثر من عام لم تتم مساءلتي
على أي شيء سوى وثيقة سيرة ذاتية كانت موجودة. وهاتان السيدتان ظهرتا من العدم في أيلول/
سبتمبر 2019. وإلى حدود موعد استجوابي في شباط/ فبراير الماضي لم يجر أي تحقيق في هذا
الموضوع. ثم تم وضعي تحت التحقيق في 13 شباط/ فبراير، رغم أن إحدى السيدتين تقول إن
العلاقة كانت برضاها، والأخرى ترفض الإدلاء بأقوالها. وفي المقابل لا أحد يتحدث عن
المشتكية الرابعة، التي أثبتت فرق الشرطة الجنائية أنها اخترعت كل ادعاءاتها".
هل تعتقد
أنك تخضع لهرسلة قضائية لأنك مسلم؟
"لو كان لي لون البشرة ذاتها مثلكم، لكانت قضيتي قد حفظت دون أي تبعات. في 13 شباط/ فبراير أثناء جلسة
الاستماع، قلت للقضاة: "أنتم تخضعون للضغط السياسي". وقد تم تعيين الأخصائي
النفسي دانييل زاغوري لإبداء رأيه في هذه القضية، وفي الواقع فإن الدكتور زاغوري هو
عضو في الجمعية العلمية شيبوليت، وهي مؤسسة قام 16 من أعضائها بالتصريح بمواقفهم المعادية
لي. وهنالك أكثر من 100 أخصائي نفسي وعالم نفس محلفين يمكنهم التكفل بهذه القضية، ولكنهم
من بين كل هؤلاء اختاروا هذا الشخص، وأنا لا أؤمن بالصدفة".
في ملف إحدى القضايا، هنالك إشارة إلى أن إحدى ضحاياك المحتملات أكدت أنك قلت لها: "لقد
كنت تستحقين ذلك". هل هذه الجملة تشير إلى سلوكها أم إلى وضعيتها كامرأة؟
"لم أنطق هذه
الكلمات أبدا. حتى أقول لها هذا الكلام، كان يفترض أن يقع عليها عنف قبل ذلك، وهذا
الأمر لم يحدث أبدا، كل هذا من نسج الخيال".
من خلال
تعدد علاقاتك خارج الزواج، ألم تكن تخالف المبادئ التي كنت تنادي بها لدى الآخرين؟
"أنا أتحمل مسؤولية
هذه التناقضات، هذا السلوك لم يكن له ليحدث، وأنا أقدم اعتذاراتي إلى كل من خيبت آمالهم.
لم أكن في يوم أقدم نفسي على أنني نموذج للفضيلة، بل كنت دائما أردد إنني لست إلا بشر لديه نقاط ضعفه وهفواته وانكساراته. والشأن الأخلاقي هو مسألة شخصية، تماما مثل المسائل
الإيمانية. وعلاقتي بالمسلمين أيضا هي مسألة شخصية لا تخصكم".
فورين بوليسي: ما سر حرب ماكرون على الإسلاموية؟
كاريكاتير ساخر للوموند ينتقد ابن سلمان وبيع السلاح للسعودية