قال مسؤول أمني إسرائيلي بارز إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مطالب بإخلاء موقعه، لأن كل رئيس حكومة، بغض النظر عن هويته، توجه إليه اتهامات خطيرة الى هذا الحد، يجب عليه التنحي فورا، وفي حال تم تبرئة ساحته فبإمكانه العودة لموقعه، لأنه في كل النظم السياسية في حال وجهت شبهات، وليس اتهامات، لأي مسؤول حكومي، فينبغي منحه إجازة من موقعه الرسمي منذ اليوم الأول".
وأضاف تامير باردو رئيس جهاز الموساد السابق في حوار مطول مع هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني، ترجمته "عربي21" إن "العريضة التي وجهها عدد كبير من كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي في صفوف الاحتياط، إلى رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، خاصة من وحدة سييرت متكال، وشييطت 13، لعدم منح نتنياهو فرصة تشكيل الحكومة القادمة، سببها أنه لم يعد مفهوما لديه ما الذي تشهده الساحة السياسية في إسرائيل، ولم يعد أحد يدرك فهم أبعادها وتطوراتها، رغم أنني لا أتحدث عن معسكرات يمين ويسار، الحديث يدور عن كيفية إدارة الدولة بالمفهوم السياسي للكلمة".
وأشار باردو إلى أن لديه تحفظات حول كيفية استقبال إسرائيل لصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "لأن تفاصيل الصفقة كانت معروفة منذ زمن لرئيس الحكومة، لكنها لم تأت للمصادقة عليها من الكابينت المصغر أو الحكومة الموسعة، رغم أن هذه الخطة لا بد أن تمر على المنظومة الأمنية الإسرائيلية لأن لديها الكثير من التحفظات والمآخذ اللازم أخذها بعين الاعتبار".
وكشف النقاب أن "صفقة القرن كان يجب أن يتم الإعلان عنها قبل الجولة الانتخابية الأولى في إسرائيل في نيسان/ أبريل 2019، لكنها لم تنشر، وحسب تقديري فإن من لم يكن معنيا بإعلانها هو نتنياهو لحسابات مصلحية انتخابية، وفي لحظة أخرى اعتقد مجددا أن نشرها سيخدم مصالحه الحزبية، ويساعده في ضائقته، وكذلك يخدم ترامب".
تطرق باردو إلى الإعلان الإسرائيلي عن مهاجمة الجيش السوري، قائلا إنه مضر بالمصلحة الإسرائيلية، "لأن ذلك قد يجبر الطرف الآخر على الرد، مع أن الإعلان الإسرائيلي عن الهجمات ضد سوريا لا يحمل أيا من معاني الردع، فمن يتلقى الضربات يعرف مصدرها، أما سلوك المسارعة في الإعلان عنها بهذه الطريقة، فإنه يمس بأمن الدولة".
وفي شأن غزة قال إن "السياسة
الإسرائيلية الجارية تجاه قطاع غزة تثير كثيرا من التساؤلات، خاصة في ضوء
تجدد الجولات العسكرية المتلاحقة، وآخرها قبل أيام فقط، لأنني لا أفهم الاستراتيجية
الإسرائيلية المتبعة تجاه غزة".
وأشار إلى 13 جولة تصعيد عسكري وقعت منذ بدء المسيرات الفلسطينية على
حدود القطاع في آذار/ مارس 2018، ورافقها سقوط عدد كبير من القذائف الصاروخية على مستوطنات غلاف غزة، مضيفا: "لا أعلم ما الذي تريده الحكومة الإسرائيلية الحالية من غزة،
مع أن هذه السياسة تسببت بتنامي القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي
عقب كل جولة تصعيد في القطاع".