قال كاتب إسرائيلي إن "التهديدات التي بات يطلقها وزير الحرب الإسرائيلي، نفتالي بينيت، فارغة المضمون، وباستثناء الجبهة الإسرائيلية الإيرانية في سوريا، فإن إسرائيل تبدي ضبطا للنفس على كل الجبهات بصورة لافتة".
وأضاف بن كاسبيت في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "الضفة الغربية تشهد مساعي إسرائيلية لاستيعاب الهجمات المسلحة الأخيرة. وفي قطاع غزة، يمنح بينيت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طوق النجاة لاستكمال ترتيباته الجارية مع حماس، وفيما شهدت دمشق هجمات جوية على أهداف في غرب العاصمة، وأسفرت عن عدد ليس قليلا من القتلى والجرحى".
وأوضح كاسبيت، الذي يقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، أنه "مع طلوع فجر الليلة ذاتها، شهدت الأراضي الفلسطينية تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية منذ الإعلان عن صفقة القرن، وبالتزامن مع دعوات الضم الآن التي باتت تسمع في المحافل الإسرائيلية، خاصة في أوساط اليمين، فمن الواضح أن المؤشرات المتوفرة تؤكد عدم وجود مسؤولين ناضجين في الجانبين قد ينجحون في تهدئة الوضع الأمني".
وأكد أنه "من الواضح أن بنيامين نتنياهو قلق من الانتخابات المصيرية بالنسبة له، والكابينت الإسرائيلي تقريبا لا يمارس مهامه الحكومية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجه ظروفا غاية في الصعوبة، ويبدي حرصا على إرثه الشخصي أكثر من الوضع الميداني، والجهات الفاعلة باتت تواجه تحديات ليست سهلة على الأرض".
وأشار إلى أن "أعمال العنف التي اندلعت في المناطق الفلسطينية لا تأخذ الطابع النظامي، لكنها تستفيد من الأجواء السائدة في المناطق الفلسطينية من التحريض على العنف، لاسيما تلك الصادرة عن المقاطعة في رام الله، رغم أن أبو مازن رغم تهديداته وتصريحاته لم يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وأوضح أنه "بالتزامن مع ذلك، وقعت عملية الدعس بالسيارة في القدس، وأسفرت عن إصابة 12 جنديا إسرائيليا، بجانب إطلاق النار على أفراد حرس الحدود قرب مستوطنة دوليب، فيما تتواصل عمليات إلقاء الحجارة والقنابل الحارقة، وتسبب ضربة مؤذية للمستوطنين والدولة بأسرها".
مصدر أمني إسرائيلي كبير قال إنه "لا توجد حاليا أجواء كافية لاندلاع انتفاضة جديدة، أو سلسلة من العمليات العنيفة، لكن أبو مازن حين يطلب من الفلسطينيين الخروج إلى الشوارع والاحتجاج، فإنهم يستجيبون له، ما يدفع الجيش أحيانا للقيام بسلسلة خطوات تراجعية لامتصاص غضب الشارع الفلسطيني".
وأكد أن "كل ذلك يدفع بوزير الحرب بينيت ليظهر كم وقع في فخ حقيقي؛ لأنه للتو دأب على مهاجمة وزراء الحرب السابقين له، بدءا ببنيامين نتنياهو، وقبله أفيغدور ليبرمان؛ لأنهما لم يتبعا السياسة الصارمة الصحيحة تجاه غزة".
وختم بالقول إن "بينيت أعلن عن إعداد خطة مصممة جاهزة لمهاجمة حماس في قطاع غزة، ودأب على اتهام أسلافه بأنهم لم يعملوا على ترميم قوة الردع الإسرائيلية، رغم أن مقربيه ألمحوا إلى أنه بصدد التحضير لعملية عسكرية كبيرة في غزة".
مقارنة إسرائيلية.. موضوع الأمن بين خطة ترامب وسابقتها (ج4)
تقدير: حماس وإسرائيل تسيران بين مساري التهدئة والتصعيد
خبير عسكري: حماس وإسرائيل تعودان للتصعيد على حدود غزة