هاجم نبيل شعث،
الممثل الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حضور دول خليجية لإعلان
"صفقة القرن"، معتبرا أن عذر هذه الدول "أقبح من ذنب".
وعبر شعث عن
أسفه لـ"مشاركة سفراء ثلاث دول خليجية (الإمارات، سلطنة عمان، البحرين) في
المؤتمر الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن فيه صفقة القرن المزعومة"،
في حوار أجراه مع "الأناضول".
حضور غير مرض
وقال القيادي الفلسطيني، إن
"مشاركة سفراء ثلاثة دول عربية في المؤتمر لم يكن مرضيا.. والحجة (التي
ساقوها) أنهم لم يعلموا بصيغة الصفقة، وحضورهم لا يعني الموافقة عليها".
وأضاف أن
"هذه الحجة العربية للأسف الشديد أعطت الولايات المتحدة وإسرائيل تصورا أن
لديهما دعما عربيا للصفقة".
اقرأ أيضا: 133 نائبا بريطانيا يوقعون على عريضة ترفض "صفقة القرن"
وطالب القيادي
الفلسطيني، بإعلان موقف عربي حقيقي من باقي الدول العربية تجاه الصفقة.
وقال: "بدأ
الرئيس الفلسطيني تحركا عربيا ودوليا لمواجهة الصفقة".
هل يتغير الموقف
وتعقد جامعة
الدول العربية، بطلب من السلطة الفلسطينية، اجتماعا وزاريا طارئا، في القاهرة
السبت، رغم عدم صدور موقف رسمي للجامعة قبيل ذلك.
وأضاف شعث: "اجتماع الجامعة سيكون على مستوى وزراء الخارجية، بحضور الرئيس عباس، نأمل أن
يعلن عن موقف عربي واضح لمواجهة صفقة القرن".
ويقدم رئيس السلطة الفلسطينية شرحا للوزراء العرب، حول مخاطر الخطة الأمريكية، وسبب رفضها، ورؤيته
المتمسكة بالمفاوضات على أساس القرارات الدولية، بحسب "شعث".
وفي الشأن ذاته،
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، إن "الموقف
العربي بالنسبة لنا ليس ما صدر، بل ما سيعلن عنه السبت"، في إشارة إلى
الاجتماع الوزاري بجامعة الدول العربية.
وكشف الأحمد
لـ"عربي21" أن دولا ممن حضر سفراؤهم مؤتمر الإعلان عن الصفقة، دون أن
يوضح أسماءهم، أرسلوا رسالة خطية إلى السلطة فحواها: "نحن معكم وستسمعون
موقفنا يوم السبت، وسفيرنا حضر متفرجا".
وأكد الأحمد أنه "سيكون
الموقف بالإجماع داعما للموقف الفلسطيني، بالرغم من كل البيانات التي سمعناها"،
مضيفا: "نحن نبحث عن من هو معنا، ولا نبحث عن من هو ضدنا"
ونوه إلى أن
"أول الدول التي ستوافق على الطرح الفلسطيني هي مصر".
وبرر تفاؤله
بتغير "الموقف العربي" من الإعلان الأمريكي بالقول: "البيانات لا تعمل شيئا،
الموقف يوم السبت هو الموقف الحقيقي، كل بيان فيه تلاعب باللغة، نحن سنخاطب الدول
العربية للالتزام بمبادرة السلام العربية، وهو المقياس. وإذا تراجعوا عنها، حينها لكل
حادث حديث".
تصفية القضية
وحول رؤية
القيادة الفلسطينية للخطة الأمريكية، شدد نبيل شعث على أنها "أكاذيب تحاول
الولايات المتحدة من خلالها تصفية القضية الفلسطينية، وليس تحقيق السلام، وطموح
الشعوب".
واستبعد إمكانية
تنفيذ "صفقة القرن"، واعتبر ما جاء فيها "أسوأ مما سرب عنها
مسبقا".
وتساءل:
"على ماذا يمكن الموافقة، لا تتضمن الخطة دولة فلسطينية حقيقية، ولا يوجد أي
شيء للشعب الفلسطيني، لا قدس ولا حق عودة".
إنهاء الانقسام
"الانقسام الفلسطيني" كان حاضرا في
خطط مواجهة "الصفقة السيئة"، كما هو الحال في كل الملفات العالقة
والشائكة، وفق ما قال "شعث".
وأضاف: "إنهاء
الانقسام بات ضرورة وطنية، وأعتقد أن الفصائل كافة تريد تحقيق الوحدة، كون القضية
الفلسطينية في خطر حقيقي"، في إشارة لمخرجات الصفقة المتوقعة.
اقرأ أيضا: تقرير روسي: صفقة القرن إما أن تنفجر أو تفجر الشرق الأوسط
وتابع: "الوقت لا يحتمل استمرار الانقسام، سيتوجه وفد من الفصائل لقطاع غزة، ويعقد
اجتماعا من شأنه أن يكون خطوة على طريق إنهاء الانقسام الفلسطيني".
وأكد
"شعث" جدية الرئيس الفلسطيني بزيارة قطاع غزة قريبا، وقال: "الزيارة
تحتاج ترتيبات، ولقاءات فصائلية، وأظنها ستنجح".
وتشهد الساحة
الفلسطينية حالة من الانقسام منذ حزيران/ يونيو 2007، عقب سيطرة حركة حماس على
غزة، في حين تدير حركة فتح التي يتزعمها عباس، الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من
الوساطات والاتفاقيات في تحقيق الوحدة.
إنهاء دور
السلطة الوظيفي
القيادة
الفلسطينية في اجتماعها برام الله، عقب إعلان "ترامب"، فوضت الرئيس
بتنفيذ كل القرارات التي صدرت عن المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، المتمثلة بوقف التنسيق الأمني، ووقف العلاقة الاقتصادية مع "إسرائيل"،
وغيرها من الالتزامات التي لم تلتزم بها "إسرائيل"، بحسب شعث.
وأشار إلى أن
تنفيذ ما سبق تُرك للرئيس عباس، لوضع خطة واستراتيجية للمضي به.
وتابع: "إسرائيل لم تلتزم بأي من الاتفاقيات، ومن غير الطبيعي استمرار التزام
الفلسطينيين.. صفقة القرن تنسف اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير
وإسرائيل".
ونهاية تشرين
الأول/ أكتوبر 2018، قرر المجلس المركزي الفلسطيني إنهاء التزامات منظمة التحرير
والسلطة الفلسطينية كافة، تجاه اتفاقاتها مع "إسرائيل".
وقرر المجلس
تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/
يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
حراك شعبي
ودبلوماسي ودولي
وقال ممثل
الرئيس السلطة الفلسطينية الخاص، إن حراكا شعبيا ودبلوماسيا بدأ لمواجهة صفقة
القرن.
وأشار إلى أن
الشعب الفلسطيني منذ إعلان الصفقة خرج للشوارع منددا بها، والمواجهات مستمرة في كل
من الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس، و"هذا سيستمر" حسب شعث.
وأضاف أن فلسطين
طلبت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة صفقة القرن، من المفترض أن يحضره عباس.
وكشف عن بدء
لقاءات واتصالات مع دول عربية ودولية لمواجهة الصفقة، على مستوى دول عدم الانحياز،
ومجموعة الـ 77 والصين، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوربي.
أوروبا لم تؤيد
الصفقة
وقال شعث: "لم نسمع موقفا أوروبيا مؤيدا للصفقة".
وستطلب فلسطين
من دول الاتحاد الأوروبي، بضرورة ترجمة مواقفها الرافضة لصفقة القرن من خلال
الاعتراف بدولة فلسطين.
السلطة الفلسطينية تعلن أنها في حل من الاتفاقيات مع إسرائيل
هنية يراسل قادة الدول العربية والإسلامية لرفض صفقة القرن
السعودية تعلن: الإسرائيليون غير مرحب بهم في المملكة