صحافة دولية

هل كان سعود القحطاني العقل المدبر لاختراق هاتف بيزوس؟

أشارت الصحيفة إلى أن القحطاني متهم بالمشاركة في احتجاز واستجواب وحتى تعذيب أشخاص معارضين للنظام- "الدياريو"

نشرت صحيفة "الدياريو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تقرير التحليل الجنائي لعملية قرصنة هاتف مالك "أمازون" جيف بيزوس، الذي يؤكد أن سعود القحطاني هو العقل المدبر لهذا الهجوم السيبراني.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اتهام القحطاني بتدبير عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وهو كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست" التابعة لبيزوس، كان سببا في اختفائه منذ ذلك الحين. وفي وقت الاختراق، كان القحطاني رئيسًا للاتحاد السعودي للأمن الإلكتروني والبرمجة والطائرات دون طيار، ومن هناك أطلق حملات ضد المعارضين.
 
كان سعود القحطاني أحد أقوى الأشخاص في السعودية والأقرب إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدرجة أن تقرير التحليل الجنائي لعملية اختراق هاتف جيف بيزوس أكّد أن المستشار السعودي كان جزءًا أساسيا من الهجوم السيبراني.


ونتائج التقرير مقترنة بالبحوث والمقابلات والمعلومات الاستخباراتية التي تؤدي إلى استنتاج مفاده أن هاتف بيزوس ربما تعرض إلى هجوم سيبراني من خلال التقنيات المستعملة التي قدمها سعود القحطاني.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن القحطاني متهم بالمشاركة في احتجاز واستجواب وحتى تعذيب أشخاص معارضين للنظام. كما يشار إلى أنه العقل المدبر في عملية اغتيال جمال خاشقجي.
 
وأوردت الصحيفة أن سعود القحطاني اختفى من المجال العام بعد أيام قليلة من مقتل جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وقبل خمسة أشهر من عملية قرصنة هاتف بيزوس. وقالت مصادر مخابرات تركية وعربية نقلا عن وكالة رويترز للأنباء، إن القحطاني كان حاضرا في مقتل خاشقجي في الفيديو.
 
كما كان القحطاني نشطا للغاية على تويتر، حيث كان لديه 1.3 مليون متابع. ومع ذلك توقف مستشار بن سلمان عن نشر التغريدات بعد أيام قليلة من عملية قتل خاشقجي. وفي أيلول/ سبتمبر 2019، قام تويتر بحذف حساب القحطاني بسبب الانتهاكات السياسة.
 
سعود القحطاني، شاعر بين المتسللين
يشير تحقيق موقع "بيلينغ كات" البريطاني إلى أن مهنة القحطاني بدأت من خلال الترويج للعائلة المالكة في الإعلام السعودي ونشر قصائد قومية تحت الاسم المستعار "ضاري". وهي عادة لم يتخل عنها القحطاني، خاصة بعد تبرئته في قضية خاشقجي على إثر التحقيق معه من قبل المدعي العام السعودي. وقد أكدت وسائل إعلام محلية أن القحطاني كتب قصيدة ونشرها للاحتفال بتبرئته.
 
في أوائل سنة 2000، عُيّن القحطاني من قبل رئيس الديوان الملكي السعودي لقيادة مجموعة إعلامية مكلفة بحماية صورة المملكة العربية السعودية. وفي سنة 2008، شغل القحطاني منصب المدير العام لمركز التحكم والتحليل الإعلامي في الديوان الملكي، بينما اتخذ أولى خطواته في منتديات المتسللين في سنة 2009. وبين سنتي 2012 و2015، اتصل القحطاني بشركة هاكينغ تيم، المكرسة لإنتاج برامج التجسس للحكومات في جميع أنحاء العالم.
 
وأفادت الصحيفة بأنه بدعوة من حكومة المملكة العربية السعودية، وقع الاستعانة بأشخاص يتمتعون بمعرفة تقنية عالية وسلطة لزيارة وتزويد المملكة بتفسير كامل للحلول والمعلومات. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2015، أصدر الملك سلمان مرسوما ملكيّا ينصّب فيه القحطاني مستشارا ملكيّا برتبة وزير. بعد ذلك بسنة، أصبح القحطاني مديرا لمركز الدراسات والشؤون الإعلامية، الذي نوه موقع "بيلينغ كات" البريطاني بأنه بدأ في شن عمليات ضد المعارضين. وقد زادت قوة القحطاني بشكل كبير بعد تولي ولي العهد محمد بن سلمان السلطة في حزيران/ يونيو 2017.
 
في تقرير وقع تسليمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تقول المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أنييس كالامار، "هناك أدلة موثوقة على أن القحطاني قاد حملات ضد الناشطين والمعارضين السياسيين. فعلى سبيل المثال، قام بمضايقة هؤلاء المستخدمين وحث متابعيه على نشر أسماء المؤيدين لقطر".
 
وأضافت الصحيفة أن المضايقات لم تكن افتراضية فقط، على حد تعبير أنييس كالامار، حيث أشارت إلى أن القحطاني كان من بين الشخصين الذين استجوبوا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مقر إقامته الخاص في مجمع فندق ريتز كارلتون. وتقول كالامار: إنه "طبقا لتقارير الأمم المتحدة وشخص وقع مقابلته أثناء التحقيق، شارك القحطاني شخصيا في اعتقال وتعذيب الناشطات".
 
ويوضح بيان أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس أنه في الوقت الذي تم فيه اختراق هاتف بيزوس، "تعرض الملياردير لهجوم واسع على الشبكات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية باعتباره خصمًا مزعوما للمملكة، وكان ذلك جزءا من حملة كبيرة ضد بيزوس وأمازون، على ما يبدو بسبب امتلاكه لصحيفة واشنطن بوست".
 
وأفادت الصحيفة بأن المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء، أنييس كالامار، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، ديفيد كاي، أكدا أن القحطاني مرتبط بتنظيم حملات تشويه ضد "ذا بوست"، ويدعو إلى مقاطعة بيزوس وشركاته.
 
دوره في مقتل خاشقجي
 في مقابلة مع خاشقجي نُشرت من قبل مجلة نيوزويك بعد وفاته، أشار كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست إلى أنه "ليس لدى بن سلمان مستشارون سياسيون باستثناء تركي آل الشيخ وسعود القحطاني... وإذا تحدّيتهم يمكن أن ينتهي بك المطاف في السجن وقد حدث ذلك بالفعل". وأضاف خاشقجي "كان القحطاني صديقًا لي وعرفته جيدًا. لقد كان الرابط بين الديوان الملكي والإعلام في جميع الأوقات. لقد أصبح الآن الرجل الأكثر أهمية في وسائل الإعلام. إنه الشخص الذي يوجه ذراع التحكم في السعودية".
 
من جهته، نشر الناشط محمد سلطان مقال رأي بعد مقتل الصحفي خاشقجي، ذكر فيه أنه في أيلول/ سبتمبر 2017، أي قبل عام من وفاته، "كان حاضرا عندما تلقى خاشقجي مكالمة من القحطاني. وقد طلب منه تسجيلها. كانت مكالمة قصيرة مدتها دقيقة واحدة و42 ثانية، حيث أشار القحطاني إلى أنه كان يتصل نيابة عن محمد بن سلمان، الذي طلب منه أن يشكر جمال على تغريداته لدعم الحكومة السعودية لرفع الحظر عن قيادة النساء للسيارة".
 
وعندما سأله خاشقجي عن إطلاق سراح السجناء السياسيين، أجاب "إنهم خونة ويمثلون تهديدا للأمن القومي". ومن جهته، واصل الصحفي استخدام تويتر ومنبره في واشنطن بوست للتنديد بالقمع الذي تمارسه المملكة العربية السعودية والباقي معروف.

 

اقرأ أيضاالتايمز: لهذا يجب محاسبة محمد بن سلمان على انتهاكاته