ملفات وتقارير

هل ستشهد مصر ثورة "نبيلة" بعد غد؟ نشطاء يجيبون

انقسم النشطاء بين مؤيد لدعوات التظاهر في ذكرى الثورة ومعارض- جيتي

زخم اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، مع دعوات النزول والتظاهر بعد غد السبت، في الذكرى التاسعة لذكرى ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.


وانقسم النشطاء بين مؤيد لدعوات التظاهر في ذكرى الثورة، بهدف الاحتجاج على النظام العسكري الحالي، فيما عارض البعض الآخر من معارضي النظام دعوات التظاهر، محذرين من تكرار اعتقالات 20 أيلول/ سبتمبر 2019.

 

البعض الآخر من مؤيدي نظام السيسي عارض التظاهر ضد النظام، لكنه أيد الاحتفال بعيد الشرطة المصرية، خاصة عقب قيام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بتهنئة الشرطة بعيدها والثناء على أهداف الثورة، ما زاد من حدة الجدل وسخونته بين النشطاء. 

 

ودشن النشطاء عدة وسوم للترويج لدعوات التظاهر التي أطلقها الفنان ورجل الأعمال محمد علي وعدد من رموز المعارضة في الخارج، والمطالبة برحيل السيسي، من أبرزها وسم #نازلين_يوم25 ووسم #25يناير ووسم #يوم25. 

 

النشطاء المؤيدين لنزول التظاهرات والمطالبة برحيل عبد الفتاح السيسي، شاركوا العديد من فيديوهات وصور الثورة، بالإضافة إلى الانتهاكات التي قام بها نظام السيسي خلال السنوات الماضية منذ 2013، مؤكدين أن التظاهر هو الحل الوحيد لرحيل السيسي وإنقاذ مصر.

 

وبعكس هؤلاء، أعرب العديد من النشطاء المعارضين للنظام داخل مصر من تخوفهم من تلك الدعوات، وأطلقوا دعوات مضادة تطالب بعدم المشاركة أو النزول في تلك التظاهرات، مذكرين بدعوات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، والتي أطلقها أيضا محمد علي إبان ذلك، واعتقل على إثرها الآلاف من المواطنين، لا يزال الكثير منهم قيد الاختفاء القسري، وضم البعض الآخر منهم إلى قضايا وحبسهم احتياطيا، فضلا عمن تم الإفراج عنه لكن بعد تعرضه للتعذيب أيضا. 

 

الفريق الآخر المحذر من تلك التظاهرات، رغم معارضته للنظام، إلا أنه يقول إن مؤيدي دعوات التظاهر أغلبهم متواجدون خارج مصرن لا يستطيعون تخيل القمع والقبضة الأمنية التي يرزح تحتها الشعب، وأن قرار تحرك الجماهير لا بد أن يأتي من داخل مصر، ممن يشعر بصدق بحال المواطنين ومآسيهم، ومن يستطيع تهيئة الجماهير بالفعل لهذا التحرك، وليس فقط عبر دعوات متلفزة ومنتشرة عبر الإنترنت، قائلين إن الفريق الأول يعيش في عالم آخر".

 

على الجانب الآخر، دشن مؤيدو السيسي وسما بعنوان #عيد الشرطة، للاحتفاء بعيدها، متداولين صورا وتغريدات لتأييد الشرطة، وصورا لضحايا الشرطة خلال الأعوام السابقة، منتقدين خلال ذلك ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، قائلين إنها هي السبب فيما وصلت إليه مصر ووقوعها ضحية لمحاولات التخريب والتدمير. 

 

في السياق ذاته، احتفل السيسي الخميس بعيد الشرطة، مؤكدًا أن عيد الشرطة ليس مقصورا على رجالها فحسب، وإنما هو عيد لكل المصريين. 

 

وكعادته، لم يستثن السيسي "أهل الشر" من حديثه، فقال: "القيم الأصيلة الراسخة في قلب المجتمع المصري، تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستميتة من قبل أهل الشر ومن يعاونهم، للقفز عليها والنيل من ثوابتها طمعا في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة في القضاء على أسس ومبادئ الدولة الوطنية".

 

وعن ذكرى الثورة، قال السيسي: "يتواكب اليوم مع ذكرى 25 يناير بمطالبها النبيلة لتحقيق سبل العيش الكريم".

 

بعض السياسيين والنشطاء اكتفى بالتذكير بعظمة ثورة كانون الثاني/ يناير2011، دون الخوض في دعوات النزول للتظاهر الحالية، فيما استنكر البعض الآخر احتفال الشرطة بعيدها، مشيرين إلى الانتهاكات التي تمارسها الشرطة بحق المواطنين، وأن ذلك يجلب "العار" للشرطة وليس الفخر الذي يستوجب الاحتفال.