نشرت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، الأربعاء، تقريرا يهاجم تركيا بتهمة دعم حركة حماس، استنادا إلى مزاعم قالت إنها حصلت عليها من استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تواجه فيه أنقرة حملة غربية، على خلفية ملفات عدة، بينها عقد صفقات سلاح مع روسيا والتدخل العسكري في الشمال السوري، وأخيرا عقد اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
وزعمت "التليغراف"، المقربة من تيار المحافظين بقيادة رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أنها استندت إلى تحقيقات أجرتها الاستخبارات الإسرائيلية مع فلسطيني أجرى زيارة إلى تركيا، وتم اعتقاله بتهمة التخطيط لشن هجمات في الأراضي المحتلة، لا سيما بمدينة القدس.
وفي تصريح لـ"عربي21"، اعتبر مصدر مسؤول في الحركة أن ما ورد في التقرير "محض كذب وافتراء"، مؤكدا أن الاحتلال وأجهزته يسرب بيانات "لا أساس لها" بهدف التحريض والتشويش على علاقات حماس، وعلى دعم مختلف الدول للقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضا: هنية يجتمع بالرئيس أردوغان.. وهذا ما بحثاه
ورغم نفي مصادر في كل من حركة حماس والحكومة التركية، للصحيفة، صحة الادعاءات، إلا أن "التليغراف" خصصت مساحة كبيرة من الصفحة الأولى، إضافة إلى افتتاحيتها، للهجوم على أنقرة، واتهمت الحركة بشكل مباشر بالتخطيط من إسطنبول لشن هجمات على إسرائيل، فضلا عن اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"التعامي" عن ذلك النشاط.
وأنكر دبلوماسي تركي بارز، في حديث للصحيفة، أن تكون حماس تخطط من بلاده لهجمات، مؤكدا أن الحركة "ليست تنظيما إرهابيا"، بل حركة سياسية فلسطينية شرعية، فازت بأغلب أصوات آخر استحقاق انتخابي.
ونفى المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، للصحيفة، تلك المزاعم، وأكد أن "لا أساس لها"، مشددا على أنها تهدف إلى الإساءة لعلاقة حماس بتركيا، ومؤكدا أن نشاطها المقاوم لا يتجاوز حدود فلسطين المحتلة.
ويتزامن التقرير أيضا مع حملة إسرائيلية واسعة ضد جولة خارجية يجريها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
اقرأ أيضا: محللون يقرأون أبعاد وأهداف جولة إسماعيل هنية الخارجية
وتهدف الحملة الإسرائيلية إلى ممارسة ضغوط على الدول التي تشملها الجولة، ومن بينها تركيا، التي زارها قبل أيام، حيث استقبله أردوغان وأجريا مباحثات في إسطنبول.
من جانبه، أشار قيادي في حماس لـ"عربي21"، رافضا الكشف عن هويته، إلى أن تقرير الصحيفة البريطانية "المشبوه"، مؤكدا أن إسرائيل "لا تتحمل رؤية الأسرى المحررين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي".
وأوضح أن تلك الادعاءات تأتي أيضا في إطار مساعي التضييق على الأسرى المحررين، سواء المبعدين خارج الأراضي المحتلة، أو داخلها، "تماما كما يتم إعادة اعتقالهم أو التضييق عليهم أو محاولة اغتيالهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولاحقا، أصدرت حركة حماس بيانا رسميا، نفت فيه ما وصفتها بـ"الإدعاءات" التي وردت في صحيفة "تيلغراف"، واعتبرت أنها تأتي "جزءا من الدعاية الإسرائيلة لتشويه صورة الحركة أمام حلفائها، وممارسة الضغط على الدول المناصرة للحق الفلسطيني، في إطار أهداف الإحتلال بملاحقة كوادر الحركة والتضييق عليهم ومحاصرة الحركة وأنشطتها".
وأضافت في البيان الذي وصل "عربي21"، نسخة منه، مساء الأربعاء، أن "عناصر وكوادر الحركة حيثما كانوا يتصرفون بما تسمح به قوانين البلدان التي يعيشون فيها، ويقدرون عاليا كرم الضيافة الذي تمنحهم إياه تركيا وشعبها".
وأورد البيان الذي أصدره القيادي بالحركة باسم نعيم: "نؤكد أن هذه الدعاية السوداء لن تفت في عضد أبناء شعبنا من الاستمرار في النضال من أجل الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال، كما أن هذه الدعاية الرخيصة لن تثني الدول عن الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا".
الغارديان: لهذا على حزب الديمقراطيين الأحرار حل نفسه الآن
أوبورن: لماذا تتحيز BBC للمحافظين في انتخابات 2019؟
ذا أتلانتك: كيف يختبر هجوم لندن قيادة بوريس جونسون؟