تناولت صحيفة "الإندبندنت أونلاين"، الجمعة، مدلولات إضرام المتظاهرين العراقيين النار بالقنصلية الإيرانية في النجف جنوب غرب العراق.
واعتبر الصحفي المختص بشؤون
الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن بأن "الهجوم على القنصلية الإيرانية
يعد مؤشرا بارزا على تخلي الشيعة العراقيين عن أي شعور بالتضامن الديني مع إيران
كدولة شيعية".
وأشار إلى أن "العراقيين يعتبرون أن النظام
الإيراني هو المسؤول عن القمع العنيف ضد المتظاهرين في مختلف أرجاء العراق".
وعلى خلفية إحراق واقتحام قنصليتها، طالبت السلطات الإيرانية الحكومة العراقية بـ"اتخاذ موقف قوي وفعال".
ونوه كوكبيرن إلى رمزية النجف الهامة لدى الشيعة
ولذلك كان حرق السفارة الإيرانية هناك مؤشرا على تحول كبير في العراق ويشير إلى أن
المدينة تعد مقرا روحيا للمرجعية الدينية الشيعية وقائدها آية الله على السيستاني
الذي أصدر بيانا يطالب فيه بوقف العنف وبتنفيذ إصلاحات حكومية موسعة دون أي استجابة.
ويقول كوكبيرن: "يبدو أن النخبة السياسية العراقية
أدركت أن الانتفاضة الشعبية تمثل تحديا يهدد وجودها ككل لا استمرارها في السلطة
فقط وبالتالي قررت مواجهتها وسحقها بكل السبل الممكنة، لكن حرق السفارة في كربلاء
التي يزورها ملايين الشيعة سنويا إضافة إلى ما حدث في النجف يعتبر تصعيدا
خطيرا".
ويعتقد كوكبيرن أن هذا الحدث سيؤدي في الغالب إلى "رد فعل
أكثر عنفا من جانب الجيش العراقي، الذي يؤكد أنه يشكل وحدة لمواجهة الأزمات المدنية
الداخلية تكون مهمتها الرئيسية فرض النظام".
وأضاف أن رد الفعل العنيف الذي قامت به السلطات تجاه
احتجاجات صغيرة حولت الأزمة إلى أكبر تهديد للوضع السياسي الراهن في العراق منذ
الغزو الأمريكي وسقوط صدام حسين في عام 2003.
العراق.. الجيش يعزل النجف بعد حرق متظاهرين قنصلية طهران
محتجون يهاجمون قنصلية إيران بكربلاء.. وترامب يتفاعل (شاهد)
إيران توقف إيفاد الزيارات الدينية للعراق