تعد "الجمعة البيضاء" فرصة للتسوق ينتظرها كثيرون خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر في العالم العربي، حيث تقدم المتاجر خصومات كبيرة لعملائها، ويقابلها في الأسواق الأوروبية والأمريكية ما يعرف بـ"الجمعة السوداء".
جمعة التسوق العربية
أُطلقت "الجمعة البيضاء" عام 2014 كمبادرة من قبل أحد مواقع التسوق الإلكتروني في العالم العربي ردا على الجمعة السوداء في أسواق أوروبا والولايات المتحدة.
واختير اللون الأبيض بدلا من الأسود نظرا لخصوصية يوم الجمعة لدى شعوب المنطقة العربية.
وتتزامن الجمعة البيضاء مع الجمعة الأخيرة من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام كما هو الحال مع الجمعة السوداء، ولكنها قد تتجاوزها
أحيانا لتكون موسما للبيع.
وتعد الجمعة البيضاء هي أكبر موسم مبيعات في
منطقة الشرق الأوسط وقد لا تقتصر على يوم واحد كما هو الحال في الجمعة السوداء.
اقرأ أيضا: هكذا تدافع المستهلكون أمام المتاجر بـ"الجمعة الأسود" (شاهد)
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى هذا الاختلاف مستدلة بقيام إحدى شركات التسويق الإلكتروني في المنطقة العربية والتابعة لشركة أمازون بالتخفيضات في الفترة من 11 إلى 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وفي الفترة من 23 إلى 29 شرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وتقدم أغلب المتاجر في المنطقة العربية وبشكل خاص في دول مجلس التعاون الخليجي خصومات كبيرة تصل إلى 80 في المئة خلال الجمعة البيضاء
وهناك أيضا موقع التجارة الإلكترونية Goldenscent الذي يحتفي به في المنطقة باسم الجمعة الذهبية
ويجعله حدثا كبيرا للمتسوقين عبر الإنترنت في المنطقة.
روايات الجمعة السوداء
أما اليوم المشهور بالجمعة السوداء يعد من أبرز الأيام من الناحية التجارية في أمريكا وأوروبا، ويوافق يوم الجمعة الذي يأتي عقب "عيد الشكر" الأمريكي والذي يصادف آخر يوم خميس في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
وأوردت "بي بي سي" عدة روايات ترتبط بالتعبير عن الجمعة السوداء، ويرجع في إحداها إلى أن ظهوره يرتبط بأزمة مالية تتعلق بانهيار سوق الذهب في الولايات
المتحدة في 24 سبتمبر/أيلول عام 1869.
وفي تفاصيل الأزمة لجأ حينئذ اثنان من رجال المال ذوي السمعة السيئة
وهما جاي غولد وجيم فيسك إلى شراء كل ما يقدران على شرائه من ذهب الدولة الأمريكية
على أمل رفع الأسعار بدرجة كبيرة وتحقيق أرباح قياسية.
وفي يوم الجمعة الذي أعقب ذلك، انكشفت المؤامرة وانهارت
البورصة وأفلس الكثيرون.
وهناك قصة أخرى وهي الأكثر تداولا وتتعلق بباعة التجزئة
فبعد عام كامل من الخسارة (البيع في الأحمر) تتحول المتاجر للربح (الانتقال
للأسود) في اليوم الذي يأتي عقب عيد الشكر، حيث ينفق الكثيرون على السلع المعروضة
بخصومات.
وعلى الرغم من أن التجار بالفعل يحققون خسائر قبل عيد
الشكر وأرباح بعده إلا أن هذا الطرح حول أصل التسمية مستبعد.
كما طرحت قصة مختلفة ترى أن أصل التسمية يعود إلى
ثمانينيات القرن التاسع عشر في جنوب الولايات المتحدة حيث كان ملاك العبيد
يبيعونهم بخصومات في اليوم الذي يعقب عيد الشكر، ولكن هذه القصة، التي دفعت البعض
للدعوة لمقاطعة اليوم، ليس لها أساس من الصحة.
اقرأ أيضا: تخفيضات "الجمعة البيضاء" تنعش قطاع التجزئة الإماراتي
وهناك قصة أخرى عن أصل التسمية تعود إلى خمسينيات القرن
الماضي عندما استخدمت الشرطة في فيلادلفيا هذا التعبير لتصف الفوضى التي تعقب عيد
الشكر عندما يتدفق الكثير من المشترين والسياح على شوارع المدينة قبل مباراة كرة
القدم الأمريكية التي تقام السبت من كل عام.
ففي يوم الجمعة الذي يسبق المباراة لا يستطيع رجال
الشرطة الحصول على إجازه بل ويعملون لساعات أطول في مواجهة الحشود وتعثر المرور
كما أن لصوص المتاجر يستغلون هذه الحالة لتصعيد نشاطهم مما يزيد من صداع رجال
الشرطة.
وفي عام 1961 عملت المتاجر في فيلادلفيا على تغيير هذه
الصورة السلبية فأطلقوا اسم "الجمعة الكبيرة" ولكن جهودها لم تنجح.
وفي ثمانينيات القرن الماضي وجد التجار في أمريكا وسيلة
لبث الحياة في الجمعة السوداء وجعل النظرة لهذا اليوم إيجابية في نظر زبائنهم
وكانت النتيجة هي تحول المتاجر في الولايات المتحدة في الجمعة التي تأتي عقب عيد
الشكر من الأحمر إلى الأسود أو من الخسائر للأرباح.
ومن الولايات المتحدة انتشر الأمر في أوروبا أيضا.
ويتزاحم الناس على المحال التجارية للتسوق في عدد من دول
العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية للتسوق منذ فجر اليوم في ما يعرف بـ
"الجمعة السوداء".