أكدت الحكومة
البريطانية، الأحد، أن يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري سيكون موعدا نهائيا
لمغادرة البلاد الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك غداة قرار
البرلمان البريطاني إلزام حكومة رئيس الوزراء، بوريس جونسون، بطلب تأجيل موعد
المغادرة من الاتحاد، المحدد سابقا بنهاية الشهر الجاري.
وفي تصريح نقلته
"بي بي سي"، قال الوزير المكلف بملف "
بريكست"، مايكل غوف، إن
الحكومة "لديها القدرة والوسيلة" لتحقيق المغادرة في موعدها، رغم
الإذعان لقرار البرلمان، وتقديم طلب بالتأجيل لبروكسل.
هل يمكن فعلا الخروج
دون اتفاق؟
في محاولة لمنع الخروج
دون اتفاق، صوت البرلمان البريطاني على تعديل يمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون
إقرار التشريعات التنفيذية له، وأجبر الحكومة على طلب مهلة جديدة من "بروكسل".
وبحسب ما نشرت هيئة
الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد صوت النواب لصالح التعديل الذي تقدم
به السير أوليفر ليتوين. وكان التصويت متقاربا بين الطرفين بواقع 322 صوتا مقابل
306.
وبحسب الهيئة "تنص
اللائحة التي تقدم بها النائب المستقل، ليتوين، على تعليق التصديق على اتفاق
جونسون مع الاتحاد الأوروبي، حتى يتم إقرار التشريعات التنفيذية اللازمة لتطبيقه".
تمديد بريكست
وتضيف "بي بي
سي": "أقرّ النواب في سبتمبر/أيلول الماضي قانوناً جديداً، قدمه النائب
من حزب العمال البريطاني هيلاري بن، يهدف إلى منع جونسون من المضي قدماً في
إجراءات خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 31 أكتوبر/تشرين الأول
الحالي، وثبت (قانون بن) أن على جونسون طلب تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد
الأوروبي لمدة ثلاثة أشهر أخرى ما لم يتمكن من إبرام صفقة، أو من حث النواب على
الموافقة على الخروج بدون اتفاق قبل حلول 19 أكتوبر/تشرين الأول".
و"في 19
أكتوبر/تشرين الأول، أقر مجلس النواب تعديلا على اتفاق جونسون الجديد بشأن خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تقدم به النائب المحافظ السابق، السير أوليفر
ليتوين، يشير إلى أن النواب لن يقروا الاتفاق الجديد حتى يتم إقرار التشريعات
التنفيذية له التي ينص عليها القانون البريطاني. وهذا التعديل وضع متطلبات قانون بن
قيد التنفيذ بفاعلية".
خيارات الحكومة
بعد رفض البرلمان
الموافقة على الخطة المعدلة لبريكست، السبت الماضي، أرسلت الحكومة البريطانية "مجبرة"
رسالة "غير موقعة" تطلب فيها تأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي،
ألحقها جونسون برسالة منه شخصيا بأنه يعتقد أن التأجيل سيكون خطأ، في محاولة منه
للحصول على رفض أوروبي للتأجيل.
والسيناريو الثاني هو
أن ترفض دولة أوروبية التصويت لصالح التأجيل، وهذا يحتاج من جونسون إقناع دولة
أوروبية واحدة على رفض التمديد، لكون التمديد يحتاج إلى موافقة جميع الدول
الأعضاء، الأمر الذي لا يعد سهلا بحسب "بي بي سي".
وتضيف: "إذا وافق
الاتحاد الأوروبي على التمديد ولكنه اقترح موعداً آخر غير 31 يناير/كانون الثاني
2020، فسيكون لدى النواب سلطة رفض هذا الاقتراح، وبالتالي ترك بريطانيا لخيار
الخروج من دون اتفاق".
كما "يظل خيار
حجب الثقة عن الحكومة أحد الخيارات أمام المعارضين للخروج من دون اتفاق".
رفض الاستقالة
ويمكن للنواب الذي
يعارضون الخروج دون اتفاق، التصويت على حجب الثقة عن حكومة جونسون، وعليه يقوم
جونسون بزيارة الملكة وتقديم الاستقالة، والتوصية بتعيين رئيس حكومة جديد.
لكن رئيس الحكومة
يمكنه أن يرفض مغادرة المنصب، ويبقى الحل في أن تضطر الملكة إلى إقالته، وهو أمر
غير مسبوق.