ملفات وتقارير

تحذيرات من خطورة اقتحام المستوطنين للأقصى.. ودعوات للرباط

منظمات دعت لاقتحام الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية- عربي21

مع تصاعد الدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، حذر مسؤولون ومختصون فلسطينيون، من خطورة تواصل وتصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى، مشددين على ضرورة التواجد والرباط فيه.

تقسيم الأقصى


وبالتزامن مع الأعياد اليهودية، دعت العديد من المنظمات الصهيونية المتطرفة التي تضم غلاة المستوطنين ومنها؛ حركة "شباب هار إيل" وحركة "العودة إلى جبل الهيكل"، إلى اقتحام واسع ومتواصل للمسجد الأقصى طيلة اليوم الخميس، الذي يتزامن مع اليوم الثالث لما يسمى بـ"عيد الغفران".

بدورها، دعت الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، الجماهير الفلسطينية إلى التصدي لمحاولات المنظمات الصهيونية اقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اعتبرت على لسان عضو مكتبها السياسي ماهر عبيد، أن الدعوات لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، واتخاذ الأعياد اليهودية ذريعة لهذه الاقتحامات، مما "يندرج في إطار خطة ممنهجة لتهويد الأقصى، وخلق واقع جديد يقوم على فرض التقسيم الزماني والمكاني، وهو أمر يرفضه شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية بشدة".

وقال في تصريح صحفي وصل "عربي21" نسخة عنه: "أمام هذه الهمجية الصهيونية وتصاعد العدوان؛ فإننا ندعو أبناء شعبنا إلى الرباط في المسجد الأقصى، والدفاع عن المقدسات بكل قوة"، داعيا الأمتين العربية والإسلامية، وأحرار العالم إلى "رفض هذا العدوان الصهيوني، وإسناد المرابطين بكل الأشكال الممكنة".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يمنع حراس الأقصى من توثيق اقتحامات المستوطنين

وطالب عبيد، المجتمع الدولي ومنظماته المتخصصة "بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال، لوقف انتهاكاته بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة".

من جانبه، حذر مسؤول ملف القدس بالمجلس التشريعي الفلسطيني، النائب أحمد أبو حلبية، من خطورة تواصل هذه الاقتحامات، منبها إلى "وجود مخطط إسرائيلي يهدف لفصل المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى التي تضم مصلى باب الرحمة، وتقع بمقابل مسجد قبة الصخرة، وتخصيصها للمغتصبين الصهاينة لإقامة صلواتهم التلمودية".

فرض أمر واقع


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كانت للاحتلال محاولات سابقة في العام الماضي، لكن أهلنا في القدس تصدوا للمخطط عبر فتح مصلى باب الرحمة، إضافة للحفاظ على الرباط المتواصل في الأقصى".

وأكد أبو حلبية، أن "الاحتلال يسعى للسيطرة على هذه المنطقة وفرض أمر واقع، تمهيدا للتقسيم المكاني للأقصى، كما فرض الاحتلال التقسيم الزماني منذ عام 2008 في الفترة الصباحية"، لافتا أن "العدو الصهيوني يستغل الأعياد اليهودية المزعومة في أمرين؛ تكثيف أعداد المقتحمين الصهاينة إلى أضعاف المقتحمين في الأيام العادية، وزيادة فترة الاقتحام للمسجد الأقصى مع إقامة صلوات تلمودية داخل الأقصى".

ولفت إلى أن "هذا المخطط الصهيوني خطير جدا ويحتاج إلى مواجهته"، منوها أن "أهل القدس هم خط الدفاع الأول في مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة إلى الاستيلاء على الأقصى، وفرض الأمر الواقع في تقسيمه زمانيا ومكانيا".

وشدد مسؤول ملف القدس، على أهمية وضرورة، "استمرار صمود أهلنا بالقدس في مواجهة هذا العدوان الصهيوني المتواصل على المسجد الأقصى، وذلك عبر استمرار شد الرحال والرباط بالأقصى في جميع الصلوات، وعدم ترك المجال لليهود منفردين كي يفرضوا أمرا واقعا كما فعلوا في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل".

وطالب العرب والمسلمين، بـ"تقديم كل ما يستطيعون من دعم لأهلنا في القدس، كي يستطيعوا الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي بحق الأقصى"، منبها إلى أهمية تواصل الجهود الإعلامية من أجل "فضح الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس وأهلها".

وفي إطار التصدي لإجراءات الاحتلال بحق الأقصى والقدس، أشار إلى ضرورة "تفعيل البعد القانوني لملاحقة ومقاضاة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية، إضافة إلى العمل على نشر الثقافة المقدسية عند أبنائنا، حتى يعرفوا ما هي القدس وماذا يشكل المسجد الأقصى المبارك بالنسبة لنا المسلمين".

انتهاك صارخ


من جهته، أوضح المختص في دراسات بيت المقدس رائد فتحي، أن "زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، وخاصة في الأعياد التلمودية، هو ليس لغرض معرفي أو سياحي، وإنما هو اقتحام لأغراض دينية، يحمل نية تلمودية مبيته لتبديل هذا المكان، وتغيير حقيقة المسجد الأقصى وهويته الإسلامية".

 

اقرأ أيضا: "الخطيب": لهذه الأسباب تتصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن "سكوت العالم أجمع، والعربي والإسلامي عن هذه الاقتحامات يحمل رسالة لهؤلاء المستوطنين المحتلين، أن الأقصى بات مكشوفا، وليس له عمق؛ في امتداد العالم العربي أو الإسلامي"، معتبرا أن "اقتحام المتطرفين للأقصى بلباس ديني تلمودي؛ انتهاك صارخ".

وفي ظل هذا الواقع، فإن "رسالتنا للعالم العربي والإسلامي؛ أن احموا أقصاكم وأوقفوا حملة أسرلة وتهويد المسجد الأقصى"، بحسب المختص الذي نوه إلى أن على المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية على الأقصى، أن "تأخذ دورها كاملا تجاه قداسة وسيادة الأقصى، عبر خطوات عملية وحقيقية، كي تدل أنها فعلا أهل لهذه الوصاية، لأن الوصاية تستلب اليوم من الأردن".

ودعا فتحي الشعب الفلسطيني وخاصة في الداخل المحتل عام 1948، إلى "التواجد وشد الرحال إلى الأقصى يوميا قدر المستطاع"، مطالبا الجماهير العربية بـ"حراك جماهيري نصرة للمسجد الأقصى، كما أنه مطلوب من النخبويين والمفكرين والإعلاميين وأصحاب الرأي والتأثير في العالم العربي، أن يتخذوا خطوات حاسمة وفاعلة ومؤثرة في هذا السياق، ترقى لمستوى الحدث".

ونبه لأهمية أن يدعو قادة الدول العربية إلى اجتماع "طارئ لقمة خاصة بالقدس، لاتخاذ خطوات واضحة وصارمة"، داعيا السلطة الفلسطينية، إلى أن "ترقى لمستوى الحدث، وتتذكر أن القدس هي عاصمة فلسطين".