سياسة دولية

مواقف دولية متباينة من عملية تركية مرتقبة شرقي الفرات

عنصر من الوحدات الكردية المسلحة خلال انسحاب القوات الأمريكية من مناطق شرقي الفرات- جيتي

تباينت المواقف الدولية من العملية العسكرية التركية في مناطق شرقي الفرات التي تسيطر عليها وحدات كردية مسلحة بدعم أمريكي.

 

فقد دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف في شمال غرب سوريا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة قوات من مناطق تسيطر عليها الوحدات الكردية.


وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش "من المهم للغاية أن يمارس جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس في هذا التوقيت".


وأضاف "الأمين العام يؤكد كذلك على الحاجة لحماية البنية الأساسية المدنية في جميع الأوقات وعلى ضرورة ضمان وصول (الدعم) الإنساني للمدنيين المحتاجين على نحو آمن ومستمر ودون عوائق".

وقال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية، بانوس مومسيس للصحفيين في جنيف "نأمل في الأفضل لكن نستعد للأسوأ".

من جانبها قالت المفوضية الأوروبية: إنها "تعترف بمخاوف تركيا المشروعة"، ولكنها تواصل دعم الحل السياسي في سوريا.

جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، مايا كوسيانيتش في مؤتمر صحفي في بروكسل، الاثنين، وذلك في معرض تعليقها على العملية العسكرية التركية المحتملة شرقي الفرات بسوريا.

 

وقالت كوسيانيتش إنه "في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".

وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يدعم مبادرة الأمم المتحدة للحل السياسي في سوريا، ووحدة وسيادة أراضي الأخيرة.

وحذّرت كوسيانيتش من أن عودة الاشتباكات المسلحة في شمال غربي سوريا، "لن تضرّ بالمدنيين القاطنين هناك فحسب، بل بالمبادرات المدنية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي هناك أيضاً".

ودعت الدول الضامنة في إطار مباحثات أستانة، ومنها تركيا، إلى تعزيز مبادراتها لإنهاء الصراع، وحماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق.

 

إقرأ أيضا: واشنطن: لن ندعم عمليات تركيا شرق الفرات.. وأنقرة تعلق

 

وفيما يخص تصريحات المسؤولين الأتراك حول إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق شمال غربي البلاد، عقب انتهاء العملية العسكرية، قالت: "إننا نرى بأن الشروط اللازمة لإعادة اللاجئين، لم تتشكل بعد قبل التوصل إلى حل سياسي في سوريا."

وأفادت أن المسألة السورية سيتم نقاشها أيضاً ضمن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، المزمع عقده الأسبوع المقبل.

بدورها دعت فرنسا تركيا إلى "تجنب أي أفعال قد تتعارض مع مصالح التحالف المناهض لتنظيم الدولة" وذلك بعد أن بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من شمال شرق سوريا.


وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "إنه يجب محاكمة المتشددين المعتقلين في شمال شرق سوريا، بمن فيهم المقاتلون الأجانب، حيث اقترفوا جرائمهم".

وتقاوم الدول الأوروبية حتى الآن، دعوات أمريكية لاستعادة أسرى من التنظيم المتشدد يحملون جنسياتها.

 

المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، ديميتري بيسكوف، قال من جانبه إن موسكو تدرك وتتفهم إجراءات تركيا لضمان أمنها.

جاء ذلك في معرض رده على سؤال في مؤتمر صحفي، حول العملية العسكرية التركية المحتملة شرقي الفرات بسوريا.

وأضاف "بيسكوف" أن الكرملين يدرك التزام تركيا بالتمسك بوحدة سوريا الترابية والسياسية، وبأن وحدة أراضي سوريا هي نقطة الانطلاق في إطار الجهود المبذولة لإيجاد تسوية سورية، وفي جميع المسائل الأخرى".

وأعرب عن أملهم في أن "يتمسك زملاؤنا الأتراك في جميع الظروف بالدرجة الأولى بهذه المسائل المسلمة".

وتابع: "نحن ندرك ونتفهم إجراءات تركيا لضمان أمنها، ونعني هنا مواجهة العناصر الإرهابية التي قد تختبئ في الأراضي السورية، لكنني أكرر مرة أخرى، نحن نقول أولا وقبل كل شيء، من الضروري الالتزام بوحدة سوريا الترابية والسياسية".

وأوضح أن الموقف الروسي حول سوريا، واضح، ويتمثل في قناعتها بضرورة ترك القوى الأجنبية للأراضي السورية المتواجدة فيها بشكل غير شرعي، بأقرب وقت.

وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم يتباحثا هذه الأيام العملية العسكرية المحتملة لأنقرة شرقي الفرات بسوريا، مضيفاً: "اللقاءات العسكرية والاستخباراتية الروسية التركية، تتميّز بأنها مكثفة ومنتظمة".