جددت التجربة
الصاروخية الأمريكية الأخيرة، والرد الروسي عليها، مخاوف العودة إلى حرب باردة
جديدة بين القوتين، رغم الآراء التي قللت من قيمة التجربة.
وكانت وزارة الدفاع
الأمريكية أعلنت الأسبوع الماضي إجراء تجربة إطلاق صاروخ كروز تقليدي قبالة
السواحل الغربية للولايات المتحدة.
وكان من المقرر إلغاء
هذه التجارب بموجب معاهدة القوى النووي المتوسطة التي غادرتها أمريكا.
ولم يتأخر الرد
الروسي، إذ كلف الرئيس فلاديمير بوتين، وزارتي الدفاع والخارجية بإعداد رد على
التجربة الصاروخية الأمريكية، لكنه أكد أن بلاده لن تنجر إلى "سباق
تسلح".
والسبت الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها اختبرت إطلاق صاروخين باليستيين من غواصتين، في منطقة المحيط المتجمد الشمالي وبحر بارنتس ضمن تدريب قتالي.
اقرأ أيضا: طهران تدين التجربة الصاروخية لواشنطن
الخبير العسكري، العميد الركن صبحي ناظم توفيق،
رأى أن الحرب الباردة لم تتوقف من الأصل منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، ولكنها دخلت
في مرحلة سبات ليس أكثر.
وتابع بأنه وعلى مر تاريخ العالم كانت هنالك
حروب باردة بين القوى العظمى في العالم منذ عهد سومر وحتى اليوم.
وأشار الخبير العسكري إلى أنه منذ عام 2000
بدأ التحضير للخروج من السبات الذي كانت عليه روسيا، وفي العام 2010 أمر بوتين،
وكان رئيس الوزراء وقتها، وزير الدفاع والبحرية باستعراض أسطول بحري ضخم من أقصى شمال
المحيط الأطلسي إلى أقصى جنوبه وصولا إلى جزر فوكلاند وقريبا من الأرجنتين.
وتابع بأنه منذ ذلك التاريخ خرجت روسيا من
سباتها.
ونوه إلى أن روسيا الاتحادية ورثت سلاح
الاتحاد السوفييتي، على عكس الدول الصغيرة التي تركت الاتحاد، وبدأت بتأسيس نفسها
من الصفر.
وأشار إلى أن هذه الأسلحة التي تم تخزينها ولم
تفكك أو تدمر بدأت تعرض في فترة ما بعد الـ2010 للبيع لبعض الدول بأثمان رخيصة مقارنة
بالسلاح الأمريكي والبريطاني والفرنسي على سبيل المثال.
اقرأ أيضا: بعد التجربة الأمريكية.. روسيا تختبر صاروخين من غواصتين
ونوه إلى أنه في النصف الأول من العقد الثاني
من القرن الحالي، 2010- 2015 عادت روسيا لتفعيل قاعدتها البحرية في طرطوس
السورية، وقاعدة جوية في حميميم.
وأكد أنه لكون البحر الأبيض المتوسط من أهم
بحار العالم، فيجب على الدول العظمى أن يكون لديها موطئ قدم فيه.
وأشار إلى أن الأسطول الروسي في البحر الأسود
أيضا بدأ يستعرض قريبا من أوكرانيا وقريبا من سواحل رومانيا وبلغاريا وشمال تركيا.
ولفت إلى أن حاملات الطائرات الروسية
تستعرض وتخرج من البحر الأسود إلى البحر المتوسط ونرى استعراضات جوية على مقربة من
أجواء دول حلف شمال الأطلسي.
وأكد أن الحرب الباردة الروسية الحقيقية بدأت
بالتدخل الروسي في سوريا حيث جاء أسطول بحري كامل إلى طرطوس، وحاملة طائرات، إلى
جانب أزيد من 100 طائرة في قاعدة حميميم بقي منها 69 طائرة هنالك.
ولم تكون روسيا الوحيدة التي علقت على
التجربة الأمريكية، إذا امتعضت إيران أيضا من التجربة، حيث أدان المتحدث باسم
الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، التجربة، وقال إنها تهدد الأمن والاستقرار
العالميين، وتزيد من "سباق التسلح".
من جهة أخرى، اعتبر
المحلل السياسي الروسي، فتشسلاف ماتازوف، أن ما يحصل حاليا لا يرقى إلى حرب تسلح،
مؤكدا أن التفاهم حول الصواريخ قصيرة المدى موجود بين البلدان وإن كانت أمريكا
قد غادرت الاتفاقية.
وأشار إلى أن التجارب
الصاروخية قصيرة المدى ليست أمرا جديدا، مشيرا إلى أن التجربة الأمريكية ليس
المقصود منها روسيا، بل إرسال رسائل للصين.
وأشار إلى أن العالم
قطع شوطا طويلا في مجال المعاهدات الخاصة بالسلاح، بما في ذلك الحد من التسلح
النووي والصواريخ بعيدة المدى.
وكان الممثل الدائم للولايات المتحدة
الأمريكية في الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، قال إن "الاتحاد الروسي والصين لا يزالان
يرغبان بعالم تمارس فيه الولايات المتحدة ضبط النفس، بينما هما يواصلان بناء
قدراتهما العسكرية بلا انقطاع وبلا خجل".
وأضاف:
"الاختبارات الأمريكية لتطوير قدرات تقليدية تطلق من الأرض، وليست استفزازية،
ولا تزعزع الاستقرار. نحن لن نقف بلا حراك"، وذلك ردا على نظيره الروسي بأن
أمريكا جاهزة لسباق تسلح جديد.
جرائم إطلاق النار الرئيسية في الولايات المتحدة
رسائل ثلاث وراء تخطيط روسيا وإيران لمناورات بمضيق هرمز
بعد خروقات سابقة.. هل يصمد وقف إطلاق النار بإدلب؟