صحافة دولية

هل سيفقد بوريس جونسون مقعده في الانتخابات العامة القادمة؟

مرشح حزب العمال علي ميلاني البالغ من العمر 25 سنة سيكون خصم جونسون إذا ما جرت انتخابات مبكرة- فايننشال تايمز

نشرت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن المكانة التي من الممكن أن يحظى بها رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس في حال أجريت انتخابات مبكرة في البلاد، خاصة في ظل وجود مرشح قوي من أصول إيرانية يُدعى، علي ميلاني.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مرشح حزب العمال البريطاني البالغ من العمر 25 سنة، الذي يمثل كلا من أوكسبريدج وجنوب روسليب، وهي المناطق نفسها التي يمثلها بوريس جونسون، يختلف بشكل كبير عن رئيس الوزراء الجديد. فقد وُلد علي ميلاني في إيران قبل توجهه رفقة والدته إلى المملكة المتحدة حينما كان في الرابعة من عمره، حيث عاش هناك ظروفا صعبة.

وذكرت الصحيفة أنه من الممكن أن يتواجه الخصمان وجها لوجه إذا ما دعا جونسون إلى إجراء انتخابات مبكرة، من أجل كسر الجمود الذي يعتري المفاوضات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو في حال صادق البرلمان على اقتراح يقضي بحجب الثقة عن حكومته.

 

والجدير بالذكر أنه إذا استطاع ميلاني التغلب على أغلبية الأصوات التي تحصل عليها جونسون، والتي تقدّر بحوالي 5034 صوتا، فستكون بذلك المرة الأولى منذ أكثر من قرن التي يتم فيها إزاحة رئيس وزراء حالي من مقعده.


وفي هذا السياق، صرّح المرشح عن حزب العمال قائلا: "لقد حدثت أشياء غريبة في مجال السياسة مؤخرا. وعموما، يعدّ هذا المقعد بمنزلة ساحة المعركة من أجل المستقبل".

وأضافت الصحيفة أن جونسون تقاسم الأصوات مع تيريزا ماي خلال الانتخابات العامة التي انعقدت خلال سنة 2017، ما أدى إلى عدم امتلاكها لأغلبية الأصوات، وخسارتها في نهاية المطاف للانتخابات. وفي الوقت نفسه، شهد المقعد الآمن الذي ظفر به جونسون خلال سنة 2015 بعد فترة ولايته الثانية كعمدة لبلدية لندن تغييرا دراماتيكيا.

وفي الواقع، تراجعت حصة السكان البيض البريطانيين بحوالي 16 نقطة مئوية خلال العقد الماضي لتصل إلى 51 بالمئة، وذلك وفقا للإحصاءات الرسمية البريطانية. وعلى العموم، عكس ذلك أحد أسرع عمليات النمو فيما يتعلق بالتنوع العرقي في أي مكان في البلاد، الأمر الذي يصب في مصلحة حزب العمال البريطاني.

وأوردت الصحيفة أنه من بين 40 دائرة انتخابية التي تضم 40 بالمئة على الأقل من الأقليات العرقية في انتخابات سنة 2017، فاز حزب العمال بتسعة وثلاثين مقعدا، في حين ظفر حزب المحافظين بالمقعد المتبقّي. وتشير البيانات التي صدرت في شهر آذار/مارس إلى وجود 44 دائرة انتخابية متنوعة، حيث يسيطر حزب العمال البريطاني على 41 دائرة منها، بينما تشمل الدوائر الثلاثة المتبقية مقاطعة أوكسبريدج، التي تصل فيها نسبة السود والأقليات العرقية في الوقت الراهن 40.9 بالمئة من مجموع سكانها.

ومن جهته، صرح ميلاني، المهاجر المسلم الشاب وعضو مجلس مدينة هيثرو القادم من إيران الذي ترعرع في الفقر، والذي يتحدى جونسون قائلا، إن "المسألة لا تتعلق بفرضية فوز حزب العمال، وإنما بالتوقيت الذي سينتصر فيه".

ونقلت الصحيفة تصريحات ميلاني التي أشار خلالها إلى أنه لم يكن يحلم مطلقا بأنه سينافس يوما ما من أجل الظفر بمقعد في البرلمان. ولكن بعد أن شغل منصب نائب رئيس اتحاد الطلاب في جامعة برونيل في أوكسبريدج، تم إقناعه بالدخول في السباق الانتخابي خلال سنة 2018 وذلك حتى يستقطب المزيد من الأشخاص من فئة الشباب.

وتجدر الإشارة إلى أن ميلاني يُعتبر المتحدث الوقح الذي فاز بثلثي أصوات أعضاء حزب العمال، ما أضفى المزيد من التحديات الجديدة. كما فقد ميلاني قبل أسبوعين الوظيفة التي كان يشغلها في مجال العمل الخيري على خلفية إعلان ترشحه، بسبب قواعده المتعلقة بالحياد السياسي، ما قد يجعله يعاني من أجل دفع إيجار المنزل الذي يقطن فيه.

وقالت الصحيفة إن الجهود التي يبذلها ميلاني لاقت دعما واسع النطاق. فضلا عن ذلك، أفاد ميلاني أنه طرق، حتى الآن، أكثر من 4000 باب، وقدم نفسه كبطل محلي في وقت الشدة وتدهور الخدمات.

 

كما أنه يرى نفسه على خط المواجهة ضمن صراع وطني لدحر السياسة التي يحاول جونسون ترسيخها، والتي يستهدف من خلالها السود والمسلمين. وعلى الرغم من أن تاريخ ميلاني لا تشوبه شائبة، إلا أن البعض صنف المنشورات الي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والمعادية لإسرائيل، على خلفية مقتل صديقه في قطاع غزة خلال 2011، على أنها معادية للسامية.


وفي الختام، أضافت الصحيفة أن استطلاع الرأي الذي شمل سكان مدينة أكسبريدج خلص إلى أن المعركة ستكون متكافئة، وأن رئيس الوزراء الجديد يحظى بتأييد وغضب السكان في الآن ذاته.


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)