سلط السياسي الليبي
وعضو المؤتمر الوطني العام، محمد مرغم، الضوء على جوانب مما جرى في معركة طرابلس،
وكيف وقعت خسائر في صفوف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ونوعية الدعم المقدم له
من الإمارات والسعودية.
وقال مرغم خلال
استضافته بالندوة الشهرية، التي عقدتها "عربي21": إن حفتر "أصيب
بالغرور نتيجة الدعم المالي والعسكري، المقدم له من قبل السعودية والإمارات،
وغيرها من الدول، فضلا عن المعلومات غير الدقيقة، بشأن حجم القوات الموجودة في
طرابلس".
وأوضح السياسي الليبي
أن أعدادا كبيرة من جنود حفتر، "وقعت في الأسر بشكل مفاجئ، بسبب ما أقنعوا به
من أنهم ذاهبون للاستعراض في طرابلس، وأن الخلايا النائمة الموالية لحفتر داخلها،
ستفتح لهم الأبواب للدخول سلما، وليس للقتال وخوض معارك شرسة".
ولفت إلى أن الخلايا
النائمة "نجحت في عملها بمنطقة غريان، وما حصل في المدينة أن قوات كبيرة
هاجمتها، وكانت تفوق قدرة ثوار غريان، فاضطروا للرجوع إلى العاصمة، وهناك ظهرت
الصحوات الموالية لحفتر، وسيطرت دون قتال".
وأضاف: "هذا
الأمر شجع حفتر على التقدم نحو طرابلس، لكن حجم القوة التي واجهها لم تكن
بحسبانه"، وتابع: "كتائب مصراته والزاوية خرجت إلى العاصمة قبل وصوله،
وقابلوه على مشارفها في المزارع والمناطق الريفية، لذلك طرابلس قصفت بالطيران
والصواريخ البعيدة، وكانت قوات الثوار كافية لصد الهجوم، والبدء بآخر معاكس".
إقرأ أيضا: ندوة "عربي21" تناقش آخر مستجدات الصراع في ليبيا (شاهد)
وبشأن خسائر قوات حفتر
قال مرغم: المعلومات تفيد بأنهم "بلغوا نحو 500 عنصر، يقابلهم نحو 200 من
الثوار"، لكنه لفت إلى أن القوة المقاتلة مع حفتر، "ارتكبت أفعالا تصل
إلى جرائم حرب، مثل السحل والتعذيب والتمثيل بالجثث".
وعلى صعيد الدعم
العسكري، أوضح مرغم أن الإمارات تملك قاعدة جوية في الخروبة، قرب برقة، وبها
طائرات بدون طيار ومعدات تتحكم بها الإمارات، فضلا عن دعم مالي سعودي، قدم في
الهجوم الأخير، وفتاوى فقهية من التيار المدخلي عبر المنابر.
ولفت مرغم إلى تقديم
فرنسا دعما عبر غرفة عمليات، وقال: إن العناصر الفرنسية التي ألقي القبض عليها في
تونس، "كانت تعمل داخل ليبيا لخدمة حفتر، وحين شعروا بالضغط عليهم، وأن
الأمور أفلتت من أيديهم غادروا".
وأشار إلى أن هناك
أنباء تقول بـ"منح السعودية مبلغ 10 مليارات دولار" وتابع: "ربما
يكون الرقم مبالغا فيه، لكن هناك مبالغ كبيرة دفعت، ظهرت في الولاءات التي اشتريت
والصحوات التي عملت مع حفتر، فضلا عن الأسلحة الجديدة والسيارات المصفحة، التي لم
تستهلك في أي موقع".
وعلى صعيد الخسارة
السياسية لحفتر قال مرغم: "القوى السياسية في الغرب الليبي، كانت ربما تتقبل
سابقا أن يكون حفتر وزير دفاع، أو شريكا سياسيا أو قائد جيش حتى، لكن الآن تغير
الوضع، ولم يعد له مكان في حساباتهم السياسية، بسبب استعجاله وغروره وما قام
به".