شهدت مدينة بنغازي، شرق ليبيا عدة تفجيرات في الأيام القليلة الماضية، استهدف بعضها مسؤولين في إدارة مكافحة الإرهاب التابعة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، وسط تساؤلات عن علاقة الأمر بالحرب التي يشنها الأخير على العاصمة "طرابلس" والتي لاقت رفض بعض النواب وبعض قبائل الشرق.
وشهدت المدينة انفجار سيارة مفخخة صباح اليوم الإثنين تحت جسر منطقة "سيدي خليفة" شرق بنغازي، تسببت في وقوع أضرار في الجسر والمركبات الآلية القريبة من مكان التفجير لكن دون الحديث عن وقوع قتلى حتى الآن.
"استهداف"
وذكرت تقارير إعلامية أن "التفجير استهدف رئيس جهاز مكافحة "الإرهاب" في بنغازي، عقيد عادل مرفوعة، وأنه مصاب حاليا، وهو ما نفته مديرية الأمن هناك، لكن مصدرا أمنيا بوزارة الداخلية هناك أكد أن التفجير استهدف "مرفوعة" وأنه وقع خلال مرور الأخير تحت الجسر ما أدى إلى إصابته، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وشهد الشرق الليبي منذ 5 أيام انفجار سيارة مفخخة في منطقة "القوارشة" (غرب بنغازي) تسبب في مقتل اثنين من فرق الهندسة العسكرية هناك وجرح اثنين آخرين.
وجاءت هذه الأحداث بالتزامن مع عملية عسكرية يقوم بها "حفتر" في الغرب الليبي لاقت ردود فعل غاضبة دوليا ومحليا، ما طرح بعض التساؤلات عن علاقة تفجيرات بنغازي بحرب طرابلس، وهل توجد خلايا نائمة مناوئة لحفتر تريد تشتيت قواته؟
اقرأ أيضا: استسلام كتيبة لحفتر.. والأخير يقصف أحياء سكنية (شاهد)
تفجيرات بأيدي "حفتر"
من جهته، رأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أن "هذا النهج أصبح مكررا من قبل "حفتر"، فكل من يشك في ولائه إما يعتقله أو يدبر له عملية "اغتيال" وحدث هذا عشرات المرات على مدى السنتين الماضيتين، خاصة أن هناك رفضا فعليا في شرق البلاد لما يقوم به "حفتر".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "بعض النخب وعسكريين وحتى أناسا عاديين يرفضون ممارسات "حفتر" ومنها حربه على "طرابلس"، لكن القبضة الأمنية الكبيرة للأخير تحول دون بلورة هذا الرفض ليكون علنيا"، ، حسب كلامه.
وتابع: "لكن لا يمكن لأحد أن يتحدى إرادة الناس خاصة مع تزايد عدد الرافضين له من قبائل الشرق التي تفقد أبناءها يوميا في معارك "طرابلس"، خاصة بعد تأكد لهم أن "حفتر" زج بالآلاف من أبنائهم في حرب لا مصلحة لهم فيها بل مصلحة شخصية للجنرال وفقط كي يحكم"، كما قال.
"انتقام وقوة نائمة"
وقال الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي إن "هذه التفجيرات وتكرارها يدل على وجود يد وقوة نائمة تتحرك للانتقام من كل من وقفوا مع الثورة الليبية منذ بدايتها وممن رفضوا الحرب الأخيرة على العاصمة، وأعتقد أنه سيتم استغلال هذه الأحداث في زيادة الفتنة وتسخين الحرب"، حسب تعبيرها.
وأضافت لـ"عربي21": "قد نرى يوما مدينة بنغازي تنتفض من أجل إيقاف دم أبنائهم، بل قد تتحرك هذه المدينة التي كانت معقلا ورمزا لثورة الليبيين من أجل إعلان رفضها علانية لعودة الحكم العسكري مرة أخرى أو تكرار نموذج حكم ثارت عليه من قبل".
اقرأ أيضا: قوات "الوفاق" تسقط طائرة تابعة لحفتر جنوب طرابلس (شاهد)
"قبضة حديدية"
وكشف رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان (مستقلة)، جمعة العمامي أن "الشخصية التي استهدفها التفجير الأخير وإن كان محسوبا الآن على معسكر "حفتر" إلا أنه عارضه من قبل في عدة مواقف وتم إقالته عدة مرات من منصب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وهناك معلومات تقول إنه هو من سرب معلومات لبعض الجهات تثبت تورط قيادات في قوات "حفتر" في تهريب مقاتلي "داعش" من بنغازي"، وفق معلوماته.
وأوضح: "لذا لا أتوقع أن يكون وراء هذه التفجيرات ما يسمى بخلايا نائمة، إنما هي محاولة تصفية تؤكد عدم استقرار الشرق الليبي المحكوم بـ"مليشيات" تسمي نفسها "جيش وشرطة"، وبالتالي هناك رفض لما يحدث لكن نظرا للقبضة الحديدية لا نرى معارضة علنية هناك، كما صرح لـ"عربي21".
"حرب قذرة"
الناشط السياسي الليبي، خالد الغول بدوره، قال إنه "في هذه الحرب صعب التكهن بالفاعل، كونها حربا "قذرة" تتم باستخدام تعبئة دينية وعنصرية بحقد دفين، مضيفا لـ"عربي21": "قد تكون هذه الأفعال مقصودة من قبل "جيش حفتر" بغرض شحن شباب "بنغازي" المقاتلين معه في حرب "طرابلس" ليزدادوا جرما وقتلا وقد ظهرت بعض المقاطع تدل على ذلك، والأيام القادمة سيتضح كل شيء"، وفق قوله.
روسيا تنفي دعم حفتر.. ومجلس الأمن يجتمع لبحث التطورات
ضربة موجعة لقوات حفتر في الزاوية.. وأسراها بالعشرات (شاهد)
حفتر يسيطر على مدينة قريبة من طرابلس ويهدد بصراع جديد