سياسة عربية

حفتر يسيطر على مدينة قريبة من طرابلس ويهدد بصراع جديد

قوات حفتر تدخل مدينة غريان جنوبي طرابلس الخميس الرابع من أبريل 2019 - (وكالات)

سيطرت قوات اللواء المنشق خليفة حفتر على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة طرابلس الخميس، لتصعّد بذلك صراعها مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إلى مستوى جديد ينذر بالخطر. 


ورداً على ذلك أصدر رئيس الحكومة فائز السراج تكليفاً لرئاسة أركان القوات الجوية بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين، وذلك في برقية فورية بعثها السراج بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي إلى رئاسة الأركان تداولها نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي. 

 

وفي السياق ذاته، أعلنت قيادات وثوار من مدينة مصراتة (200 كلم شرقي طرابلس) استعدادهم الفوري لوقف تحركات قوات حفتر في المنطقة الغربية. وطالبوا السراج، بإعطاء الأوامر لجميع قادة المناطق في المنطقة الغربية لمواجهة تلك القوات.

 

وتأتي سيطرة قوات حفتر على غريان بعد اندلاع مناوشات الأربعاء مع قوات متحالفة مع رئيس الوزراء في طرابلس فائز السراج، وتمثل تقدما سريعا باتجاه الغرب من جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر والذي انطلق من معقله في بنغازي بشرق البلاد.

 

وتعد التطورات تصعيدا خطيرا في الصراع بليبيا المستمر منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وانقسمت ليبيا بين الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس والتي يقودها فائز السراج، وإدارة موازية متحالفة مع قوات حفتر منذ سقوط القذافي. 

 

وقال اللواء عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية في القوات التابعة لحفتر: "تمت السيطرة على مدينة غريان بالكامل، وأنا الآن أتجول فيها". 

 

في المقابل، قال سكان إن فصائل بمدينة مصراتة التي تعارض الجيش الوطني الليبي، عقدت اجتماعا عاجلا لتعبئة قواتها. 

 

من ناحية أخرى ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الفصائل الليبية ضبط النفس. 
وكانت غريان التي تقع في الجبال الغربية على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة متحالفة مع حكومة طرابلس رغم تمركز بعض مؤيدي حفتر هناك أيضا. 

 

وفي وقت سابق الخميس قال يوسف البديري عميد بلدية غريان إن الجانبين خاضا مناوشات الأربعاء لكنها انتهت. 

 

وقال أحد السكان: "المدينة الآن تحت سيطرة الجيش الذي أتى من المنطقة الشرقية، ويمكنني رؤية مركبات عليها شعار الجيش الوطني الليبي". 

 

وأظهر تسجيل فيديو بُث على الانترنت مركبات للجيش الوطني الليبي داخل المدينة منها عربات بيك أب عليها مدافع رشاشة ثقيلة.

 

وقال جوتيريش، الذي وصل إلى طرابلس الأربعاء لدفع محادثات السلام، في تغريدة قبل السيطرة على غريان إنه قلق للغاية من التحركات العسكرية وخطر المواجهة. 

 

وأضاف: "لا يوجد حل عسكري. وحده الحوار بين الليبيين يمكن أن يحل المشاكل الليبية. أدعو للهدوء وضبط النفس فيما أستعد للاجتماع مع القادة الليبيين في البلاد". 

انتكاسة
ويمثل تجدد المواجهات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة. 

 

ومن المقرر عقد مؤتمر وطني هذا الشهر للاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء على أمل الوصول إلى أوروبا. 


ويتمتع حفتر بدعم مصر والإمارات اللتين تعتبرانه حصنا في وجه الإسلاميين بينما يرى فيه الكثير من الليبيين صورة جديدة للقذافي، وتسيطر قواته على الشرق وتوسعت في الآونة الأخيرة إلى جنوب ليبيا.
وفاجأ تقدمهم الدبلوماسيين والمحللين الذين يتابعون الأحداث في الجزائر المجاورة التي استقال رئيسها عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء بعد أسابيع من الاحتجاجات. 

 

وقالت مجموعة فصائل في مصراتة إنها مستعدة لمواجهة القوات التابعة لحفتر، وذكرت مجموعة الفصائل في بيان أن وجهاء المدينة يطالبون السراج بإصدار أوامر ببدء عملية على الفور. 

 

ويشكك محللون في قدرة الجيش الوطني الليبي على شن هجوم شامل في ظل توسيع نطاق عملياته بالتقدم جنوبا كما أنه يعتمد على رجال العشائر وقوات أخرى مساعدة. 

الطوارئ
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن العاصمة طرابلس، واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة بالخصوص.


وأضافت الوزارة، في بيان لها، بأن القوات المهاجمة لطرابلس، لا تعي حجم الخطيئة التي ترتكبها في حق الوطن والمواطن ولا يكون بعد ذلك من سبيل إلا مواجهة هذا الهجوم الغاشم دون أدنى تردد أو مواربة.

 

وحملت المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم (في إشارة لحفتر) عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم.

 

ودعت المجتمع الدولي لأن "يضطلع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والإفصاح الصريح عن موقفه تجاه الخروقات الجسيمة، التي ما انفك الطرف المهاجم يقترفها، إجهاضاً لأي أمل في التوافق والسلام".