قال كاتب إسرائيلي إن "تطبيق التفاهمات الإنسانية التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس في غزة من المتوقع أن يبدأ عقب تشكيل الحكومة القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو، وهو ما من شأنه تحسين الوضع المعيشي في القطاع، ويمكن حماس من تثبيت حكمها هناك، على أن يقابله كبح لجماح المظاهرات في غزة، وإرسال حماس للمزيد من الإشارات التي تؤكد أن وجهتها ليست للحرب".
وأضاف
آفي يسسخاوف الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية بمقاله على موقع ويللا الإخباري،
وترجمته "عربي21" أن "الخيار
الحماسي المفضل باتجاه التسوية ليست مفاجئة بصورة خاصة، بل كان التوجه الواضح منذ
انطلاق مسيرات العودة في مارس 2018 بهدف تحسين الوضع الإنساني في القطاع، ولكن بعد
فوز بنيامين نتنياهو فإن التوقع لدى حماس يذهب باتجاه منح قطاع غزة فرصة استنشاق
مزيد من الهواء".
وأشار
أن "إسرائيل من جهتها بدأت تلبي لحماس بعض مطالبها، فقد وسعت مساحة الصيد
للصيادين بعمق 15 ميلا، واستمر العمل في المعبر التجارية مع إسرائيل بصورة دورية،
وتواصلت الموافقة الإسرائيلية على إدخال الأموال للعائلات الفقيرة من خلال الأمم
المتحدة، وهناك ما لا يتحدثون عنه حول إيجاد جهاز يمكن نقل الأموال من قطر إلى
حماس لمنح رواتب موظفيها".
وزعم يسسخاروف، وثيق الصلة بالأوساط الفلسطينية،أننا "أمام سياسة متقابلة في غزة: إسرائيل تسعى في الشهور القادمة لتثبيت حكم
حماس في غزة، ومنحها مزيدا من الشرعية الجماهيرية، فيما حماس توفر الهدوء الأمني
في القطاع، مع أنه قبل سنوات قليلة كان مثل هذا السيناريو غير متوقع، بل خياليا أو
فانتازياً، لكن يبدو أن الطرفين يفضلان العمل مقابل بعضهما، ولو بطريقة غير مباشرة".
واستدرك
يسسخاروف بالقول أنه "رغم التفاؤل الحذر،
لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك أطرافا لديها القدرة على تغيير الوضع فجأة
في غزة، أولها إمكانية أن ينجح شبان متظاهرون باختراق الحدود مع غزة وإسرائيل مما
يضطر الجنود لإطلاق النار عليهم، فيسقط بينهم قتلى وجرحى، وحينها يذهب الوضع نحو
التصعيد".
وأضاف
أن "ثاني هذه الأطراف التي قد تعرقل تفاهمات التهدئة هي السلطة الفلسطينية
التي تسعى لتخريبها بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية، وليس معروفا بعد كيف سيكون رد
فعل السلطة في حال نجحت هذه التفاهمات بتثبيت مواقع حماس في غزة، وفي حال قرر أبو
مازن زيادة التقليصات على غزة، فإن ذلك كفيل بتصعيد ميداني غير مرغوب".
وأوضح
أن "الطرف الثالث هو الجهاد الإسلامي الذي لا يبدي تحمسا لهذه التفاهمات،
ومصالح التنظيم مختلفة عن تلك التي لدى حماس، أما رابع الأطراف فتتعلق بحماس ذاتها
التي قد تشعر في لحظة ما أن هذه التهدئة لا تتقدم إلى الأمام، مما يجعلها تخلع
القفازات عن المظاهرات، وإطلاق القذائف الصاروخية، الأمر الذي سيوصل الجانبين إلى
شفا الهاوية".