الرئيس دونالد ترامب يشن حربا اقتصادية على الصين، وفرض أو سيفرض
أرقاماً ضرائبية قياسية على صادراتها إلى الولايات المتحدة. حربه التجارية على
بقية العالم أدت إلى ارتفاع الخسائر الأمريكية في التجارة السنة الماضية إلى 891.3
بليون دولار.
الرقم
هذا قياسي ومن أسبابه تراجع الاقتصاد العالمي والقوة النسبية للدولار الأمريكي ما
جعل الدول الأخرى تتردد في شراء منتجات أمريكية. ربما زدنا إلى ما سبق أن الرئيس
ترامب خفض الضرائب في بلاده بما يعادل 1.5 ترليون دولار وكان تمويل هذا عن طريق
استدانة الحكومة وإطلاق حرب اقتصادية.
سبب
ما حدث هو السياسة الاقتصادية السيئة للرئيس فقد حذره الخبراء من أن خفض الضرائب
يعني زيادة العجز التجاري الذي وعد ترامب بخفضه. ما حدث أن الأمريكيين الذين زاد
ما في أيديهم من مال بعد خفض الضرائب أقبلوا على شراء بضائع أجنبية.
قرأت
أن كل بلد يعاني من زيادة في العجز التجاري إذا استورد أكثر مما ينتج. وعندما
استدانت الولايات المتحدة لتمويل خفض الضرائب الذي طلع به ترامب زاد العجز التجاري.
هذا
العجز هو الفرق بين ما يبيع بلد لشركائه التجاريين وبين ما يستورد منهم. العجز
أساسه بضائع وخدمات، وقد ركز الرئيس ترامب على العجز في البضائع زاعماً أن الصين
والاتحاد الأوروبي يستغلان الوضع الأمريكي لتصدير مزيد من البضائع إلى الولايات
المتحدة. قرأت أن قلة من الخبراء الاقتصاديين ترى رأي الرئيس.
الرئيس
زاد الضرائب على الصلب والألومينيوم وآلات الغسيل في البيوت وألواح الطاقة الشمسية
وعلى بضائع مختلفة من الصين، وكان أن العجز سنة 2018 زاد 12.5 في المئة عنه سنة
2017، أو 70 بليون دولار، وأصبح 621 بليون دولار. الولايات المتحدة سجلت إنجازاً
في الخدمات، إلا أن العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك زاد عشرة في
المئة، وواردات الولايات المتحدة منهما أكثر من صادراتها إليهما.
في
كانون الأول (ديسمبر) الماضي زاد العجز في الخدمات والبضائع 59.8 بليون دولار وشمل
واردات من أجهزة الكومبيوتر، وآلات الغسيل في المنازل والسياحة والكتب. هذا العجز
كان الأكبر منذ سنة 2008 عندما كانت الولايات المتحدة تتخبط في أزمة مالية كبرى.
هل
يسقط دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة السنة المقبلة؟ ليس عندي جواب واضح، وإنما
قرأت أن أربعة من الديموقراطيين المؤهلين لمواجهة ترامب قرروا تجنب خوض
الانتخابات. هؤلاء هم مايكل بلومبيرغ، رئيس بلدية نيويورك السابق، واريك هولدر،
المدعي العام الأمريكي السابق، والسناتور جيف ميركلي من ولاية أوريغون، وهيلاري
كلينتون التي قالت في مقابلة تلفزيونية إنها لن تخوض انتخابات الرئاسة.
هناك
17 ديمقراطيا أعلنوا أنهم يريدون خوض انتخابات الرئاسة ضد دونالد ترامب، وهؤلاء
قد يزيدون واحدا هو جوزف بايدن، نائب الرئيس السابق، وقد انضم اليهم بيتو اورورك
وهو نائب سابق. السناتور كمالا هاريس، من كاليفورنيا، لها شعبية كبيرة وبعض
أنصارها يقول إنها "أوباما الجديد." أقول ربما.
عن (الحياة اللندنية)