استهجن خبراء في التربية والتعليم قرار السلطات المصرية فرض رسوم على
طلاب مراحل ما قبل التعليم الجامعي، تحت مسمى مشاركة تضامنية لصندوق تكريم ضحايا الجيش
والشرطة.
وقررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فرض مشاركة قيمتها خمسة
جنيهات، وذلك لصالح صندوق تكريم أسر شهداء وضحايا ومصابي ومفقودي العمليات الحربية
والأمنية، وذلك بدءا من العام الدراسي المقبل 2019 – 2020.
وزعمت الوزارة أن القرار يهدف إلى توعية النشء، وتعريفهم بالدور الكبير
للقوات المسلحة والشرطة المصرية في تأمين الوطن والمواطنين، وعملا بدورها التربوي
والتعليمي.
والفئات المستهدفة من هذه الرسوم الإجبارية جميع طلاب المدارس، البالغ
عددهم قرابة 22 مليون طالب على مستوى الجمهورية، أي ما يقارب 110 ملايين جنيه سنويا.
ووصف خبراء في مجال التربية والتعليم، في تصريحات لـ"عربي21"، مثل هذه الرسوم "بالإتاوة" التي تفرضها حكومة السيسي على أولياء أمور المدارس، التي تعاني من نقص الفصول، وسوء الخدمات، والتكدس، ونقص المعلمين، ورداءة المناهج الدراسية.
"الانتماء ليس بالمال"
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير التربوي وعضو لجنة التعليم بمجلس الشعب
الأسبق، محمود عطية، أن مثل هذه "الإتاوة" تحت هذا المسمى تخرج عن سياق الانتماء
للوطن إلى الانتماء إلى الجيش والشرطة، واختزال الوطنية في فئة محددة، وتأتي بنتائج
عكسية.
وقال لـ"عربي21" إن "هذه القرارات تعمق
الانقسام، وأظن أن أكثر الناس رواتب ومعاشات هم الجيش والشرطة، ودائما الزيادة في
المرتبات من نصيبهم، في الوقت الذي لا يزيد فيه الموظف أو العامل، فمعظمهم لم تزد رواتبهم
منذ 2013".
وبيّن أنه "إذا أردنا أن نعمق الانتماء في نفس المواطنين، فبحسن المعاملة،
وطيب الكلام، وأخذ الحقوق، والمواطن سوف يشعر بالانتماء حينما يأخذ حقه ولا يهان، فمن
قبل استبدلوا (الحكومة) بالنشيد الوطني الذي تربينا عليه نشيد الصاعقة، ثم أصبح في طي
النسيان".
"جباية وضرائب"
الخبير التربوي والتعليمي، علي اللبان، قال لـ"عربي21": "لا
نرى من هذا القرار إلا أن الحكومة المصرية حكومة جباية وفرض ضرائب، وهناك بعض الأسر
لديها أكثر من طالب بالمدرسة، والهدف منه هو إلهاء الشعب عن حقوقه، وكأنه مسؤول عن
حقوق الجيش والشرطة، وهو إشغال الطلاب عن دور الحكومة الرئيسي في توفير تعليم جيد وصحة
ملائمة لهم".
وأضاف أن "مد اليد في جيب الفقير المعدم يملأ قلبه بالحقد على تلك
المؤسسات العسكرية التي تجمع المال على حساب الفقراء"، لافتا إلى أن كان يأمل
أن يكون تحصيل المبلغ لتطوير التعليم.
واعتبر أن "ما يحدث هو أن النظام ينظر للشعب على أنه مجموعة عساكر
عليهم السمع والطاعة، ولا يعلم أن أكثر الناقمين على الجيش والشرطة هم العساكر والجنود
الذين لا يحصلون إلا على الفتات من ما يجمعه النظام لطغمة محددة".
رفض شعبي
ورفض أولياء أمور مثل هذه الرسوم، واعتبروها جباية تفرضها الدولة على
الطلاب وذويهم، وقال بعضهم في معرض تعليقه على القرار على وسيلة التواصل الاجتماعي
"فيسبوك"، إن الدولة تعلّم الطلاب القهر وليس الانتماء.
فيما اعتبر آخر أن ما تفرضه الدولة تحت مسمى الانتماء هو جباية واستغلال، وأن الجيش والشرطة أغنى من كل الشعب.
وتساءل آخر عن ما قدمه الجيش والشرطة للطلاب الغلابى، وأن الأولى أن تقوم
الدولة ببناء مدارس وفصول لهم، ومنحهم حقوقهم.
السيسي يرفض زيادة رواتب القضاة.. هل انقلب عليهم؟
كاتب مقرب من السيسي يتوقع إقرار تعديلات الدستور قبيل رمضان
هذه أهداف السيسي من استعادة مجلس الشورى بمسمى جديد