لفت مقال نشر، أمس الجمعة، بموقع بلومبيرغ الأمريكي الإخباري، إلى ما سماه "حالة السرور والود التي تربط العائلة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا" .
لكن المقال الذي كتبه حسين إيبيش، وترجمته"عربي21"، أشار إلى أن هذه العلاقة تعدّ "فخا خطيرا" للطرفين في الوقت ذاته.
وأشار المقال إلى أن شكل العلاقة من شأنه "وضع القيادة السعودية في خطر أن تصبح نقطة اشتعال حزبية في السياسة الأمريكية، بين الجمهوريين والديمقراطيين".
وقال إن الديمقراطيين، الذين فازوا بأغلبية مجلس النواب الأمريكي، باتوا يستخدمون سياسات وسلوك السعودية وخلافاتها بالمنطقة كأداة لنقد سياسة ترامب الخارجية .
ولفت الكاتب إلى أن قضية اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، وحرب السعودية باليمن، كذلك الحملة ضد النشطاء الحقوقيين المدافعين عن المرأة بالسعودية، ستكون مادة دسمة لتوجيه الانتقادات للرئيس ترامب خلال الأشهر القادمة .
وقال إن بعضا من أعضاء الحزب الجمهوري، مثل ليندسي غراهام سيناتور كارولينا الجنوبية وكذا ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، وجهوا انتقادات حادة لسياسة العربية السعودية، في محاولة لدفع الرئيس ترامب لاتباع سياسة خارجية محافظة ومختلفة عن سياسته الحالية.
ويرى "إيبيش" أن العلاقة الحالية بين واشنطن والرياض، القائمة على المصالح المتبادلة والقوية بين الطرفين، تحولت إلى أداة بيد الحزبين اللذين يعملان لأخذ امتيازات سياسية، وأن أي تغير بالظروف السياسية قد يؤدي إلى إضعاف هذا التحالف المهم لكلا الجانبين.
وذكر الكاتب أن العام 2017 شهد أول زيارة خارجية لترامب، التي كانت وجهتها السعودية، مشيرا إلى أن المملكة نجحت فيما سماه الكاتب "نيل حب وغرور ترامب".
ومنذ ذلك الحين -يضيف الكاتب- كان ترامب يتبجح في كثير من الأحيان بمليارات الدولارات من عقود الأسلحة السعودية الجديدة، في حين يحتفي السعوديون بالعقوبات الجديدة التي فرضها ترامب على العدو اللدود إيران، وإلغاء الاتفاق النووي معها.
ولفت إلى شكل العلاقات التي كانت تجمع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والسعوديين، في ولايته الثانية، والتي اتسمت بالبرود، لصالح التهدئة مع إيران .
كما أشار إلى أن عام 2019 سيكون عاما صعبا بالنسبة للعلاقات الأمريكية السعودية، في ظل صعود الديمقراطيين.
ولفت الكاتب لموقف وسائل إعلام سعودية محسوبة على الدولة، كيف هاجمت بخطوة غريبة في الآونة الأخيرة شابتين مسلمتين، ديمقراطيتين ليبراليتين، تم انتخابهما للتو في مجلس النواب الأمريكي.
حيث أدانت المقالات والعروض الحوارية والتغريدات السعودية عضوة الكونغرس الجديدة، رشيدة طليب من ميشيغان، وإيلهان عمر من ولاية مينيسوتا، كمتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعارضها وتحاربها الرياض.
وقال: "يبدو أن المنطق هو أن أولئك الذين ليسوا مع ترامب هم في صف الخصوم الإقليميين الرئيسيين للمملكة العربية السعودية، إيران وقطر، ويجب أن ينظر إليهم على أنهم تهديد يجب مواجهته".
تعرف على "عرّاب" العلاقات بين الرئيس الأمريكي وأمراء الخليج
WP: كيف دمر ترامب بتغريدة سياسة بلاده بالشرق الأوسط؟
"لاكروا": هكذا باتت اللهجة بين الرياض وواشنطن أكثر حدة