ملفات وتقارير

هل تستطيع مصر بوضعها الاقتصادي والأمني استضافة بطولة إفريقيا؟

أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أحمد أحمد عن استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية 2019 - جيتي

في خبر أسعد المصريين وأثار مخاوف البعض منهم؛ أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فوز مصر بتنظيم نسخة 2019 من بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد سحبها من دولة الكاميرون، فيما يشارك 24 منتخباً لأول مرة بتاريخ البطولة بدلا من 16 فريقا.

وهذه المرة الخامسة التي تستضيف فيها مصر البطولة القارية، بعد نسخ أعوام 1959، و1974، و1986، و2006، كما أن منتخب "الفراعنة" صاحب أكبر نسب مشاركة بالبطولة والأكثر حصولا على اللقب برصيد 7 ألقاب أعوام 1957 ، 1986، 1998 ، 2006، 2008، 2010.

وتلقى البطولة الإفريقية دعما خاصا من النظام المصري حتى أن مجلس الوزراء ألغى كافة إجازاته وفتح مكاتبه يوم الجمعة الماضي لإصدار خطابات الضمان التي طلبها الاتحاد الإفريقي.


 

وقال وزير الرياضة أشرف صبحي، الثلاثاء: "حضرنا ملف الترشح بفترة وجيزة جدا، وخلال يومين حصلنا على خطاب الضمان من مجلس الوزراء وقررنا التقدم به"، مؤكدا أن "مصر تملك الإمكانات والبنية التحتية من ملاعب وطرق تجعلنا قادرين على تنظيم البطولة بشكل جيد".

وبمجرد الإعلان عن إسناد البطولة لمصر تبارى المسؤولون الرياضيون والإعلاميون المصريين في تقديم الوعود، وتحدث نائب رئيس اتحاد الكرة المصري أحمد شوبير، عن بطولة لم تشهدها القارة، وأكد في تصريحات صحفية "هناك ثقة أن التنظيم سيكون من العبقرية والنجاح ما سيجعل القارة تتمنى لو أن كل البطولات تقام بمصر".

كما وعد رئيس مجلس إدارة شركة "بريزنتيشن" راعية الكرة المصرية محمد كامل، دول القارة بتنظيم رائع للبطولة وحضور جماهيري كبير، وفق تصريحاته لفضائية "أون سبورت".

وحول مدى استطاعة مصر بوضعها الاقتصادي والأمني استضافة بطولة إفريقيا بنسختها الجديدة، يقول الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي محمد نصر الحويطي، إن "استضافة مصر لنهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية خطوة جيدة جدا لدعم القطاع السياحي في مصر".

الحويطي، أضاف لـ"عربي21"، أن "البطولة لا شك ستساهم في دعم مصر ماديا من العملة الصعبة خاصة وأن هناك عدد كبير من الفرق سيشارك بالبطولة، إلى جانب حضور الكثير من الجماهير والمتابعين من كل دول العالم والدول الإفريقية أيضا".


وحول الإمكانيات يرى الحويطي، أن مصر "تمتلك العديد من الملاعب الرياضية الجيدة لاستضافة البطولة، والتي تم تطويرها مؤخرا، لا سيما وجود الكثير من المنشئات الرياضية الكروية القائمة منذ فترة".

وحسب الحويطي فإنه "لا شك أن هذه البطولة لها دور كبير في الترويج لمصر سياحيا وأمنيا حال نجاح التنظيم وخروجه بشكل لائق".

وتابع "من الناحية الاقتصادية فلا شك أن استضافة هذا المحفل فرصة سانحة للترويج لعمليات الاستثمار في مصر بقطاعات شتى، وحال النجاح في ذلك ستكون هناك عوائد إيجابية جدا للاقتصاد المصري بشكل عام".

وحول حجم تأثير المخاوف الأمنية على نجاح البطولة، قال الحويطي: "لا أظن أن هناك مخاوف أمنية، فالاتحاد الإفريقي درس الملف بكافة تفاصيله، ويعي جيدا أن مصر من الدول التي يعشق أهلها كرة القدم، وهم نفسهم قادرون على تأمين هذا المحفل"، مضيفا "أعتقد أن الجيش المصري سيشرف أمنيا على هذا المحفل بشكل مباشر".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تتابعت ردود فعل المتابعين بالفرحة والتأييد، واعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد رشيد، عبر "تويتر"، أن الاختيار يعكس مكانة مصر بالقارة السمراء والثقة بأمن وأمان البلد".

 

وعلى الجانب الآخر، شككت بعض جماهير كرة القدم في قدرة مصر على تنظيم البطولة بوجود جماهير 24 دولة في وقت تواجه فيه البلاد مشكلات أمنية وتنظيمية.

وتساءل الناقد الرياضي الدكتور علاء صادق، هل يعطي جمهور الأهلي المقهور من النظام والممنوع من حضور مبارياته لاتحاد الكرة قبلة الحياة ويملأ المدرجات أم يكشف عن معدنه وتأثيره ويرد الصفعة؟

 


وطالب بعض جماهير الكرة بالإفراج عن المعتقلين من شباب ألتراس، وقال إبراهيم جريس، تحت هاشتاغ "#الحرية_لجمهور_الأهلي" و"#الحرية_لجهمور_الكوره" إن مصر تنظم أكبر بطولة بإفريقيا، والعالم يتابعها ولا يجب أن نكون تحت أنظار العالم وعندنا جماهير محبوسه منذ شهور وسنين.