انطفأت أنوار شجرة عيد الميلاد واغلقت الحديقة العامة قبالة البيت الأبيض أبوابها أمام الجمهور وفاضت صناديق القمامة الاثنين في اليوم الثالث لإغلاق الإدارات في غياب اتفاق سياسي على تمويل الجدار مع المكسيك كما يطالب الرئيس دونالد ترامب.
وعشية عيد الميلاد الذي يمضيه الرئيس في
واشنطن بدلا من فلوريدا بسبب "الإغلاق"، سخر الرئيس الأمريكي من وسائل
الإعلام التي كتبت عن ًعزلته بعد استقالات في حكومته والمفاوضات التي تتعثر حول
تمويل الجدار على الحدود المكسيكية.
وكتب في تغريدة على تويتر الاثنين "إنني
وحيد في البيت الأبيض في انتظار عودة الديموقراطيين للاتفاق على أمن الحدود الذي
نحتاج إليه بشدة".
وكان صرح أن "كل الديموقراطيين الذين
نتعامل معهم اليوم كانوا يؤيدون بشدة جدارا عند الحدود أو سياجا" حتى جعل من
ذلك وعده الكبير خلال حملة عام 2016.
وبإمكان ترامب، من خلال النوافذ، معاينة آثار
الإغلاق منذ منتصف ليل الجمعة للعديد من الوزارات.
وقد عاد البرلمانيون إلى دوائرهم الانتخابية
لقضاء عطلة عيد الميلاد.
وهذا الإغلاق الذي أتى في ختام أسبوع مضطرب
شهد أيضاً استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، قد يستمر حتى كانون الثاني/يناير، وهو
أمر يثير قلق الأسواق.
ولعدم إقرار الكونغرس موازنة لها، أغلقت
وزارات ووكالات حكومية أبوابها منذ صباح السبت وأصبح بذلك 400 ألف موظف في إجازة
غير مدفوعة، في حين يعمل 400 ألف موظف في خدمة الجمارك وأمن المطارات بدون تلقي
راتب خلال فترة أعياد نهاية السنة.
ومن المتوقع أن تُستأنف المفاوضات حول الموازنة الفدرالية، التي علّقت السبت، في 27 من الجاري.
وقال مدير الموازنة في البيت الأبيض نيك
مالفاني الأحد لشبكة "فوكس نيوز" إنّه "من المحتمل أن يستمر
الإغلاق حتى موعد التئام الكونغرس الجديد للمرة الأولى في 3 كانون
الثاني/يناير".
ومطلع كانون الثاني/يناير يستعيد
الديموقراطيون السيطرة على مجلس النواب بعد فوزهم في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر
في حين تبقى الغالبية بأيدي الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ما ينذر بمفاوضات صعبة بين
المجلسين.
وأكّد ترامب الأحد أنّه مصمّم على الحصول على
مبلغ 5 مليارات دولار لبناء الجدار لوقف الهجرة غير الشرعية وهو أحد وعود حملته
الانتخابية.
"بناء جدار"
وكتب الرئيس على تويتر "الطريقة الوحيدة لوقف العصابات والمخدّرات والاتجار بالبشر وأمور أخرى كثيرة تحصل في بلادنا هو بناء جدار أو سياج".
وألغى ترامب إجازته التي كان مقرّراً أن
يقضيها في فلوريدا وذلك من أجل متابعة المفاوضات في واشنطن، قائلاً إنّ
"الطائرات المسيّرة جيّدة ومسليّة جداً لكنّ بناء جدار هو الحلّ
الأنسب".
وتقترح المعارضة الديموقراطية التي ترفض تمويل
بناء الجدار، تخصيص 1,3 مليار دولار لتحسين نظام المراقبة على الحدود.
وقال مالفاني لقناة "أي بي سي" إنّ "الديموقراطيين قدّموا لنا 1,6 مليار دولار قبل أسبوعين ثم قدّموا للرئيس 1,3 مليار هذا الأسبوع".
وأضاف مالفاني الذي عيّن كبير موظفي البيت
الأبيض بالوكالة اعتباراً من كانون الثاني/يناير: "يبدو أنّها مفاوضات تذهب في
الاتجاه الخاطئ".
وقال السناتور عن ولاية تينيسي بوب كوركر
لـ"سي أن أن" إنّ "هذه معركة ضخّمت ليظهر الرئيس أنه يحارب".
وأضاف: "حتى لو انتصر لن تكون حدودنا
آمنة".
16 يوما في 2013
ويؤثّر الإغلاق على وزارات مهمّة كالأمن
الداخلي - التي تدير أمن الحدود - والشرطة الفدرالية والنقل والخزانة والداخلية.
وفي واشنطن حيث تقع المتاحف والمعالم الشهيرة والنصب التذكارية كانت هذه المواقع مفتوحة الأحد أمام الجمهور لكن ليس المراحيض العامة. كما كانت مواقع أخرى كمركز زوار البيت الأبيض مغلقة.
ومن المفترض أن يبقى تمثال الحرية مفتوحاً
أمام الجمهور بفضل تمويل خصّصته له ولاية نيويورك.
وهذا الإغلاق هو الثالث خلال العام الحالي بعد
كانون الثاني/يناير (3 أيام) وشباط/فبراير (بضع ساعات) بسبب قضية الهجرة. وكان
الإغلاق الأخير في تشرين الأول/أكتوبر 2013 استمر 16 يوماً لكنه كان أقصر من إغلاق
1995-1996 الذي استمر 21 يوماً.
وسجّل وول ستريت أكبر تراجع خلال اسبوع منذ
2008 بسبب خطر الإغلاق واحتمال تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة.
وبحسب وكالة "ستاندرد أند بورز" فقد
كلف إغلاق 2013 الاقتصاد الأمريكي 24 مليار دولار.