نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن تزايد حجم الضغوطات المسلطة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب استمراره في التعاون مع المتهم الرئيسي في قضية خاشقجي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المبررات الجيوسياسية التي قدمها كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس، يوم الخميس الماضي، لم تكن مقنعة.
وبناء على التحليل الذي تقدمت به مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، اتهم أعضاء الكونغرس الأمريكي بن سلمان بتدبير اغتيال الصحفي خاشقجي، مع الإشارة إلى احتمال ظهور تمرد برلماني ضد سياسة ترامب الخارجية التي تساهم بدورها في "التغطية" على أفعال ولي العهد السعودي.
ونقلت الصحيفة عن عضو الحزب الجمهوري ليندسي غراهام قوله إنه "لابد أن تكون أعمى حتى تتغاضى عن حقيقة أن التدبير والتنسيق لتصفية الصحفي خاشقجي بدر من أشخاص خاضعين لقيادة ابن سلمان، وهذا كفيل بأن يثبت تورطه المباشر".
ووصف غراهام الأمير الشاب بالمنشار في تلميح منه إلى المنشار الذي وقع استخدامه لتقطيع جثة الصحفي.
ونوهت الصحيفة بأنه على الرغم من هذه التعليقات الحازمة، فإن مظاهر التناقض في إبقاء ترامب على علاقاته مع المملكة العربية السعودية واضحة.
ويبدو أن إصرار ترامب على التعاون مع حليفه "الأقوى" على الإطلاق يعود إلى قيمة الدعم الذي يقدمه للولايات المتحدة، سواء عن طريق صفقات الأسلحة أو من خلال مواجهة إيران.
اقرا أيضا : WP: إلى أين تقود الضغوط على إدارة ترامب بسبب الرياض؟
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي يعتبر الاتهامات التي توجهها وكالة المخابرات المركزية إلى محمد بن سلمان "حدسا" لا غير.
وإلى جانب التسجيل الصوتي الذي قدمته تركيا بخصوص عملية الاغتيال التي تمت في القنصلية السعودية بإسطنبول، استعرضت المخابرات الأمريكية ما يقارب 11 رسالة وقع تبادلها وقت وقوع الحادثة بين الأمير بن سلمان ومستشاره المقرب والمكلف بالإشراف على كتيبة الاغتيال التي أرسلت إلى العاصمة التركية، سعود القحطاني.
كما أكدت هاسبل وجود بيان يفيد بتورط ابن سلمان في ترتيب "فخ" لتصفية خاشقجي خارج حدود المملكة.
وسلطت الصحيفة الضوء على مقتطفات من تقرير وكالة المخابرات المركزية، التي كشفت عنها صحيفة "وول ستريت جورنال"، تضمنت اعترافا من وكالة المخابرات المركزية يفيد بأنها تفتقر للأدلة التي تجزم بأن الأمر بالقتل صدر عن بن سلمان مباشرة.
وكان هذا الاعتراف بمثابة فرصة أتيحت لترامب للتخلص من اللوم الموجه إليه. من ناحية أخرى، يقر غراهام بصعوبة الحفاظ على تماسك العلاقات الثنائية مع الرياض، حيث وصف ولي العهد "بالمجنون" والخطير، ووافق على تبرئة بومبيو وماتيس من تهمة سوء الحكم بحجة أنهما "جنديان جيدان".
ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي راند بول أن "الوقت قد حان لإعادة الإمساك بزمام الأمور فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ولا يحق لأي شخص بما في ذلك الرئيس، إقحام البلاد في نزاع دون إذن مجلس الشيوخ".
وفي محاولة منهم للتوصل إلى قرار يحد من صلاحيات الرئيس في علاقته بالحرب، قرر 14 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ضم أصواتهم إلى مجموعة من الأعضاء الديمقراطيين، قصد سحب دعم الولايات المتحدة للسعودية في حربها ضد اليمن خلال أجل أقصاه ثلاثون يوما.
اقرا أيضا : "إحاطة" من وزير المخابرات التركي لأعضاء بالكونغرس الأمريكي
وفي الختام، أوردت الصحيفة اقتراح غراهام الذي يقضي بضرورة اتخاذ قرارات أكثر عملية تدين ابن سلمان، فضلا عن فرض عقوبات لحظر بيع الأسلحة.
كما نشرت "وول ستريت جورنال" تحذيرات مفادها أن الرئيس ترامب يخاطر بفقدان السيطرة على السياسة الخارجية.
بلومبيرغ: من يحمون ابن سلمان لن يوقفوا التكهنات حول مصيره
صحيفة إسبانية: ترامب يستميت في الدفاع عن حليفه السعودي
WP: ما علاقة الأسلحة الروسية بدفاع ترامب عن ابن سلمان؟