قال خبير عسكري إسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "قمة العشرين للدول العظمى G20 المنعقدة هذه الأيام في الأرجنتين، تكتسب أهمية سياسية لإسرائيل يمكن من خلالها ترجمة ما يعرف بـ"دبلوماسية القوة"، وتلقي بتأثيراتها على إسرائيل، خاصة من خلال إنشاء المحور العربي-الإسرائيلي، في ظل تمركز الجهود الإسرائيلية، لإقامة تحالفات دولية تغير موازين القوى لصالحها".
وأوضح
يوآف ليمور في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن "التطورات التي يشهدها الاقتصاد الإسرائيلي صحيح أنها لا تقربه بعد من
مصاف نادي الدول العظمى، لكن أجندة المؤتمر ستتطرق إلى الشرق الأوسط، وصراع القوى
الناشئ فيه، والتأثيرات المتعارضة التي يشهدها من خلال عدة محاور أساسية: الأمريكي-الروسي،
السني-الشيعي، الإسرائيلي-العربي".
وأكد
أن "قمة العشرين سوف تناقش الملف السوري الذي شكل لإسرائيل في السنوات الأخيرة
صداعا مزمنا، لاسيما في الأسابيع الأخيرة التي تلت إسقاط الطائرة الروسية في
سبتمبر، حيث أسفرت عن حصول عدة تغيرات في سلوك كل الأطراف: هجمات إسرائيل تراجعت،
وإيران خففت من تهريباتها للأسلحة، وسوريا منشغلة في إعادة الإعمار، حتى روسيا
تراجعت تصريحاتها، ومنظومة الصواريخ التي زودت بها دمشق إس300 لم تدخل حيز
التنفيذ، وليس هناك أجندة زمنية لنقل سيطرتها عليها هناك".
في
جانب آخر، يقول ليمور، إن "إسرائيل منشغلة أكثر من أي وقت مضى بتنفيذ جهودها المكثفة
لإقامة تحالفات دولية وإقليمية تعمل على تغيير ميزان القوى لصالحها، ويمكن الإشارة
إلى التسريبات الأمريكية عن الجهد الإسرائيلي المبذول الواضح الذي نجح كثيرا بتخفيف
غضب واشنطن من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الموجود حاليا في بيونس آيرس".
وأوضح
أنه "بدا واضحا أن دفاع إسرائيل عن السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي
هو قمة جبل الجليد في علاقاتهما، نضيف عليها علاقات إسرائيل مع البحرين، استكمالا
لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية لسلطنة عمان، مما يعني أننا أمام شرق أوسط جديد، بما
يخدم المزيد من الشراكات لتقوية المصالح القوية في المجالات: العسكرية والاقتصادية
والتكنولوجية".
وأشار
إلى أن "ذلك يتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أيام أن الجيش الأمريكي
لن ينسحب من سوريا بسبب إسرائيل، وهو تصريح مركب، وفيه وجهان: الأول أنه يقدم
إقرارا واضحا بأن واشنطن تقف بكل صراحة خلف تل أبيب، الذي لم يكن واضحا جدا حتى الآن
في الملف السوري، ومن جانب آخر، فإن إسرائيل ستكون مسؤولة عن كل جندي أمريكي يقتل
في الشرق الأوسط".
واستدرك
قائلا إن "الأمريكان موجودون في سوريا حماية لمصالحهم هم، ولمنع النفوذ الإيراني،
وإيجاد عراق جديد، والمحافظة على توازن القوى مع الروس، وفي ظل اللقاء المرتقب بين
بوتين وترامب على هامش القمة، فإن الحلم الإسرائيلي أن تصل القوى العظمى لصفقة كبرى، يتم من خلالها تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم في
2014، مقابل إبعاد الوجود الإيراني من سوريا ولبنان".
وختم
بالقول إنه "صحيح أن هناك شكوكا كبيرة في أن يحصل ذلك، لكن حدوثه سيشكل أخبارا
سارة لإسرائيل، بحيث لو حصل أي توتر عسكري في الشمال، ستشعر إسرائيل حينها أنها
ليست وحدها في المعركة".