سلطت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، الضوء على
إصرار وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشيه
يعلون، بشأن توجيه اتهامه للجيش
بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد الفلسطينيين في قطاع
غزة.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، في مقال
نشرته لـ"بنتسي روبين": "رغم العاصمة حوله، كرر يعلون أمس أقواله
موضع الخلاف التي جاء فيها أن إسرائيل تنفذ طهيرا عرقيا في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن يعلون تولى في السابق منصب رئيس
الأركان أيضا، وقال في مقابلة صحفية: "الطريق الذي يجروننا إليها في هذه
اللحظة هي
الاحتلال والضم والتطهير العرقي"، متطرقا إلى ترحيل الفلسطينيين في
شمال قطاع غزة، بهدف إقامة "بلدة يهودية".
وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب قول يعلون تعرض
لانتقاد حاد من جهات عديدة، وطالبته بالتراجع عن أقواله، لكن في مقابلة أخرى كرر
يعلون حديثه قائلا: "أنا أتحدث باسم قادة يخدمون في شمال غزة. ينفذون هناك
جرائم حرب".
وأكدت "معاريف" أن أقوال يعلون تسببت
بانتقادات شديدة، منها ما صدر من وزير الجيش السابق يوآف غالانت، والذي دعا إلى
الخجل من ماضيه الأمني، وأن يدرس الحقائق، ويتراجع ويعتذر لمقاتلي الجيش
الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن
غفير صرّح بأن نتنياهو يبدي انفتاحا لفكرة تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة، مضيفا
أنه "يعمل بكد مع رئيس الوزراء للدفع قدما بتشجيع الهجرة من غزة".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية في مقالها الافتتاحي، أن "حبكات يعلون، هي مادة
لكوميديا سياسية ناجحة"، مضيفة أن "ما يثير الضحك أقل هو صرخات النجدة،
وكأن أقوال يعلون عن
التطهير العرقي في غزة، جاءت كالبرق في يوم صافٍ".
وتابعت الصحيفة: "حتى لو كان يعلون متهكما
ومثيرا للشفقة، فإن الربط بين حكم متطرف وأفعال على الأرض، بالتأكيد يستوجب بحثا
واسعا ومعمقا وثاقبا في مسألة، متى تنتهي حرب الدفاع ويبدأ مشروع استعماري؟".
وأوضحت أنه بعد انقضاء سنة ونيف منذ دخول الجيش
الإسرائيلي إلى غزة، يقع أمران دراماتيكيان: الأول هو أن الجيش بالفعل يخلي السكان
المدنيين من شمال القطاع، ويفرض حصارا في المنطقة، وينفذ أعمال تموضع في الجبهة،
والثاني هو أن أحلام اليمين للسيطرة على شمال غزة وإقامة المستوطنات تنال الزخم.