صحافة دولية

فايننشال تايمز: حملة شرسة لتبرئة ابن سلمان من دم خاشقجي

فايننشال تايمز: المديح الزائف لن ينقذ سمعة ولي العهد في الخارج- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للمحررة رولا خلف، تتحدث فيه عن ثلاث حملات تقوم بها السعودية لحماية ولي العهد من جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية الشهر الماضي. 

وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الحملات تمثلت بدفاع الأمير الوليد بن طلال، وظهور سعد الحريري، والخطاب الجديد الذي يركز على أهمية استقرار المملكة لمواجهة إيران، لافتة إلى أن محمد بن سلمان يبدو مع مرور كل يوم بأنه سينجو من مقتل خاشقجي. 

وتلفت خلف إلى صورة الملياردير الوليد بن طلال غير المريحة في مقابلة تلفازية الأسبوع الماضي، "فهو الذي كان يبدو صارخا في مقابلاته، ظهر مسرورا عندما كال المديح لولي العهد السعودي، وقبل تصريحات الوليد ظهر رئيس الوزراء اللبناني مبتسما، وإن بطريقة متوترة، إلى جانب محمد بن سلمان على منصة مؤتمر الاستثمار في الرياض".  

وتعلق الكاتبة قائلة إن "الملياردير السعودي ورئيس الوزراء اللبناني كانا هدفا للقمع في محاولات ولي العهد الوحشية لفرض إرادته على السعودية وعموم الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن إظهار الدعم العلني يبدو أنه مطلوب الآن؛ لأن ولي العهد في أزمة، وهناك واجب لتنظيف اسمه". 

وتلاحظ خلف أن "الحملة لحماية ولي العهد من الجريمة التي تعرض لها الصحافي وكاتب العمود في (واشنطن بوست)، الذي خنق وقطعت جثته في القنصلية السعودية في اسطنبول، بدأت تأخذ زخمها، لتحميل عناصر مارقة في النظام السعودي المسؤولية عنها". 

وترى الكاتبة أن "دعم الأصدقاء لم يكن كافيا لحماية الأمير من الجريمة وتبييض صفحته، فكما يقول العرب (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)". 

 

وتجد خلف أن "احتجاز الحريري قبل عام عندما استدعي للقاء في الرياض، ليظهر على قناة تلفزيونية سعودية، ويهاجم إيران وحزب الله، كانت أول تحذير للأسلوب الديكتاتوري لولي العهد، وفي الوقت الذي نفت فيه السعودية احتجازه ولم يفرج عنه إلا بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون". 

وتنوه الكاتبة إلى دعوة الرياض الحريري الشهر الماضي للمشاركة في المؤتمر الاستثماري، مشيرة إلى أن ابن سلمان ختم الجلسة بنكتة مثيرة للقشعريرة، عندما قال إن الحريري سيظل في السعودية لمدة يومين وليس محتجزا، "كانت نكتة لا طعم لها، لكن الحريري ضحك عليها".

وتفيد خلف بأن "الأمير الوليد، أحد أعضاء العائلة الحاكمة، أجبر على الاستسلام، وكان في العام الماضي من بين الأمراء الذين اعتقلهم ولي العهد في ريتز كارلتون في الرياض، وأجبره مع النخبة التجارية للتخلي عن جزء من أرصدته، ومنذ الإفراج عنه عبر عن دعم مستمر لولي العهد، ووصف اعتقاله بأنه سوء فهم، الذي نسيه وصفح عنه". 

وتذكر الكاتبة أن الأمير الوليد تحدث في مقابلة مع "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي، بفصاحة واضحة عن علاقته مع خاشقجي الذي ترأس إحدى قنواته التلفازية التي لم يقدر لها الاستمرار، إلا أنه احتفظ بالكلام الدافئ لولي العهد، واعتبره بريئا من دم خاشقجي.

وترى خلف أن "أيا من هذا المديح الزائف لن ينقذ سمعة ولي العهد في الخارج، حيث افترض المعلقون والسياسيون أن جريمة قتل كهذه لم تكن لتتم دون موافقته". 

وتقول الكاتبة إن "الأمير يبدو مع مرور الوقت سينجو من الجريمة، فحلفاؤه الغربيون بقيادة الولايات المتحدة ليسوا مستعدين على ما يبدو لربطه بالجريمة، ويأملون بقيام والده الكبير في العمر الملك سلمان بالأخذ على يده، ويحاولون استخدام ضعفه للحصول على تنازلات: وقف الحملة السعودية الكارثية في اليمن، وإنهاء حصار قطر".

 

وتبين خلف أن "المسؤولين بنوا في داخل السعودية رواية بدأت تظهر في الحوارات على وسائل التواصل وتصريحات المسؤولين السعوديين، ويقوم هذا الخطاب بتأكيد أن السعودية ساحة للاستقرار في وجه التوسع الإيراني". 

وتقارن الكاتبة بين اغتيال خاشقجي وانتهاكات سجن أبو غريب بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، مشيرة إلى أنه تمت في هذه الفضيحة إدانة جنود لا مسؤولين بارزين. 

وتختم خلف مقالها بالقول إنه "من المفارقة أن الأمير، الذي حد من سلطة رجال الدين، طلب منهم الخروج والتعبئة لدعمه برسالة واضحة: الأمير مصلح مرسل من العناية الإلهية، وتجب حمايته من المؤامرات الدولية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)