الكاتب من أكثر الناس معرفة بالجولان (الجولان بالجيم العربية وليس العبرية) وأهله، وسبق أن كتب كتابا عن المرتفعات السورية عام 1984، عقب النضال الجولاني الصلب ضد فرض الهوية الصهيونية على الأهالي.
لقد عرفت أهالي الجولان بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم القوية وتطلعهم المتفائل ووحدتهم المتينة، ورؤيتهم الثاقبة للمستقبل. والأهم أن درجة الوعي لديهم عالية جدا، وهم يُخضعون التطورات على الدوام للعصف الفكري والتحليل العلمي والربط بين الحاضر والماضي في ضوء ما يرنون إليه مستقبلا.
كسر أهل الجولان وهم الذين يعدون حوالي 20000 نسمة ونيف ويسكنون خمس قرى إرادة الاحتلال الصهيوني عام 1981 عندما خاضوا إضرابا تواصل على مدى حوالي خمسة أشهر. رفضوا الهوية الصهيونية وجمعوا بطاقات الهويات التي وزعها عليهم الاحتلال على أبواب البيوت وأحرقوها حتى لا يتعرف العدو على أحد منهم. وبالرغم من ضعف الموارد والحصار الشديد الذي تعرضوا له، بقوا صامدين صابرين أوفياء مؤمنين بما يفعلون، وانتصروا.
قيادات واعية
المهم أن قيادات الجولان السياسية والدينية واعية. القيادات السياسية واعية جدا ومثقفة، وهي ليست قيادات تابعة لأحد أو تتسلم أوامر من أحد، إنها قيادات تؤمن بوطنها وبتحرير الأرض وبوحدة العرب أجمعين. لم تلوثها الأموال، ولم تطغ عليها قيادات من الخارج. هي قيادات تتصرف بعفويتها العربية الواعية التي تدرك المتغيرات والمعطيات. أما القيادة الدينية فهي فخر كل العرب وكل رجال الدين. هي قيادات تملك قرار الحرمان، ومستعدة لإصداره ضد كل من يتعاون مع العدو. قرار الحرمان يعني مقاطعة كل من يتعاون مع العدو اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، والامتناع عن مشاركته في الأفراح والأحزان. وإن مات لا يجد من يدفنه فيحمله متطوعون في شوال ويلقونه في البرية وإلى الجحيم.
الصهاينة تعمدوا عمل انتخابات في الأرض المحتلة بهدف تحسين صورتهم عالميا على اعتبار أنهم ديمقراطيون، وإلى إضفاء الشرعية على احتلالهم، وإلى تقويض أواصر المجتمع من خلال الصراعات الانتخابية العائلية. وقد استعملوا قبول بعضنا الانتخابات على الساحة الدولية باستغلال كبير وكفاءة.
فكل التحية لأهالي الجولان الصادقين الأوفياء الذين يشكلون رمزا حقيقيا للإرادة العربية الأصيلة. وتحية لكل الصابرين الصامدين على الجبهات العربية بخاصة أهل غزة الأبطال الذين يحملون الهموم العربية، وأهالي جنوب لبنان الميامين الذين نذروا أنفسهم للنصر أو الشهادة.
وإلى الأمام.
الانتخابات المحلية التركية ومصير التحالفات
بشار الأسد وابن سلمان: الفوارق السبعة
هل انفض تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية في تركيا؟