تباين التعاطي السعودي مع قضية العثور على شابتين سعوديتين ميتتين في مدينة نيويورك الأمريكية أمس الاثنين، وسط ترجيحات بمقتلهما بقضية جنائية، مع قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
بيان عاجل
وكان الأمر لافتا، إذ تعاطت القنصلية السعودية في نيويورك مع أنباء العثور على جثة الشابتين السعوديتين في نهر "هدسون" بشكل سريع.
فقد أصدرت القنصلية في نيويورك بيانا عاجلا بشأن وفاة الطالبتين السعوديتين، وقد سبق أن كشفت وسائل إعلام أمريكية أنه قد عثر عليهما ميتتين ومقيدتين.
وأسهبت القنصلية في بعض التفاصيل، موضحة أن تقرير الطب الشرعي لم يصدر بعد في هذه الحادثة، لذلك فإنه لم يتم التعرف على سبب وفاة الطالبتين حتى الآن.
وأشارت إلى أن القضية لا تزال قيد التحقيق.
أما في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فلم يصدر بيان من القنصلية يوضح ما حصل معه، ورفضت القنصلية الاعتراف بأنه قتل داخل مبناها، في حين لم يتعاون القنصل السعودي مع وسائل الإعلام بإعطائها حقائق عن ما حصل مع خاشقجي.
ولم تعترف السعودية بمقتل خاشقجي إلا بعد أكثر من أسبوعين على مقتله.
تعاون مع السلطات
وفي حين شهدت قضية خاشقجي كثيرا من الانتقادات من الجانب التركي لعدم تعاون القنصلية السعودية وكذلك الرياض مع السلطات المحلية التركية للتحقيق بالأمر، فقد أعلنت القنصلية في نيويورك أنها "تعمل مع السلطات المحلية في أمريكا"..
بل وأوضحت أن التعاون أيضا يتم مع "وزارة الخارجية الأمريكية، وسفارة السعودية في واشنطن، لمعرفة ملابسات وتفاصيل هذه القضية".
التواصل مع الأهل
وأعلنت قنصلية السعودية في نيويورك، أنها "سعت للتواصل مع عائلة الضحيتين للوقوف إلى جانبها في هذا الظرف".
والأمر ذاته يوضح التباين والفروقات في التعامل مع القضيتين مع أن الضحايا في الجانبين مواطنون سعوديون.
وأمس الاثنين، قالت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، إن "الأسرة المالكة السعودية لم تتصل بها منذ لحظة وقوع الحادثة في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري". ولم يصدر بيان من القنصلية السعودية يعزي أهل خاشقجي بوفاته، وسط اتهامات للرياض بأن اغتياله معد مسبقا.
تحرك فوري
وفي حين لا يزال التعاون السعودي وسط دائرة التشكيك التركي، لا سيما أن أنقرة طالبت الرياض رسميا بتسليم المشتبه بهم في قضية خاشقجي إلى السلطات التركية لمحاكمتهم، وسط رفض سعودي، فقد كان واضحا التحرك الفوري من قنصلية المملكة في نيويورك..
إذ أشارت القنصلية إلى أنها عينت محاميا من قبلها لمتابعة المسار القانوني للقضية.
ورغم مضي ما يقرب من شهر على مقتل خاشقجي، فقد وصل المدعي العام السعودي إلى تركيا أمس الاثنين فقط، للوقوف على تحقيقات القضية، والتعاون مع تركيا، بعد ضغوطات دولية بسبب قضية خاشقجي.
وتتزايد الضغوطات على السعودية، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، دون تقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية.
وتأتي كل هذه التطورات بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كشف فيه رسميا عما حصل لخاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مناقضا بذلك رواية السعودية، ما تسبب بغضب دولي.
وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد "انتهاكا صارخا" للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية"، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني.
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)
قنصلية الرياض: نتابع مع سلطات تركيا ملابسات اختفاء خاشقجي
مالك قنوات السعودية 24 يشن هجوما شرسا على خاشقجي
أمير سعودي يلمح لاختطاف خاشقجي ويهدد ابن سعيد (صورة)