سياسة دولية

"ذا إنترسبت" يسخر من مزاعم ملكية "واشنطن بوست" لقطر

"واشنطن بوست" صدرت قضية خاشقجي في تغطيتها منذ اختفائه لا سيما أنه كان كاتبا فيها- جيتي

سخر موقع "ذا إنترسبت" من تغطية الإعلام السعودي لقضية الكاتب السعودي المختفي جمال خاشقجي، ونشره مزاعم بشأن الأمر لا سيما اتهامه لصحيفة "واشنطن بوست" بشكل يدعو للسخرية بأن قطر قامت بشرائها. 

وكتب الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن الإعلام السعودي ركز في تغطيته لقضية خاشقجي على الحديث عن مؤامرة، ومهاجمة قطر وجماعة الإخوان المسلمين.

وأفاد بأن الإعلام في المملكة العربية السعودية، تحدث عن "مؤامرة أجنبية لتشويه صورة المملكة"، و"مؤامرة من حكومات ومجموعات سياسية متنافسة، لإلحاق الأذى بالمملكة". 

"ادعاءات كاذبة"

وأشار إلى أن الأذرع الإعلامية السعودية أقدمت على تقديم "ادعاءات كاذبة" عن مالكي صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهيرة، التي كان يكتب فيها خاشقجي.

وكتب الموقع في تقريره: "على سبيل المثال، زعمت قناة العربية الإخبارية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن تقارير اعتقال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول قد تم ترويجها من وسائل الإعلام المنتسبة إلى قطر والإخوان المسلمين الذين تحظرهم السعودية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: استخبارات أمريكا ترجّح ضلوع ابن سلمان بقتل خاشقجي


وأشار إلى أن "العربية" مملوكة للعائلة المالكة السعودية، ومقرها في دبي، وهي واحدة من الأذرع الإعلامية الخليجية التي انحازت بشكل وثيق للسعودية، وسط خلاف إقليمي مع قطر ودول أخرى. 

وقالت إن العربية بالإضافة إلى عدد من المنافذ الأخرى تسيطر عليها السعودية مثل جريدة الرياض اليومية، والحياة السعودية، والكثير من وسائل الإعلام.

وقالت إن الأذرع الإعلامية التابعة للسعودية اندفعت إلى أقصى حد لإنكار أي تورط سعودي بقضية خاشقجي.

 

اقرأ أيضا: "NYT" ترصد تغطية إعلام السعوية لقضية خاشقجي (شاهد)

 

"واشنطن بوست" وقطر


وأشار إلى مزاعم صحيفة عكاظ السعودية اليومية، بأن قطر تتمتع بـ"ملكية ما نسبته 50 في المائة من أسهم واشنطن بوست، ولها تأثير على اتجاهها التحريري". 

وأكد الموقع أن قطر لا تمتلك على وجه الخصوص، أي حصة ملكية في صحيفة "واشنطن بوست"، وهي صحيفة يملكها الملياردير الأمريكي جيف بيزوس.

وأشار أيضا إلى ما أوردته الصحيفة ذاتها في مقال آخر لأحمد عجب الجهراني، ادعى فيه أن خاشقجي كان من المتعاطفين مع الإرهابيين، الذين كانت أهدافهم الطائفية تتجه نحو زعزعة استقرار القيادة السعودية. 

وادعى الجهراني أن خاشقجي "اختطف" من تركيا بأيدي "الجماعات المتطرفة" بينما كان يعيش في الخارج في المنفى الاختياري.

وردد كتاب مقالات آخرون المزاعم ذاتها؛ إذ كتب جميل الذهيبي، الذي يكتب في جريدة "سعودي غازيت"، إحدى الصحف الناطقة بالإنجليزية في عكاظ، أن أي مخاوف من اختفاء خاشقجي يجب إلقاء اللوم فيها على قطر، وليس على المملكة العربية السعودية. 

واقترح أيضا أن خطيبة خاشقجي تخدم مصالح الجواسيس الأجانب، وأن معظم التغطية الإعلامية لخاشقجي بدت منسقة من أعداء أجانب للسعودية. 

وحذر من أن "المتورطين في دراما اختفاء جمال بعد مغادرتهم القنصلية السعودية سيواجهون عقوبات مشددة".

 

الدفاع عن المشتبه بهم

ونوه الموقع إلى دفاع الإعلام السعودي المستميت عن المشتبه بهم الخمسة عشر السعوديين، بقضية خاشقجي.

وقال: "دافع الإعلام السعودي عن حقوق فرقة الاغتيال المتهمة. وذكرت صحيفة اليوم، وهي صحيفة مؤيدة للحكومة، أن الإفصاح عن هويات الرجال الخمسة عشر المتهمين يشكل انتهاكا لحقوق "السياح". 

وزعمت الصحيفة أن الصور الفوتوغرافية كانت عبارة عن "تشهير" بحقهم. 

وفي قسم الأخبار من الصحيفة، تم حث الرجال المشتبه بهم على البحث عن محام لرفع دعوى قضائية ضد الذين نشروا صورهم. 

وانتقدت صحيفة "الرياض" اليومية، في مقالها الافتتاحي الجمعة الماضي، وسائل الإعلام الأجنبية لمحاولتها "تحريض الرأي العام الدولي ضد المملكة"، زاعما أن صحيفة نيويورك تايمز لديها "سياسة معادية للسعودية".

 

اقرأ أيضا: تغطية صحف سعودية لقضية خاشقجي: موقف دفاعي و"مؤامرة"


ونقل الموقع عن صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وهي صحيفة تصدر باللغة العربية ومقرها لندن، ويملكها فيصل بن سلمان، وهو عضو في العائلة المالكة السعودية، من خلال عدة أعمدة هذا الأسبوع، ادعاءات بأن عملاء أجانب مرتبطين بالإخوان المسلمين وقطر كانوا وراء التقارير التي تدعي أن للحكومة السعودية دورا في اختفاء خاشقجي.

وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنطلق فيها الأذرع الإعلامية المدعومة من السعودية للدفاع عن الحكومة وسط إخفاق في العلاقات العامة حول سجل النظام في مجال حقوق الإنسان.

وختم بالإشارة إلى أن الأذرع الإعلامية السعودية، لطالما وقفت مع النظام السعودي في كثير من القضايا المثيرة للجدل، لا سيما الحقوقية، وأن لها سوابق بتحويل النظر من اتهام المملكة في قضايا عدة إلى اتهام دول أخرى مثل قطر وإيران.