تحدث
جنرال إسرائيلي بارز، عن مجموعة أخطاء استراتيجية ارتكبتها إسرائيل في
تعاملها مع حركة "حماس"، معتبرا أن الأفضل لـ"تل أبيب" أن
تقود السلطة الفلسطينية الصراع ضد "حماس".
حملة
عسكرية
وأوضح
جنرال احتياط، ومدير البحوث في معهد السياسة والاستراتيجية، شاؤول شاي، أنه
"بعد مرور 45 سنة على حرب أكتوبر 1973، يجدر فحص المفهوم المغلوط الحالي
لإسرائيل في المواجهة مع حماس في غزة".
ورأى
في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "نظام حماس في قطاع غزة هو
وليد خمسة أخطاء استراتيجية لإسرائيل، الخطأ الأول، هو الامتناع عن تنفيذ حملة سور
واق عام 2002 في القطاع، بينما غيرت الحملة (العسكرية) في الضفة الواقع الأمني من
الأساس، وبقيت البنى التحتية لحماس في غزة دون ضرر".
والخطأ
الثاني، هو "تنفيذ فك الارتباط والانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة عام 2005، الذي ترجمته حماس إلى انتصار عبر الكفاح المسلح الذي قادته، مقابل إخفاق المسيرة
السياسية التي قادتها السلطة الفلسطينية".
وذكر
شاي، وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا، أن الخطأ
الثالث، "تمثل بموافقة تل أبيب على مشاركة حماس في الانتخابات البلدية، وبعد
ذلك في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، والتي أتاحت الفرصة لفوز
حماس في هذه الانتخابات، وإقامة حكومة وحدة فلسطينية".
وأما
الخطأ الرابع، فيتعلق "بامتناع إسرائيل عن مساعدة السلطة الفلسطينية في حزيران
2007، عندما سيطرت حماس على قطاع غزة، وطردت نشطاء حركة فتح ورجال السلطة
الفلسطينية".
مفهوم
مغلوط
في
حين، كان الخطأ الخامس، وفق العميد الإسرائيلي، هو "التسليم العملي من جانب
إسرائيل بحكم حماس في القطاع، في ظل إعلانات متكررة بأن حماس مسؤولة عن كل ما
يجري في قطاع غزة"، لافتا إلى أن "حماس تعرض إسرائيل بشكل ثابت كقوة احتلال
تفرض حصارا على سكان قطاع غزة".
ورأى
أن "الواقع الجغرافي والسياسي الحالي يشكل فرصة لتغيير المفهوم الإسرائيلي
المغلوط بالنسبة لقطاع غزة، وعلى إسرائيل أن تؤيد مطالب السلطة لإعادة السيطرة على
قطاع غزة، وتفكيك الذراع العسكري لحماس".
واعتبر
شاي، الذي خدم ربع قرن في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي "أمان"،
أن "المواجهة بين السلطة الفلسطينية وحماس عزلت حماس في العالم العربي، كما
أن الأزمة توجد بين مؤيديها (تركيا وقطر) والإدارة الأمريكية"، مضيفا:
"كل هذه تشكل المحيط الاستراتيجي الأفضل للتغيير الفكري المقترح.
ومع
"تشكل محيط استراتيجي هو الأفضل للتغيير الفكري المقترح"، وفق العميد
الذي شدد على أنه "من الأفضل لإسرائيل أن تقود السلطة الفلسطينية الصراع ضد
حماس، بإسناد دولي واسع قدر الإمكان، وألا توجد إسرائيل في هذه المعركة".
ونوه بأن "إسرائيل بإمكانها أن تساعد السلطة والتحالف الدولي بشكل مباشر وغير
مباشر، إذا طلب منها ذلك؛ كي تعيد السلطة لحكم القطاع".