نشرت صحيفة "20 مينوت" الفرنسية تقريرا، سلطت فيه الضوء على أسباب شعورنا بالتعب والإرهاق دوما، حتى في الوقت الذي لا نعاني فيه من مشاكل أو اضطرابات على مستوى
النوم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الشعور بالتعب الذي يلازمنا في حياتنا اليومية لا يفسر بقلة
النوم فقط. وباستثناء بعض الأمراض، على غرار متلازمة التعب المزمن أو صعوبة التنفس عند النوم، يمكن لأسباب غير متوقعة ومرتبطة بعاداتنا اليومية (السيئة خاصة)، تفسير شعورنا بالتعب الشديد.
وذكرت الصحيفة أن عدم الالتزام بمواعيد حصص ممارسة الرياضة يمكن أن يجعلنا نشعر بالتعب. فحين نكون منشغلين طيلة اليوم ومرهقين، لا نفكر سوى في العودة إلى المنزل. ونتيجة لذلك، سنتخلى حتما عن فكرة التوجه إلى قاعة الرياضة. مع ذلك، أثبتت دراسة أجراها باحثون من جامعة جورجيا الأمريكية أن الأشخاص الذين يحافظون على صحتهم، والذين يمارسون نشاطا بدنيا معتدلا ثلاث مرات أسبوعيا لمدة 20 دقيقة على الأقل، يشعرون بتعب أقل ونشاط أكثر مقارنة بغيرهم.
من جانبه، يوصي الدكتور أوليفييه بالانكا، وهو طبيب نفسي وعالم طب أعصاب متخصص في اضطرابات النوم ومشاكل الانتباه، بأنه في حال شعرنا بالإرهاق الجسدي أو بالإجهاد ولا يتمتع جسمنا بالطاقة اللازمة للقيام بأي نشاط، فيُمكننا ألا نمارس الرياضة. لكن، في حال كان شعورنا هذا نابعا من الكسل، فعلينا أن نقاوم طاقتنا السلبية ونمارس الرياضة".
وذكرت الصحيفة أن السبب الثاني للشعور الدائم بالتعب يتمثل في عدم شرب كمية كافية من الماء. ويميل الإنسان أحيانا إلى عدم شرب الماء. وفي هذا السياق، أفاد خبير التغذية، رافائيل جرومان، بأن نقص الماء "يؤدي إلى انخفاض حجم الدم". ونتيجة لذلك، يبذل القلب المزيد من الجهد من أجل ضخ الدم، "الأمر الذي يؤدي إلى تقليل سرعة نقل الأكسجين والمغذيات إلى العضلات والأعضاء".
ونقلت الصحيفة عن جرومان أن "هذا الأمر يؤثر على الكبد أيضا. فإذا لم نشرب الكمية اللازمة من المياه، تظل السموم مخزنة في الكبد. ومن ثم، سيحتاج هذا العضو إلى طاقة أكبر للقضاء على هذه السموم، ما يسبب إنهاك الجسم". ولذلك، يجب الحرص على شرب الماء بانتظام على مدار اليوم.
وبينت الصحيفة أن نقص الحديد في الجسم يؤدي أيضا إلى الشعور بالتعب طيلة اليوم، ذلك أنه وفقا لجرومان، "يعمل الحديد في الدم على تثبيت الأكسجين فوق خلايا الدم الحمراء، وإرسالها إلى العضلات والخلايا". ولتجاوز نقص الحديد، يُنصح بتناول اللحوم الحمراء أو الدواجن أو المأكولات البحرية أو البيض أو إضافة الكمون، وهو نوع من التوابل غني بالحديد، إلى أطباقنا.
وأردفت الصحيفة أن عدم تناول وجبة الإفطار قد يجعلك تشعر بالإرهاق يوما كاملا. وفي هذا السياق، يحذر جرومان من أن "البعض سيشعرون بالراحة حتى ولو تخلوا عن هذه الوجبة بشكل منتظم. ولكن، على المدى البعيد، سيجعلنا ذلك نعتمد أكثر فأكثر على الوجبات الأخرى". ويُعد هذا الأمر عادة سيئة، باعتبارها تؤدي إلى تناولنا وجبات غنية جدا بالسعرات الحرارية، وبالتالي، تخزين الجسم للمزيد من الدهون أثناء الليل. ومع مرور الوقت، ينتج عن ذلك زيادة للوزن وصعوبة في النوم.
وبينت الصحيفة أن الإقبال على الأطعمة غير المفيدة يسبب مشكلة التعب أيضا. وقد تطرق جرومان إلى أنه "يمكن للتغذية الغنية جدا بالسعرات الحرارية أن تسبب التعب المزمن". من جهته، حدد الدكتور بالانكا، المختص في اضطرابات النوم، أنه "من المهم طبعا الاستمتاع أثناء تناول الطعام، ولكن يجب العمل على تناول الأطعمة التي تنظم نسبة السكر في الدم". لذلك، علينا استهلاك البقوليات والبذور الزيتية والحبوب الكاملة، والميل نحو استهلاك الفواكه بدل عصيرها.
وتطرقت الصحيفة إلى أن الإكثار من شرب القهوة يجعلك تشعر بالتعب. ويلجأ الكثير منا إلى شرب القهوة أكثر من مرة في اليوم لمجابهة الإرهاق، لكن هذا الحل ليس ناجعا بالمرة. وفي هذا الصدد، أورد الدكتور بالانكا، أن "شرب الكثير من القهوة ومشروبات الطاقة الأخرى يزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستويات التوتر". كما يؤدي استهلاك هذه المواد بشكل مفرط إلى مشاكل واضطرابات في النوم.
وأكدت الصحيفة أن متابعة العمل خارج أوقات الدوام يؤدي أيضا إلى الشعور بالتعب. وعادة ما يلازم المرء الانطباع بأن عليه دائما أن يكون نشطا ويقظا في عالم العمل الذي تسوده المنافسة بين الموظفين. وتتمثل نتيجة ذلك في النوم بشكل سيئ.
وأضافت الصحيفة أن المكتب غير المرتب يجعلك تشعر بالتعب الشديد على مدار اليوم. ووفقا لدراسة أجرتها جامعة برنستون، ينهك مشهد المكتب الذي تتكدس فوقه الأوراق والملفات
الصحة العقلية، كما يحد من قدرة الدماغ على معالجة المعلومات والتركيز. وشدد الدكتور بالانكا على أننا نتحدث عند هذا المستوى "عن الإرهاق العقلي".