أصيب طلاب الصف الأول الثانوي بالمدارس المصرية بصدمة في بداية الدعام الدراسي، عندما قامت إدارات المدارس بتوزيع الكتب الدراسية عليهم بدلا من "التابليت" المدرسي الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم طارق شوقي، ونال إعجاب وتشجيع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأكد أهالي الطلاب الذين تحدثت إليهم "عربي21" أنه طبقا لنظام الثانوية الجديد والذي بدأ تطبيقه هذا العام مع طلاب الصف الأول الثانوي، فإنه نظام يقوم على التقنيات العلمية بديلا عن الكتاب المدرسي، وأن الوزارة أخبرتهم قبل شهرين أنه لن يتم توزيع كتب مدرسية على أبنائهم لأنها غير مطابقة للنظام الجديد للتعليم.
ويشير "يوسف محمدين" ولي أمر أحد طلاب الصف الأول الثانوي بأنه فوجئ بتوزيع الكتب المدرسية على نجله الطالب بالصف الأول الثانوي، وأخبرتهم إدارة المدرسة أن "التابليت" الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم غير جاهز.
وتساءل محمدين عبر "عربي21" عن مصير نظام الثانوية الجديد الذي يعتمد على المجموع التراكمي المرتبط بنظام دراسي يمثل جهاز التابليت محور الارتكاز فيه، مؤكدا أن البداية لا تبشر بالخير.
ويضيف "سيد شريف" مدرس لغة عربية بالمرحلة الإبتدائية أن نظام التعليم الجديد، الذي أعلن عنه الوزير، يبدأ من رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي والصف الأول الثانوي، مؤكدا لـ "عربي21" أنه لم يتلق أي تدريبات على هذا النظام الجديد، كما أن المدرسة التي يعمل بها والتي تضم مراحل تعليم مختلفة بما فيها الثانوية، لم يتم توزيع أجهزة "التابليت" عليهم.
وكان وزير التعليم طارق شوقي أطلق في كانون الأول/ ديسمبر 2017 مشروع تطوير التعليم الجديد، مؤكدا أنه سيتم توزيع مليون "تابلت" على طلاب الصف الأول الثانوي والمدرسين ونظار المدارس بدءا من العام الدراسي 2018/2019، وأن “الطلاب هيحتفظوا بيه من ساعة ما يخدوه لحد ما يتخرجوا ومش هيرجعوه وهيبقى بتاعهم، ومش هيدفعوا فيه فلوس” طبقا لتصريحاته.
وفي 29 تموز/ يوليو الماضي أعلن العقيد أركان حرب هيثم رمزي ممثل هيئة التسليح بالقوات المسلحة، أن الهيئة تلقت تكليفا رئاسيا بالتعاقد على أجهزة "التابلت"، لصالح وزارة التربية والتعليم، وأنهم تلقوا 64 عرضا، وتم الاتفاق في النهاية مع شركة "سامسونج" التي تم توقيع العقد معها لتوريد أول دفعة منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري وقبل بدء العام الدراسي.
"شو" إعلامي
من جانبه يؤكد خبير المناهج الدراسية عبد السلام محروس لـ "عربي21" أن موضوع "التابليت" الهدف منه "الشو الإعلامي"، خاصة وأن المنظومة التي أعلن عنها الوزير تحتاج لتجهيزات بشرية وتقنية، وهو ما لم يحدث، مضيفا أن توزيع "التابليت" على مدارس دون أخرى يمثل خللا في المنظومة التعليمية، وهو ما يؤكد أن الهدف كان مجرد "الشو".
اقرأ أيضا: تابلت لكل طالب مصري.. خطة تعليمية أم "سبوبة" للجيش؟
ويضيف محروس أن الوزارة لم تقم بتوفير الاحتياجات التقنية والتكنولوجية للمدارس من خدمة الإنترنت ووجود معامل مجهزة للحاسب الآلي، والأهم من ذلك أنها لم تقم بتدريب المدرسين على هذا النظام الجديد، وبالتالي فإن التحجج بعدم توفر الكميات المطلوبة، إنما يؤكد أن الموضوع "فنكوش" وهو الوصف الذي رفضه الوزير أكثر من مرة.
ويؤكد عضو البرلمان المصري السابق أمير بسام لـ "عربي21" أن موضوع "التابليت المدرسي" لا يختلف كثيرا عن المشروعات الوهمية التي يعلن عنها الانقلاب من فترة لأخرى لبيع الوهم للمصريين الذين تفاقمت أحوالهم المعيشية بشكل سيء لم يحدث لهم من قبل.
ويؤكد بسام أن رئاسة الانقلاب أوكلت لهيئة التسليح بالقوات المسلحة عملية شراء الأجهزة والاتفاق على المواصفات مع الشركات الدولية، وهو ما يكشف حقيقة الخدعة والنصب على المواطنين، وأن الموضوع لا يخرج عن كونه "سبوبة" أخرى لصالح قيادات الانقلاب، الذين أصبحوا يسيطرون على كل مجالات الاقتصاد والسياسة وحتى التعليم في مصر الآن.
ويضيف البرلماني السابق أن الرئيس محمد مرسي عندما طرح فكرة "التابليت المدرسي" كلف مصنع بنها للإلكترونيات بتنفيذها، وكان سيتم توزيعه مجانا على الطلاب المتفوقين، بهدف إعادة الروح للمصنع الذي كان من المفترض أن يكون في مقدمة الشركات المتفوقة في هذا المجال، بينما لجأ الانقلاب لشركات غير مصرية حتى يكون هناك غطاء للسرقة التي سوف يشهدها المشروع، ولأن القوات المسلحة فوق المساءلة والمحاسبة فإنه لن يستطيع أحد الاعتراض سواء على المواصفات أو الأسعار.
اقرأ أيضا: خبراء: منظومة التعليم الجديدة بمصر عشوائية وستفشل كسابقاتها
ويؤكد بسام أن النظام التعليمي في مصر فاشل لأنه يقوم على العشوائية والتجارب، وليس أدل على ذلك أن كل وزير يتولى مسؤولية التعليم يضع بصمته السيئة، مما جعل مصر في مؤخرة التصنيفات العالمية المتعلقة بجودة التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي، وهو ما أكده التقرير الأخير لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي عن مؤشر التعليم والتدريب والذي احتلت فيه مصر المركز 129 من 137 دولة شملهم التقرير.
ما حقيقة اتهام يسري فودة بالتحرش في ألمانيا؟
كيف أطاح السيسي بآخر دفعة من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب؟
المحافظون الجدد في مصر يثيرون انتقادات النشطاء.. لماذا؟