اجتمع
مجلس الأمن الثلاثاء، بعد أيام من
الاستماع إلى المبعوث الخاص لسوريا ستافان دي مستورا وهو يحذر من كارثة وشيكة في حال
شن هجوم عسكري على
إدلب التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين شخص.
ويأمل دبلوماسيون من الأمم المتحدة في أن يكون
هناك وقت كاف للمحادثات لتجنب عنف واسع النطاق في إدلب.
من جهتها طلبت تركيا الدعم الدولي لإقرار وقف لإطلاق
النار في إدلب، وقالت أمام مجلس الأمن الدولي إن شن هجوم شامل على المحافظة التي
يسيطر عليها المسلحون في
سوريا، سيؤدي إلى موجة هائلة من اللاجئين يمكن أن تهدد
أوروبا.
وقال السفير التركي فيريدون سينيرلي أوغلو
للمجلس: "لا شك في أن شن عملية عسكرية شاملة سيسفر عن كارثة إنسانية كبيرة".
وأضاف أن شن غارات جوية وعمليات قصف سيؤدي إلى
"موجة هائلة من اللاجئين ومخاطر أمنية كبيرة على تركيا وأوروبا وما ورائهما".
ودعت تركيا، التي أرسلت قوات إلى إدلب وتدعم
بعض الجماعات المسلحة، إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، طالبة من
"المجتمع الدولي دعم جهودنا لهذه الغاية بالقول والفعل".
ورفضت روسيا وإيران دعوة تركيا إلى وقف إطلاق
النار في القمة التي عقدت في طهران الجمعة.
وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم
المتحدة، نيكي هيلي، اليوم الثلاثاء، إن "تركيا تريد التوصل إلى وقف لإطلاق
النار في محافظة إدلب السورية؛ لكن روسيا وإيران ترفضان ذلك".
جاء ذلك في إفادتها خلال جلسة مجلس الأمن
الدولي المنعقدة بطلب روسي، لمناقشة نتائج قمة طهران الثلاثية التي عقدت الجمعة
الماضية بشأن الوضع في إدلب.
وأكدت السفيرة الأمريكية، أن "كلًا من
روسيا وإيران ليستا جادتين في إنجاز العملية السياسية بسوريا".
وجددت هيلي تحذيراتها "للنظام السوري أو
لأي طرف، لم تسمه، يفكر في استخدام الأسلحة الكيمائية في إدلب بأنه سيكون هناك رد
رادع"، دون تفاصيل إضافية.
وأضافت: "أي إجراء في إدلب سيكون عملًا
متهورًا من قبل روسيا والنظام السوري، وإذا استمر مسلكهما على هكذا حال فستكون
هناك عواقب كارثية".
وأردفت قائلة: "واشنطن لن تسمح لإيران
باختطاف مستقبل الشعب السوري من خلال مسار أستانا، ونحن نعرف أن الأسد غير جاد في
العملية السياسية وسيكون أمرًا غريبًا للغاية بأن تقوم أمريكا وحلفاؤها بالنظر في
طلبات روسيا بإعادة إعمار سوريا في الوقت الذي تقوم روسيا فيه بتدمير ذلك البلد".
وتابعت: "يجب أن يتوقف القصف على إدلب،
ويجب أن تسمح روسيا وأن يسمح النظام السوري بالوصول الإنساني".
من جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم
المتحدة، فاسيلي نيبيزيا، الثلاثاء، تصميم الدول الضامنة لمسار أستانا حول سوريا،
روسيا وتركيا وإيران، على إحلال السلام في سوريا، وضمان حل سياسي للأزمة السورية.
جاء ذلك خلال إفادته في جلسة مجلس الأمن الدولي
المنعقدة بطلب روسي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، التي شهدت وقوف أعضاء
المجلس دقيقة صمت حدادًا على أرواح ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية عام
2011.
وقال نيبيزيا في بداية أعمال الجلسة، إن
"بلاده طلبت من رئاسة مجلس الأمن تقديم البيان المشترك الذي صدر الجمعة
الماضي عن قمة طهران كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن".
وأضاف: "نتوقع من أعضاء المجلس أن يصغوا
إلى الرسالة التي بعثناها من خلال البيان المشترك لتلك القمة التي هدفت إلى إعادة
السلام، وضمان حل دائم للأزمة".
وتابع: "بيان القمة بعث رسالة واضحة؛
مفادها أن روسيا وتركيا وإيران مستعدون لبذل كل الجهد للتخلّص من بقايا الإرهاب،
وإعادة البناء في سوريا والمضي قدمًا في العملية السياسية".
وشدد الدبلوماسي الروسي على "التزام ضامني
مسار أستانا باستقلال سوريا ووحدة وأراضيها".
وأشار نيبيزيا إلى أن الدول الثلاث تركيا
وروسيا وإيران، عقدت محادثات بشأن الوضع في إدلب السورية.
وشدد السفير الروسي في إفادته على ضرورة ألا
"تخضع العملية السياسية لأي ضغط خارجي"، لافتًا إلى أهمية "إعادة
البناء في سوريا بعد إنهاء النزاع، لأن الاحتياجات هائلة بدءًا من الطعام وصولًا
إلى البنية التحتية".