كشف موقع "360 le" المغربي (المقرب من السلطة) عن عزم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قضاء أيام بمدينة طنجة (شمال المغرب)، بعد أن ألغى زيارته لها في تموز/ يوليو الماضي.
وكانت تقارير صحفية تحدثت عن توتر تشهده العلاقات بين البلدين، بسبب ملفات عدة أبرزها موقف الرباط من الأزمة الخليجية، وتصويت الرياض ضد ملف المغرب لتنظيم كأس العالم عام 2026، ما أدى إلى مقاطعة المغرب اجتماعا رسميا لوزراء إعلام التحالف السعودي في حزيران/ يونيو الماضي، ووصف وزير الرياضة المغربي، التصرف السعودي بـ"الخيانة".
اقرأ أيضا: هل دفعت طنجة ثمن الأزمة "الصامتة" بين المغرب والرياض؟
ونقل الموقع المغربي عن صحيفة "tacticalreport" قولها إن العاهل السعودي يستعد للسفر إلى طنجة التي دأب على قضاء عطلته الصيفية فيها في السنوات الأخيرة، مضيفا أنه قرر قضاء أسبوعين فيها على الأقل للراحة.
وأشار المصدر إلى أن الاستعدادات جارية على قدم وساق في القصر الفخم الذي يمتلكه الملك سلمان بطنجة لاستقباله.
ونصح الأطباء الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي علّق أنشطته منذ 29 آب/ أغسطس الماضي وفق تقارير صحفية، بأخذ فترة من الراحة بعد الاختبارات التي أجراها أخيرا وكشفت عن تعرضه لإرهاق حاد، ومشاكل كبيرة في التنفس.
العلاقة بين البلدين قوية
الباحث السياسي المغربي، محمد بودن، قال إن العلاقة الخاصة التي تجمع تاريخيا بين المغرب والسعودية "لا تستحق أن تدخل دائرة الاتهام التي لاحقت العلاقة منذ الموقف المغربي المطبوع بالحياد الإيجابي اتجاه الأزمة الخليجية مرورا بتصويت السعودية على منظم مونديال 2026".
وأكد الباحث، في تصريح لـ"عربي21"، أن العلاقة بين قادة البلدين هي "علاقة قوية" تطبعها توافقات كبرى بين بشأن عدة قضايا، لافتا إلى أن الأنباء التي تقول بزيارة مرتقبة للعاهل السعودي للمغرب، "هي تأكيد على أن العلاقة تستمر وتسير".
وأوضح بودن أنه "في إطار تحديد ملامح هذه العلاقة يمكن القول على أن هناك إدراك سعودي يتضمن احترام موقف المغرب السيادي اتجاه الأزمة الخليجية وخاصة موقفه المتعلق بالحياد الإيجابي، وهناك ملمح ثالث يتعلق بأن هامش الاهتمام بين البلدين مازال متسعا، وتوافق بين المملكتين حاصل بشأن عدة قضايا أبرزها ملفات تهم بعض الأزمات العربية وأيضا الملف الإيراني، وقضايا دولية أخرى، كما أن هناك تعاون على المستوى الأممي".
وشدد الباحث السياسي على أن "العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمغرب تتوافر فيها عوامل الاستقرار وهذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى توفير بعض الضبط في التقلبات الطارئة والمحتملة، ولو أن العربية السعودية تعرف نسبيا ولو بشكل غير رسمي تحولات وانتقالات على مستوى صناعة القرار، وبالتالي لم تعد دولة بعنوان واحد، وإنما لها أكثر من عنوان".
ويعتقد الباحث المغربي أن "تعدد مراكز القوة الداخلية يؤثر على التوجهات بشأن قوة العلاقة مع المغرب، فهناك من يدفع في اتجاه تقويتها، وهناك من يدفع في اتجاه جعلها علاقة خاصة مع شريك تقليدي، وهناك طرف ثالث يدفع لجعلها علاقة عادية"، مشيرا إلى أن "التوجه الغالب هو جعلها علاقة قوية".
وسجل الباحث، أن الدعوة الأخيرة للعاهل المغربي محمد السادس لملك السعودية لزيارة المغرب "هي دعوة تأكيد على أن المغرب يحمل للسعودية تقديرا في ظل الدعم الذي قدمته السعودية للمغرب على مستوى قضاياه السيادية الوطنية، ونستحضر في هذا الصدد خطاب العاهل السعودي في قمة المغرب ودول الخليج في الرياض سنة 2016"، وفق تعبيره.
يذكر أن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، سبق وأن أرسل دعوة رسمية في 22 أغسطس/ آب الماضي لملك السعودية لزيارة المغرب.
اقرأ أيضا: ملك المغرب يدعو الملك سلمان لزيارة رسمية
ويقيم الملك سلمان بن عبد العزيز، بمنطقة "كاب سبارطيل"، وهي عبارة عن منتجع سياحي في مدينة طنجة، يضم مساحات شاطئية وغابوية، بالإضافة إلى توفرها على مشاريع سياحية عديدة.
وتعيش مدينة طنجة حركة دؤوبة في كل مرة يحل بها العاهل السعودي، حيث يجري حجز مئات من الغرف في كبريات الفنادق بالمدينة، إضافة إلى شقق وفيلات، ومئات السيارات الفارهة، التي يتم تخصيصها لاستقبال الوفد المرافق للملك سلمان.
يشار إلى أن العاهل السعودي، قضى عطلته الصيفية لهذا العام بمشروع مدينة "نيوم" السعودية، وفق ما أعلنت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس).
اقرأ أيضا: أين يقضي الملك سلمان إجازته ولماذا استبعد المغرب؟
ملك المغرب يعيّن 34 واليا ومحافظا جديدا
بوتفليقة لملك المغرب: حريص على العمل معكم لمصلحة شعبينا
سخرية عارمة تجتاح التواصل بعد إقرار الخدمة العسكرية بالمغرب