هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتاد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في كل عام قضاء إجازته في مدينة طنجة المغربية، وكثيرا ما أوردت تقارير صحفية عربية وغربية تفاصيل إجازته في المغرب، وتحدثت عن الأموال الطائلة التي تصرف خلال هذه الزيارات.
إلا أن العاهل السعودي هذه المرة قرر كسر البروتوكول الذي كان يسير عليه، ليقضي إجازته في منطقة مشروع "نيوم" السعودي، وهو ما أثار تساؤلات عن علاقة هذه الخطوة بوضع العلاقات السعودية المغربية.
وتحدثت تقارير صحفية عن توتر تشهده العلاقات بين البلدين، بسبب ملفات عدة: أبرزها موقف الرباط من الأزمة الخليجية، وتصويت الرياض ضد ملف المغرب لتنظيم كأس العالم عام 2026، ما أدى إلى مقاطعة المغرب اجتماعا رسميا لوزراء إعلام التحالف السعودي في حزيران/ يونيو الماضي، ووصف وزير الرياضة المغربي، التصرف السعودي بـ"الخيانة".
اقرأ أيضا: هل دفعت طنجة ثمن الأزمة "الصامتة" بين المغرب والرياض؟
وبحسب "موقع 360" المغربي، فإن 11 عاملا مغربيا، سيتبعهم آخرون، يعملون بقصر الملك سلمان في طنجة، انتقلوا إلى مقر إقامته في مشروع "نيوم" السعودي، علما بأنه أنفق في إجازته السابقة في طنجة مئة مليون دولار، ما يعادل 1.5% من إيرادات قطاع السياحة الأجنبية للمغرب، بحسب صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.
وتعليقا على هذه الخطوة، يرى المحلل السياسي المغربي
زهير عطوف، أن الملك سلمان، في السنوات الثلاث الماضية، "اعتاد على قضاء إجازته في
المغرب، وكانت المغرب تستفيد من ذلك اقتصاديا"، مشيرا إلى أن القرار الملكي "جاء
لتشجيع الاقتصاد السعودي من خلال قضاء العطلة الملكية في مدينة "نيوم "الاقتصادية،
والتي تصل تكلفتها إلى 500 مليار دولار".
وأشار عطوف في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "اختيار المغرب إلتزام الحياد في الأزمة الخليجية، أدخل العلاقات بين الرباط
والرياض، في بعض التوتر، بدت انعكاساتها واضحة في تصويت السعودية ودول خليجية
أخرى ضد ملف المغرب لتنظيم المونديال لعام 2026".
اقرأ أيضا: العاهل السعودي يزور مدينة "نيوم".. لهذا السبب
واستبعد عطوف، استمرار التوتر بين البلدين، مستدلا على ذلك بالموقف السعودي من الأزمة المغربية الإيرانية.
من جهته، أكد الناشط الحقوقي السعودي المعارض،
سلطان العبدلي، أن الملك سلمان ووفقا لتقارير، يتواجد حاليا في شرم الشيخ المصري،
وليس مدينة نيوم السعودية، مشيرا إلى أن المدينة الاقتصادية ما زالت غير مكتملة و"جرداء"، وغير صالحة بعد لقضاء الملك عطلته.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن موقف السعودية تجاه قضية مونديال 2026، وتصريحات تركي آل الشيخ، وعدم توجه
الملك لطنجة لقضاء إجازته، جميعها جاءت كـ"إجراءات عقابية للمغرب، بسبب مواقفها
الحيادية تجاه الأزمة الخليجية فلم يكن تصرف ملك المغرب عند حسن ظن الملك
سلمان وابنه".