صحافة دولية

مجلة: قرار الرياض سحب مبتعثيها من كندا سيعرقل مسيرتهم

المجلة البريطانية تحدثت عن "الأثر السلبي الذي لحق بالمبتعثين السعوديين في مجال الطب" - جيتي

نشرت مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية تقريرا، عرضت فيه أرقاما وبيانات الأثر السلبي الذي لحق بالمبتعثين السعوديين في مجال الطب إلى كندا بعد قرار الرياض إيقاف كافة برامج التدريب والابتعاث على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع أوتاوا.


وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قرار السعودية القاضي بإعادة كل طلباتها، ردا على التغريدة التي نشرتها وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند حول أوضاع ناشطتين مدافعتين عن حقوق المرأة في المملكة، "أطلق شرارة أزمة في المستشفيات والمؤسسات التي تعتمد على المتدربين السعوديين لتقديم الرعاية الصحية".


وأشارت المجلة إلى أن كندا تحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، في ترتيب الوجهات التي يذهب نحوها المتدربون السعوديون ضمن برامج الابتعاث الممولة من الدولة، سواء كانوا أطباء مقيمين أو ضمن برامج الزمالة.


وذكرت أنها قامت بدراسة لواقع المتدربين الأجانب في كندا، بالاعتماد على سجلات المركز الكندي لمعلومات الدراسات الطبية العليا، للحصول على بيانات دقيقة حول "متدربي الفيزا"، أي الأطباء الأجانب الذين يقضون مرحلة التدريب أو الزمالة في كندا بغرض مزاولة المهنة في بلد آخر، حيث ينتمون لشريحة منفصلة عن الأطباء الكنديين أو الأجانب الذي يهاجرون إليها ويحصلون على إقامة دائمة.


وأكدت المجلة أن هؤلاء المتدربين "غالبا ما يتمتعون بالأولوية في الحصول على فرص التدريب في المستشفيات التعليمية الكندية، وهو ما يترك الكثيرين من أبناء البلد وحاملي الإقامات على لائحة الانتظار لوقت طويل، قبل الحصول على صفة الطبيب المقيم (أو المتدرب) ثم الحصول على ترخيص مزاولة المهنة في كندا".


وأشارت إلى أن عدد المتدربين القادمين من كليات الطب السعودية شهد ارتفاعا ملحوظا، ليبلغ 419 طبيبا مقيما سعوديا، أي ما نسبته 62 بالمائة من العدد الجملي، إلى جانب 389 سعوديا في مرحلة الزمالة التي تلي مرحلة الإقامة، أي ما نسبته 23 بالمائة من العدد الجملي، وهو ما يعني أن السعودية هي أكثر بلد ممثل ضمن هذه البرامج الطبية.


وحذرت المجلة من أن "القرار الحاد والمفاجئ بسحب هذا العدد الكبير من المتدربين السعوديين، من برامج التدريب، لا يؤدي فقط لعرقلة مسيرة هؤلاء الأطباء، الذين استثمروا سنوات طويلة في هذه المرحلة وشارفوا على الانتهاء منها، بل إنه أدى أيضا لتعطيل خدمات الرعاية الصحية التخصصية التي تقدمها المستشفيات التعليمية في مختلف مقاطعات كندا".


وحذرت المجلة من أن السعودية أعلنت اعتزامها نقل طلبة الطب من الكليات الكندية إلى دول أخرى بنهاية الشهر الحالي، ولكن قبولهم في كليات أخرى في الوقت الحالي يبقى أمرا معقدا جدا، وقد صدر عن اللجنة التنسيقية لمتابعة شؤون الطلبة السعوديين في كندا، موقف يدعو الحكومة السعودية لمراجعة قرارها، لما له من تبعات سلبية.