شهدت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مناظرة بين كاتبين إسرائيليين من كبار موجهي الرأي العام، حول تقييمهما لاتفاق أوسلو، بعد مرور ربع قرن على توقيعه بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
فقد ذكر البروفيسور المستشرق آيال زيسر في المقال
الذي ترجمته "عربي21" أن "اتفاق أوسلو الذي أوجد البنية التحتية
للصراع ضد إسرائيل، استقبل بكثير من الحماسة على مستوى العالم، واعتبر اختراقا
تاريخيا للوصول لمصالحة عربية إسرائيلية، وحصل الموقعون عليه على جائزة نوبل
للسلام، لكنه في النهاية انهار، وباتت إسرائيل تجمع شظاياه المتكسرة".
وأضاف زيسر وهو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في
الجامعات الإسرائيلية، أن "اتفاق أوسلو جاء في بدايته ليكون مرحليا لمدة أربع
سنوات، كمرحلة انتقالية لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعني
عمليا الانسحاب شبه الكامل من كافة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقسيم القدس
بين الجانبين، وفي النهاية إيجاد موطئ قدم للاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل".
وأوضح أن "الموقعين على الاتفاق علموا أن نسبة
لا بأس بها من الجمهور الإسرائيلي والعديد من نظرائهم في الحكومة الإسرائيلية وعلى
رأسهم رئيسها اسحق رابين وجدوا صعوبات جدية في تقبل الاتفاق على المدى البعيد،
فيما وجد الفلسطينيون أيضا صعوبات بتقبل بعض بنوده، لأنه تضمن خطوات مؤلمة
كالتنازل عن حق العودة لكل اللاجئين، وإعلان إنهاء الصراع، والاعتراف بإسرائيل
دولة للشعب اليهودي".
اقرأ أيضا: الرجوب: الانفكاك الفلسطيني عن اتفاق أوسلو "قريب جدا"
وأشار إلى أنه "رغم أن الاتفاق هدف لأن يكون
قناة حوار بين الشعبين، مقدمة لإيجاد صيغة متوافقة عليها لحل الصراع، لكن هذه
التجربة فشلت بسبب إخفاق القيادة الفلسطينية في تهيئة جمهورها لتقديم المزيد من
التنازلات للتقدم بعملية السلام، ولم تعلن إدانتها الكاملة للعمليات المسلحة
كوسيلة لتحقيق أهدافها، ما أوجد الكثير من الشكوك والمخاوف في أوساط الجمهور
الإسرائيلي".
وأوضح أن "فشل اتفاق أوسلو تجلى في اندلاع
الانتفاضة الثانية التي أسفرت عن سقوط قتلى إسرائيليين بما يزيد عن أعدادهم خلال
انتفاضة الحجارة الأولى، هذا من الماضي، أما عن اليوم فإن الواقع يقول أن السلطة
الفلسطينية وحماس باتتا أمرا واقعا تقفان في حلق إسرائيل، لا تستطيع ابتلاعهما ولا
إخراجهما".
وختم بالقول إن "اتفاق أوسلو خلق أمام إسرائيل
واقعا إشكاليا، يضع تحديات سياسية وأمنية لا تتوقف، واليوم بعد ربع قرن على اتفاق
أوسلو آن الأوان لإسرائيل للبحث عن حلول خارج الصندوق، وإيجاد طريق جديد لإنقاذ
نفسها من هذا الواقع غير المريح التي وجدت نفسها فيه منذ توقيع أوسلو".
الدبلوماسي الإسرائيلي يوسي بيلين أحد المبادرين
لاتفاق أوسلو رد على زيسر في مقال له ترجمته "عربي21" بالقول إن
"التحديات الماثلة أمام إسرائيل كبيرة وجدية، ولكن تعالوا بنا نتخيل واقعنا
اليوم لو أننا لا نرتبط باتفاق سلام مع الأردن الذي تحقق بفضل أوسلو".
اقرأ أيضا: نتنياهو يدافع عن قانون القومية أمام اعتراض إسرائيلي
وأضاف أن "الفلسطينيين كانوا مستعدين لخوض ربع قرن آخر من الصراع، وهي طيلة حقبة أوسلو، فضلا عن أن الاتفاق أراحنا من التهديد الديموغرافي الذي ما زال يخيف الكثير منا".
وأوضح بيلين وهو وزير القضاء الأسبق، أن "عملية
أوسلو انطلقت عمليا في أبريل 1992 حين بادر إليها تيري رود لارسن رئيس معهد
الأبحاث النرويجية الفافو، وأراد أن يكون المعهد قناة سرية لتذليل العقبات بين
المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقدمت أمامه مكانين للمفاوضات السرية: واشنطن
ولندن، لكن تبين لي أنهما عاصمتان إشكاليتان، فتم الوقوع على خيار العاصمة
النرويجية أوسلو".
وأوضح أنه "بعد شهرين من تعييني مساعدا لوزير
الخارجية الإسرائيلي، تبين لي أن رابين طلب من شمعون بيريس وزير الخارجية عدم
الانشغال بقنوات ثنائية بين إسرائيل من جهة، والأردن والفلسطينيين والسوريين من
جهة أخرى، مما دفعني لعدم إبلاغ بيريس بالقناة النرويجية".
وختم قائلا إنه "تبين لي لاحقا أن بيريس هو
الذي سيدير العملية التفاوضية السرية بأسرها، لأنه لم يكن ليستطيع أن يخفي عن
رابين خطواته ومساعيه تلك".
حملة ضغط إسرائيلية لخفض التمويل الأمريكي للأمم المتحدة
أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وكولومبيا بعد الاعتراف بفلسطين
هجوم إسرائيلي على المناهج الفلسطينية.. لهذه الأسباب