تواصل
مصر جهودها لإبرام مصالحة بين حركتي حماس وفتح، وسط تخوفات من أن تكون الجولة الحالية من المباحثات كسابقاتها، ما يثير تساؤلات حول ما بعد ذلك بالنسبة للقاهرة في حال فشلت وساطتها.
وتصر حركة فتح على تمكين الحكومة بكافة جوانبها، في حين أن حركة حماس، تصر على تطبيق بنود
المصالحة كما نص عليها اتفاقيات القاهرة 2011 و2017، وعلى رأسها إلغاء الإجراءات العقابية، ودمج موظفيها في سلم رواتب السلطة، ما ينذر باحتمالية فشل الجولة الحالية.
اقرأ أيضا: "الكابينت" الإسرائيلي يدرس الأحد خطة ميلادينوف ومصر حول غزة
الالتفاف على عباس
وتعليقا على ذلك، قال المفكر السياسي المصري فهمي الهويدي، إن فشل المصالحة قد يؤدي إلى تطبيق إجراءات تتجاهل رئيس السلطة محمود عباس، وتكون مقدمة لترجمة ما يسمى "
صفقة القرن"، على أرض الواقع، وهو أقوى الاحتمالات.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن السلطات المصرية تريد أن "تحقق نجاحات على الصعيد الخارجي من أي باب، والملاحظ أن هناك حرصا مصريا على إنجاح جهود في غزة، سواء على صعيد المصالحة أو التهدئة مع الاحتلال".
وأوضح الهويدي أن مصر قلقة من انفجار الوضع الإنساني في غزة، وبالوقت ذاته، ما يحدث الآن ليس قرارا مصريا، بقدر ما هو تفاهمات بين ما يسمى بالرباعية الجديدة (مصر، الأردن، الإمارات، السعودية).
وأشار إلى رسائل سابقة لعباس، بأنه إذا لم يقبل بما هو مطلوب، فسيتصرف الآخرون رغم اعتراضه، ما يؤدي إلى تجاهله في أي إجراء تجاه القطاع.
اقرأ أيضا: فيسك: نظرية كوشنر (الأرض مقابل المال).. هل تحل الصراع؟
تهدئة برعاية أممية
أما المحلل السياسي المقرب من حركة حماس، ابراهيم المدهون، فقال إن مصر الآن تتجه وبرعاية أممية للتهدئة في القطاع، متجاوزة السلطة الفلسطينية، بسبب الواقع الذي وصل إليه القطاع، حيث ترى الأطراف الدولية ومعها القاهرة، أنه من الصعوبة موافقة السلطة على شروطها بتحقيق المصالحة.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن مصر معنية على إنجاح ما تم عرضه على حركة حماس والفصائل بغزة، خصوصا المشاريع ذات الطابع التنموي الذي يسهم بتخفيف الحصار، مشيرا إلى أن الإرادة الدولية بما فيها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، لديها التوجه إلى تهدئة أجواء القطاع، في ظل التوترات الحاصلة في المنطقة.
كيان في غزة
من جهته، قال المحلل السياسي الفلسطيني وائل المبحوح، إن السيناريوهات المصرية المتوقعة تجاه غزة متعددة منها "الإعلان بشكل غير مباشر عن كيان مستقل في القطاع، يرتبط بمصر مباشرة إداريا واقتصاديا، مشيرا إلى أن هذا السيناريو مشابه لسيناريو القطاع قبل نكسة 1967، ولكن دون تواجد مصري ميداني على أراضي القطاع".
اقرأ أيضا: تحليل إسرائيلي: دلائل متزايدة حول انفراجة محتملة في غزة
إشراف دولي
ولم يستبعد المبحوح في حديثه لـ"
عربي21"، سيناريو إشراف قطاع غزة تحت الإدارة الدولية، مستدلا بذلك إلى ما روج إليه المبعوث الدولي للأمم المتحدة في غزة نيكولاي ميلادينوف، بخطته لإنعاش القطاع، بأموال يتم تجنيدها من خلال المجتمع الدولي.
وحول الحراك الذي يقوده المبعوث الأممي بالتعاون مع مصر، أشار المبحوح، إلى أن الأحوال الإنسانية الصعبة في القطاع، تعطي الفرصة لأمريكا والمجتمع الدولي لعرض خيارات أخرى اقتصادية مقابل السلام، مضيفا أنه الطرح ذاته الذي يروج له رجل الأعمال الفلسطيني المقيم في أمريكا عدنان المجلي.
وأوضح، أنه لولا الحراك المستمر في القطاع مثل مسيرات العودة أو الاستعداد العسكري وجاهزية المقاومة، لما كان الحراك الدولي.