أفردت الصحافة الإسرائيلية الأحد، مساحة للحديث عن تطورات الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية في قطاع غزة، والتي قد تفضي لاتفاق تهدئة بين "حماس" و"إسرائيل" برعاية مصرية وأممية، في ظل إمكانية إبعاد السلطة الفلسطينية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير
أعدته الصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري، إنه "في ظاهر
الأمر نحن أمام وضع مشوق؛ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألغى زيارته لكولومبيا،
وكبار قادة حماس، وعلى رأسهم صالح العاروري الخطير جدا، وصلوا إلى غزة؛ والحديث يدور عن
موضوع جدي".
وأوضحت أن هذا الوضع "يتلقى انعطافة أخرى عندما
تعقد قيادة حماس لقاء عاديا في القاهرة، وتنطلق للقطاع كي توسع دائرة المشاركين،
حيث تتجول في الميدان وتتخذ القرارات"، معتبرة أن "المشوق في القصة؛ أن
اسرائيل بالضبط مثل حماس، معنية في أن تتحقق التسوية عبر مصر".
ونبهت إلى أن الحديث يدور عن "تسوية مع غزة فقط دون
الضفة؛ وهذا يعني أن عيوننا منصبة على القطاع"، مضيفة أنه "إذا نجحت
الأمور، فإنه سيكون في نهاية المطاف اتفاقا بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية ومشاركة
ممثل الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، ومبعوث قطر محمد العمادي للتمويل
المالي".
اقرأ أيضا: محللون سياسيون يقرأون حراك التهدئة في غزة.. هل ينجح؟
وأشارت الصحيفة إلى أن "الاتفاق الذي تطبخه
القاهرة يتضمن؛ وقف إطلاق النار لخمس سنوات (مع خيار التمديد)، ووقف الأعمال
العدائية بين غزة واسرائيل، وإزالة الحواجز الاقتصادية عن القطاع، وجلب متبرعين
يمولون كهرباء القطاع وإعادة الإعمار".
وفي المرحلة التالية، "إقامة ميناء في الإسماعيلية
ومطار في سيناء"، بحسب الصحفية الإسرائيلية التي نوهت إلى أنه في المرحلة
الأخيرة، هناك "صفقة تبادل للأسرى؛ علما بأن حماس وإسرائيل غير راضيتين عن هذه
الصيغة"، على حد قول الصحيفة.
ورأت أنه "من المهم التركيز على ما لا يذكر في
الاتفاق؛ وهو العلاقة بين قطاع غزة وبين الضفة الغربية؛ وكأن الحديث يدور عن
كيانين منفصلين"،
مضيفة أن "السلطة الفلسطينية، إن شاءت فستقيم علاقات مع الأردن، وغزة تقيم
بالتدريج علاقات وثيقة مع مصر، لدرجة أنهم لن يحتاجوا تقريبا لمعبر كرم أبو سالم
لنقل البضائع لغزة".
وحول وضع السلطة الفلسطينية مما يجري، قالت الصحيفة
إنه "من المشوق أن نرى ما هي ردود فعل السلطة؛ في لحظة يبعدون وفي لحظة يمكن
استدعاؤهم"، مبينة أنه "في لحظة واحدة كل شيء يمكن أن ينهار، وعندها
ستقع جولة قتال عنيفة بين إسرائيل وحماس؛ كل الأطراف تفهم هذا".
أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وفي تقرير
أعده محللها للشؤون العربية تسفي برئيل، نوهت إلى أن الحديث يدور عن "ستارة
كثيفة من التقديرات والتخمينات بخصوص التفاهمات التي توصلت إليها حماس وإسرائيل
ومصر".
اقرأ أيضا: عائلتا "شاؤول" و"هدار" تعلقان على حراك التهدئة.. هذا طلبهم
وأوضحت أنه جرى وضع "مقترحين على جدول الأعمال
لبحثهما، الأول قدمته مصر ويضع على رأس سلم الأولويات المصالحة الفلسطينية، وتبادل
الأسرى، وموافقة على وقف طويل المدى لإطلاق النار، وبعد ذلك إقامة حكومة فلسطينية
موحدة تعد للانتخابات".
وأما المقترح الثاني الذي قدمه مبعوث الامم المتحدة
نيكولاي ميلادينوف، فـ"يركز على المجال الاقتصادي ويضع موضوع تبادل الأسرى على
رأس سلم الأولويات"، موضحة الصحيفة أن "إسرائيل ستسمح بموجب هذا
المقترح، بنقل البضائع لغزة بمستويات كبيرة، وبتدفق حوالي نصف مليار دولار لتطوير
القطاع، وإقامة محطات لتحلية المياه، وزيادة الكهرباء للقطاع ومنح تصاريح عمل كثيرة
لسكان غزة".
ورأت الصحيفة، أن المقترح المصري والأممي "يكمل
كل منها الآخر"، مؤكدة أن "الصعوبات كالعادة تكمن في التفاصيل".
وحول التمويل، كشفت الصحيفة أن "مصر تعارض أن
تقوم قطر بالتمويل"، موضحة أن "الدول المانحة تستطيع تجنيد المبلغ، لكن
الشرط أن تكون هناك حكومة مسؤولة ومتفق عليها تقوم بتسلم الأموال، كما أن الشروط
تقتضي التوافق بين فتح وحماس، أو أن تكون مصر هي التي تشرف على طرق استثمار
التمويل".
وأضافت أن "مصر طلبت من السلطة قبول العرض
وتسريع عملية المصالحة، لكن رئيس السلطة محمود عباس، طرح 14 تحفظا يمكنها إفشال
تطبيق العرض"، منوهة إلى أنه "بدون مصالحة ستضطر مصر لتقرر ما إذا كانت
سترفع يديها عن السلطة وتتحول بنفسها لشريك فعال في الاتفاق".
وقدرت أن "فتح مصر لمعبر رفح دون انتظار موافقة
السلطة، يدل على أنها مستعدة للتقدم في قناة مستقلة إزاء حماس، حتى لو كان تفسير
ذلك استمرار القطيعة بين حماس وفتح وخرق اتفاق الرباعية"، منوهة إلى أن
"استمرار الانقسام بين فتح وحماس يخدم إسرائيل".
اقرأ أيضا: "فتح" تهاجم "حماس" لحراكها حول التهدئة.. والأخيرة تعلق
ولفتت "هآرتس"، إلى التغير الذي حدث في
السياسية الإسرائيلية تجاه "حماس"، والتي كانت في البداية تعارض لقاء ممثلين دوليين كبار مع قيادة "حماس"، حتى أصبحت اليوم "تقوم بنقل مواقفها من
خلال ميلادينوف؛ الذي تشجع تحركاته".
واستكملت قولها إن "هذه السياسة تدل على أن
إسرائيل توافق على أن ترى في حماس مسؤولة ليس فقط عن كل نشاط عسكري في غزة، بل أن
تكون جهة حاكمة لها صلاحيات ومسؤولة عن تطبيق التفاهمات الاقتصادية والإدارية في
حال تم التوصل إليها".
وفي ظل هذا الموقف، فإن "إسرائيل ستضطر لقبول
حكومة فلسطينية قد تتشكل بمشاركة حماس والسلطة، وتحظى بشرعية دولية"، مضيفة
أنه "في نفس الوقت فإن إسرائيل ستحظى بحليف مهم لإدارة شؤون القطاع؛ وهي مصر
السيسي؛ حيث إنها هي التي سترسم الخطط وتشرف على تنفيذ التفاهمات مع حماس لصالحها وصالح تل
أبيب".
واعتبرت الصحيفة أن "مشاركة مصر بالنسبة
لإسرائيل؛ هي نعمة وفرت عليها شن عملية عسكرية واسعة وخطيرة في غزة، غير أنه سيكون
لهذه النعمة ثمن سياسي عندما سيطلب من إسرائيل الاستجابة لطلبات القاهرة بتنفيذ ما
يتعلق بإدارة قطاع غزة وتطبيق الاتفاقات مع حماس".
عائلتا "شاؤول" و"هدار" تعلقان على حراك التهدئة.. هذا طلبهم
يديعوت: 48 ساعة حاسمة تحدد مصير الحرب في غزة
"هآرتس": هذه الأسباب تدفع إسرائيل لشن حرب على غزة