سياسة عربية

رحلة العودة للوطن.. فلسطينيون بالشتات يعودون للبحث عن الجذور

يقدر عدد الفلسطينيين في العالم حوالي 12.37 مليون نسمة - عربي21

تعود كل من رشا (الدنمارك) و يولا جانا (أمريكا) السبت القادم للبحث عن أصولهن وتراثهن في فلسطين بعد أن ولدن في الشتات.


ترجع جذور رشا إلى مدينة غزة، أما يولا وجانا تعود أصولهن إلى مدينة بير زيت، شابات يحلمن بالعودة إلى الوطن بعد هجرة ذويهم من فلسطين قبل عشرات السنوات.


تحاول جانا التي لا تجيد اللغة العربية، أن تطلع بشكل مباشرة على حياة الفلسطينيين وتتعرف أكثر على أصولها، لتشكل وعيا مختلفا لدى أقرانها من طلبة الجامعات في أمريكا حول الثقافة والهوية الفلسطينية، وتزويدهم بمعلومات حقيقية غير ما يورده الإعلام الأمريكي بخصوص ما يجري في فلسطين.

 


ينخرطن الشابات العشرينيات في برنامج تنظمه مؤسسة "اعرف تراثك"، تقوم بترتيب زيارات بالتعاون مع مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، يقوم البرنامج بترتيب زيارات لشباب فلسطين في الشتات من أعمار 18-35 سنة ممن يعيشون في الدول الغربية.                                                   
وتسعى الشابات الثلاث للبحث عن هويتهن الفلسطينية. تقول رشا لـ"عربي21" إنها "تسعى لتكون سفيرة في الدنمارك للقضية الفلسطينية، ومناصرة للقضية من خلال تشكيل جمعية خاصة لذلك، ونقل صورة مختلفة عما ينقله الإعلام الغربي حول طبيعة الصراع العربي الفلسطيني".

وحسب راتب الربيع المدير التنفيذي لـ"اعرف تراثك"، فإن الزيارات تقوم على" ربط الشباب الفلسطيني في الشتات بوطنهم فلسطين، وذلك من خلال العمل على خلق مجموعة من المدافعين و المتعاونين معا من أجل توحيد الفلسطينيين. إذ نظمت المؤسسة زيارات لأكثر من 275 مشاركا من 17 دولة و 5 قارات".

 

 



يقول ربيع، لـ"عربي21"، إن "فكرة البرنامج بدأت قبل سبع سنوات كبرنامج قيادي، ليصبح فيما بعد حركة عالمية، تسعى لإيقاظ العملاق الفلسطيني النائم في دول الاغتراب بطريقة إيجابية، ليأخذ دوره المحوري الطبيعي في بناء فلسطين والدفاع عن قضاياها".

مشددا على ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس فلسطينيي الخارج، وخصوصا الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في دول غربية.


ولا تنتهي المهمة عند زيارة فلسطينيي الشتات لمدنهم، إذ تسعى مؤسسة "اعرف تراثك" على خلق مجموعة من القياديين في الشتات الذين يتجذرون في الثقافة والتاريخ والتقاليد الفلسطينية، ويكرسون أنفسهم للعمل كسفراء للسلام والعدالة".

وحول أهداف المشروع، يقول ربيع، لـ"عربي21" إنه يسعى إلى: "تعزيز فهم المغتربين لفلسطين وذلك لتسهيل العمل معا من أجل تحسين فلسطين، وخلق صلة دائمة بين المغتربين وفلسطين، وذلك للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية وتقويتها، بالإضافة إلى  تقوية العلاقات بين الفلسطينيين في الشتات والمقيمين في فلسطين، وتعزيز مفهوم فلسطين كأرض الفرصة والقداسة، إلى جانب تعزيز فلسطين كوجهة أولى لجميع الفلسطينيين".

وتدعو مؤسسة "اعرف تراثك"  فلسطينيي الشتات من جميع الأعمار إلى المشاركة في جولة عائلية تعليمية في فلسطين، واكتشاف هويتهم  وفهم السياق الفلسطيني وأن يعيدوا ارتباطهم بجذورهم.

وسيقوم المشاركون بالالتحاق ببرنامج اكتشف فلسطين خلال الزيارة، لمعرفة هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم الفلسطينية، فضلا عن فهمهم للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الفلسطينية، من خلال جولة تعليمية وميدانية يشهدون فيها حياة الفلسطينيين اليومية، ويتعلمون عن تحدياتهم، ونضالاتهم ونجاحاتهم.

يؤكد الربيع أن "اعرف تراثك" حقق نجاحا كبيرا بعد أن أصبح  الشباب الفلسطيني في الشتات أكثر تواصلا مع وطنهم الأم، وأصبحوا فاعلين أكثر من أي وقت مضى، من خلال إيقاظ الضمير الفلسطيني، وبات هؤلاء الشباب يشتركون بفاعلية في الأنشطة والفعاليات المختلفة وفي حملات الضغط والمناصرة، ويعملون معا ليثقفوا أقرانهم عن فلسطين بكل تفاصيلها وحيثياتها وعلى كل المستويات".

وكان جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، قدر في عام 2016 عدد الفلسطينيين في العالم حوالي 12.37 مليون نسمة.