رياضة دولية

تعرف على الإشارة التي استفزت 3 دول بمونديال روسيا (شاهد)

نكأت الإشارة جراحا سياسية وعرقية بين كوسوفو وصربيا وتحفظ عليها مدرب منتخب سويسرا- تويتر

أثارت الإشارة التي رفعها اللاعبان الألبانيان في صفوف المنتخب السويسري، غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، احتفالا بالهدفين في شباك المنتخب الصربي، بالمونديال الروسي 2018، ردود فعل واسعة في كوسوفو وسويسرا وصربيا، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي العربية والأوروبية.


ونكأت إشارة اللاعبين السويسريين من أصل كوسوفي جراحا سياسية وعرقية، واستعادت التاريخ الدموي للبلقان ضد الألبان، كون الإشارة تعبر عن "النسر المزدوج" الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر.


وفي الوقت الذي شن فيه الإعلام الصربي هجوما حادا ضد اللاعبين الألبانيين واعتبرت إشارة "النسر المزدوج" استفزازا صريحا للجماهير الصربية، أشاد الإعلام في كوسوفو بـ"الظهور الرائع" للاعبين وكان العنوان المهيمن بالصحف ووسائل الإعلام في كوسوفو "تشاكا وشاكيري يسقطان صربيا".

 

 

 


وهاجر اللاعبان الألبانيان أراضي بلديهما بفعل عمليات التهجير تحت الحكم الصربي للأراضي السويسرية؛ حيث هاجر شاكيري عندما كان طفلًا، بينما فعل تشاكا عندما هاجرت عائلته قبل ولادته.


وفازت سويسرا في الثواني الأخيرة على صربيا بالمباراة التي أقيمت الجمعة في كالينينغراد بهدفين مقابل هدف واحد، وما إن سجل شاكيري هدف الفوز، حتى توجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديه على صدره بشكل معاكس، راسما شارة "النسر المزدوج". وسبقه إلى ذلك مسجل الهدف السويسري الأول، تشاكا الذي تعود أصوله أيضا إلى كوسوفو.

 

اقرأ أيضا : فوز سويسري بنكهة الانتصار لكوسوفو على صربيا

فتح اللاعبان عريضا باب التاريخ. كوسوفو، الإقليم ذو الغالبية المسلمة الواقع شمالي ألبانيا، شرع في حملة انفصال عن صربيا عام 1998. وقمع نظام بلغراد محاولات الانفصال المسلحة بقوة، ما دفع حلف شمال الأطلسي إلى التدخل في آذار/مارس من نفس العام، وشن غارات على العاصمة الصربية، فاضطرت قواتها إلى الانسحاب من كوسوفو بعد 78 يوما. وبعد عشرة أعوام من إدارة الأمم المتحدة، أعلن الإقليم استقلاله بعد نزاع حصد 13 ألف قتيل.

 

 

 


وعلى الرغم من أن كوسوفو باتت دولة مستقلة اعترفت بها أكثر من مئة دولة (لا تشمل صربيا وخمس دول من الاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين)، إلا أنها لا تزال متعلقة عاطفيا بـ"الأمة الألبانية".


وحضر النسر الألباني في ملعب المباراة بكامل رمزيته في مواجهة المشجعين الصرب الذين يرفضون الإقرار باستقلال كوسوفو. وتعرض شاكيري لاعب وسط ستوك سيتي الإنكليزي حاليا وبايرن ميونخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي سابقا، لصافرات الاستهجان طوال الدقائق التسعين، وفجر فرحته مع الهدف بالركض في أرض الملعب وخلع قميصه احتفالا.

 

 

 


هذه المشاعر العاطفية لم ترق للمدرب السويسري فلاديمير بتكوفيتش الذي شدد بعد المباراة على انه "لا يجب المزج أبدا بين السياسة وكرة القدم".


توجه أيضا إلى الجمهور الصربي بالقول: "من الجيد أن تكون مشجعا... من المهم أيضا أن تظهر الاحترام"، مضيفا أن "من الواضح أن المشاعر خرجت (إلى العلن). أعتقد أنه يتوجب علينا الابتعاد عن السياسة في كرة القدم إن كان داخل الملعب أو خارجه، ويجب أن نركز" على اللعبة.


برر شاكيري ما قام به بالقول: "في كرة القدم ثمة مشاعر دائما، وفي إمكانكم رؤية أن ما قمت به هو (التعبير عن) المشاعر وحسب. أنا سعيد بتسجيل الهدف، هذا كل ما في الأمر".


المشاعر تكتسب قيمة مضاعفة لدى تشاكا مسجل هدف التعادل في الدقيقة 52؛ فوالده كان معتقلا في السجون الصربية خلال الثمانينيات.


وما إن انطلقت صافرة نهاية المباراة، حتى غرد رئيس كوسوفو هاشم تاشي مهنئا اللاعبين وسويسرا على "الفوز المستحق تماما. فخورون بكم! كوسوفو تحبكم!".