تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، عن الحراك الأمريكي بالمنطقة، في محاولة لإقناع الأطراف العربية والإسرائيلية بقبول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، أو ما باتت تعرف بـ"صفقة القرن".
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها، أن "مسؤولين
كبارا في البيت الأبيض، أكدوا أن واشنطن ستقدم مبادرة السلام التي يعمل
عليها المبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلت ومستشار الرئيس الأمريكي وصهره جارد
كوشنر على مدار الشهور الماضية؛ كمقترح لقاعدة مفاوضات مباشرة بين
إسرائيل والفلسطينيين، دون عرض صيغة مفصلة".
وتابعت الصحيفة: "المقترح الأمريكي يطالب رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول المبادرة أو
رفضها كما هي"، مشددة على أن "مبعوثي ترامب يجب أن يتعلما من تجربة
أسلافهما، كي يمتنعا عن السقوط في أفخاخ قديمة"، بحسب تعبيرها.
وأكدت أن "الصيغة ينبغي أن تعرض إقامة دولة
فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهي ملزمة بأن تتضمن اقتراحات لترسيم الحدود بين
الدولتين، فلا معنى للشروع في مفاوضات مفتوحة دون التوافق على خريطة طريق وجدول
زمني"، معتبرة أن "صيغة تتجاهل الحاجة إلى جواب سياسي لنزاع هو في
طبيعته قومي، ويحاول نقل الحلول إلى حقل الاقتراحات الاقتصادية والاحتفالات الفارغة
من المضمون؛ ستفشل".
اقرأ أيضا: كوشنر يلتقي نتنيناهو في القدس وغرينبلات يهاجم الفلسطينيين
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه "من المهم أن
تستند المبادرة إلى المبادئ التي كانت في أساس المفاوضات في الماضي من مدريد
وأوسلو، إلى جانب المبادرة السعودية"، مبينة أنه "لا يوجد سبيل آخر لربط
الدول العربية في المساعدة في تقدم المبادرة إلى الأمام".
ولفتت إلى أن "المسؤولين في البيت الأبيض قالوا
إن في نيتهم نشر المبادرة وكشف تفاصيلها للجمهور، بعد أن تعرض على زعماء
المنطقة"، مشيرة إلى أن "النشر والكشف حيويان، لأنهما سيلزمان نتنياهو
وعباس بالرد علنا على المبادئ التي يقترحها ترامب".
وذكرت أن "أحد الأخطاء الجسيمة لإدارة الرئيس
الأمريكي السابق باراك أوباما، كان أن المباحثات مع نتنياهو وعباس دارت بالسر،
وهكذا كان بوسع الزعيمين التملص من طرح مواقف واضحة وإعطاء تفسيرات لشعبيهما"،
منوهة إلى أن "تحدي كوشنر وغرينبلت غير بسيط، في ظل مقاطعة عباس لواشنطن منذ
نقل السفارة إلى القدس، ووقوف نتنياهو على رأس حكومة الرفض التي تسعى إلى الضم
الزاحف للضفة، والاستعداد لحرب هدامة في غزة".
من جهتها، أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية
في افتتاحيتها الجمعة، أن "هناك تخوفا في إسرائيل من إمكانية أن تتضمن خطة
السلام الأمريكية بنودا كفيلة بمنح الفلسطينيين ريح إسناد"، وفق قولها.
إقامة قنصلية
وأوضحت أنه "حسب التقديرات، ستتضمن الخطة
الأمريكية طلب التخلي عن السيادة الإسرائيلية في أربعة أحياء في القدس تقع خلف
الخط الأخضر، إلى جانب إقامة قنصلية في شرقي القدس، تعويضا عن اعتراف الولايات
المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها".
وبينت صحيفة معاريف أن "القنصلية إذا ما أقيمت
في شرقي القدس بالفعل، ستمنح خدمات للمواطنين الفلسطينيين المحليين"، منوهة
إلى أن الفريق الأمريكي الموجود في المنطقة يسعى إلى نيل تأييد العالم العربي
لصفقة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي الإطار ذاته، قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة
"هآرتس" عاموس هرئيل، إن "الأمريكيين سيقترحون على الفلسطينيين أبو
ديس كعاصمة وليس شرقي القدس، مقابل انسحاب إسرائيل من ثلاثة إلى خمسة قرى وأحياء
عربية في شرقي وشمالي المدينة، وستبقى البلدة القديمة في أيدي إسرائيل".
اقرأ أيضا: ميدل إيست آي: صفقة القرن ملامحها مكشوفة وستفشل
وأضاف هرئيل أن "مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد
ترام قاما في هذا الأسبوع بجولة مكثفة في عواصم المنطقة، والتاريخ المحدد لعرض خطة
سلام الرئيس غير واضح، لكن بالتدريج بدأت تتراكم تفاصيل تبدو موثوقة جدا عما يتوقع
أن تتضمنه".
وأفاد الكاتب الإسرائيلي بأن "ترامب لن يشمل في
اقتراحه إخلاء المستوطنات المعزولة، ولا حتى الكتل الاستيطانية، إضافة إلى أن غور
الأردن سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، والدولة الفلسطينية ستبقى دون جيش
ودون سلاح ثقيل"، مرجحا أنه "إذا كان هذا هو حقا الاقتراح النهائي،
فإنها ستعتبر كدولة منقوصة وبعيدة جدا عن المطالب الفلسطينية، لذلك من المعقول
أنهم في رام الله لن يوافقوا على هذه الخطة كخطة يمكن منها البدء في
المفاوضات".
سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين تلاحقها في 3 دول كبرى
هذه الأسباب الحقيقية لإلغاء مباراة الأرجنتين بالقدس
ترجيح إسرائيلي بوقوف قطر وراء إلغاء مباراة الأرجنتين