نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي تختفي وراء استقالة المدرب الفرنسي، زين الدين
زيدان، من منصب مدرب فريق
ريال مدريد الإسباني. وبشكل عام، يمكن تلخيص هذه الأسباب في ثلاث نقاط.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن قرار زين الدين زيدان المفاجئ أثار شكوكا حول سياسة تعاقد الفريق الملكي مع المدربين، وحول مدى الإرهاق الذي أصيب به زيدان خلال ثلاث سنوات من إدارة هذا الفريق الإسباني، مما دفعه إلى الاستقالة. وفي هذا السياق، يتمثل السؤال الذي يتردد بقوة في "ما الذي دفع زين الدين زيدان إلى الاستقالة من فريق ريال مدريد؟
وبينت الصحيفة أن المدرب الفرنسي أعلم فلورينتينو
بيريز بقرار رحيله يوم الأربعاء، وناقش الموضوع في مكتبه. كما كان سيرخيو
راموس على دراية بهذا القرار. وفي وقت لاحق، أرسل زيدان رسالة إلى كامل فريقه، الذي كان من المتوقع أن يتصل بعناصره شخصيا ليعبر عن شكره لهم على مجهوداتهم في الفريق.
وفي وقت سابق، فكر زيدان مليا في هذا القرار لأسباب عديدة؛ أولها استنزاف طاقته وإرهاقه، فضلا عن الخلاف بينه وبين كل من خوسيه أنخيل سانشيز وفلورنتينو بيريز حول مسألة التعاقد في الفريق. ومن العوامل الأخرى التي دفعت زيدان إلى الاستقالة، يمكن الحديث عن مسألة التجديد العميقة لأعضاء الفريق الذين تقدموا في السن، والمهمة الصعبة لتهدئة الغرور المتنامي لرونالدو وبيل.
ونقلت الصحيفة عن فلورينتينو بيريز الذي بدا عليه الحزن خلال الندوة الصحفية، أنه "بعد الفوز بهذا اللقب الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا، يعد قرار زيدان غير متوقع". وأضاف "إنه يوم حزين، لكن زيدان يعلم أن أحببته عندما كان لاعبا، وعند توليه مهام تدريب الفريق، كما أرغب في أراه دائما إلى جانبي. أريد أن أشكره على كل ما قام به وعلى سلوكه المثالي".
وأوردت الصحيفة أن السبب الأول الذي دفع زيدان إلى مغادرة الفريق الملكي يكمن في "اللحظات الصعبة والمعقدة، واللحظات العصيبة خلال الموسم". وقد نطق زيدان بهذه العبارات رافضا تبرير رحيله بالإشارة إلى أي شخص كان، ودون أن ينحرف عن أسلوبه الأنيق الذي اعتاد التعامل به.
ومن المؤكد أن زيدان يعني باللحظات الصعبة تلك التي وقف خلالها إلى جانب لاعبيه على الرغم من معارضة رئيس الفريق لهم. كما أن البعض من هذه الحالات أزعجت زيدان، مما دفعه إلى الرحيل.
وكشفت الصحيفة عن السبب الثاني الذي يكمن في الخلاف حول مسألة التعاقد مع عناصر جديدة في صلب فريق ريال مدريد. وعلى وجه الخصوص، أثارت مسألة التعاقد مع كيبا جدلا واسعا في مكاتب سانتياغو برنابيو. كما أن بيريز مصمم على تعزيز حراسة الفريق بعنصر لا يستجيب لرغبة المدرب.
في المقابل، يدعم زيدان كيلور نافاس وبقوة، خاصة وأنه حامي صعود ابنه لوكا زيدان إلى الفريق الأول. في الآن ذاته، سبب إصرار رئيس الفريق على التعاقد مع حارس جديد إحباط زين الدين زيدان.
ونقلت الصحيفة أن مسألة تحسين عقد رونالدو ومساعدته على تسديد غرامة التحيّل الضريبي قد استنزفت قوى زيدان وسببت إرهاقه. كما عاش زين الدين زيدان حالة عدم ارتياح خاصة وأنه الشخص الذي أشرف على نقل التهديدات بين رونالدو وبيريز.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيدان لم يتحدث عن أسباب انزعاجه، لكن عدم الاهتمام والتجاهل الذي لاقاه تجاه قراراته المتعلقة بمسألة التعاقد قد دفعه إلى مغادرة الفريق. وبشكل عام، ولدت التعاقدات التي أشرف عليها سانشيز الكثير من الخلافات بين المدرب والمدير العام للفريق. ومن اللاعبين الذين لا يتوافقون مع توقعات زيدان والذين تم التعاقد معهم نذكر مايورال، وسيبايوس، ويورانتي.
وأوضحت الصحيفة أن السبب الثالث يكمن في عدم الإصغاء إلى تحذيرات ونصائح زيدان وأخذها بعين الاعتبار، خاصة وأنه يعتبر أن دورة فريقه قد انتهت. عموما، تجاوز لاعبون مثل سيرخيو راموس، وكريستيانو، وبنزيما سن الثلاثين، وهو أمر لن يساعد زيدان على كسب المزيد من الألقاب.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الندوة الصحفية كشفت عن أمر آخر، ألا وهو عدم الحسم بعد في مسألة من سيخلف زيدان في تدريب الفريق. علاوة على ذلك، لا زال من غير الواضح ما إذا سيختار بيريز مدربا من بين عناصر لعبت بين صفوف الفريق الملكي، أو سيلجأ إلى مدربين أجانب. وفي هذا الصدد، يبدو أن المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو من الخيارات المفضلة لدى بيريز.