نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا أعده غيدون ريزنيك، يقول فيه إن السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي يعاني من مرض سرطان الدماغ وهو في المراحل الأخيرة، سلم بنفسه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق (أف بي آي) جيمس كومي، ملفا مليئا بالأدلة التي تدين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال إنه وافق على تسليم كومي الملف الذي صار يعرف بـ"الإضبارة".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن اعتراف ماكين جاء في كتابه الذي سيصدر حديثا تحت عنوان "موجة لا تعرف الكلل: الأوقات الجيدة والمعارك العظيمة وغيرها من العلامات البارزة"، ونشر موقع "ديلي بيست مقتطفات منه.
ويورد ريزنيك نقلا عن ماكين، قوله إنه شعر بالقلق عندما حصل على الوثائق، ولم يدر ماذا يفعل، مشيرا إلى أن ماكين وافق على تلقي الملف، ويقول: "قمت بمراجعة محتوياته، وكانت الاتهامات مثيرة للقلق، لكني لم أعلم إن كانت صحيحة أم لا، ولم أستطع التحقق من صحتها بشكل مستقل، ولهذا تصرفت كأي أمريكي يهمه أمن بلاده"، وسلم الوثائق لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك جيمس كومي، وأعلمه بالطريقة التي حصل فيها عليها.
وينقل الموقع عن السيناتور، الذي اعتقل أثناء حرب فيتنام وعذب، قوله إن لقاءه مع كومي لم يستمر أكثر من 10 دقائق، وبأن مواد الملف جمعت منذ 2015، بطلب من أنصار الحزب الجمهوري، الذين انتقدوا بشدة نهج ترامب وعلاقاته.
ويلفت التقرير إلى أن ماكين كتب أنه عندما تبين أن ترامب هو الأوفر حظا لنيل الترشح باسم الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، فإن الحزب توقف عن تمويل جمع الملف الذي يدين ترامب، مستدركا بأن الحزب الديمقراطي المنافس قرر مواصلة جمع هذه الأدلة.
ويكشف الكاتب عن أن الملف يؤكد، بحسب ماكين، أنه توجد لدى الأجهزة الأمنية الروسية المتخصصة، معلومات تدين ترامب، ويمكن أن تسيء لسمعته، فيما كذّب الرئيس الأمريكي الأدلة التي تدينه بذلك كلها، ووصفها بالمزورة، وبأنها محاولة "لصيد الأشباح"، لافتا إلى أن الملف الذي يتحدث عنه ماكين هو ذلك الذي أعده عميل المخابرات البريطانية السابق كريستوفر ستيل.
ويفيد الموقع بأن ماكين يكتب في الكتاب أنه تحدث في تشرين الثاني/ نوفمبر مع سير أندرو وود، وهو دبلوماسي بريطاني سابق في منبر الأمن، الذي عقد في هاليفاكس، وهو الذي أطلعه على عمل ستيل، وبعدها سافر مدير حقوق الإنسان والحريات الإنسانية في معهد ماكين، ديفيد كريمر، إلى لندن لمقابلة ستيل، مشيرا إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" نشرت أن ستيل قابل مسؤولين أمريكيين في روما لمناقشة ما توصل إليه.
وينو التقرير إلى أن ماكين يروي كيف أنه أودع الملف في خزنة الأمانات في مكتبه، واتصل مع مكتب كومي طالبا مقابلة معه، قائلا: "أريد مقابلته في أقرب وقت يناسبه، وسلمته الملف، وأعلمته بالطريقة التي حصلت فيها عليه.. وقلت: لا أعلم ماذا أفعل به، وأثق في قدرة (أف بي آي) على فحصه بدقة، والتحقيق في المزاعم الواردة فيه، وبهذا شكرت المدير وغادرت، ولم يستغرق اللقاء كله عشر دقائق، وفعلت ما يمليه علي الواجب".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن ماكين يستعيد في الكتاب فصول حياته، ويبدو ناقدا شرسا لترامب، ويكتب ماكين أن ترامب "فشل في التفريق بين أفعال حكومتنا وجرائم الحكومات الديكتاتورية.. يبدو أن الظهور بمظهر المتشدد وعروض الواقع يهمانه أكثر من قيمنا".
بوليتكو: هل تقود المواجهة في سوريا لحرب عالمية ثالثة؟
فايننشال تايمز: لماذا ينحسر دور أمريكا في الشرق الأوسط؟
لوس أنجلوس تايمز: ما فرص المواجهة الأمريكية الروسية بسوريا؟