ملفات وتقارير

عباس يفتح خطا ساخنا مع زعماء لمنع فعاليات الرفض "للوطني"

عباس تواصل مع مدير مخابراته مع عدد من المسؤولين والزعماء العرب لحثم على منع اية فعالية ضد جلسة المجلس الوطني- جيتي

كشفت مصادر قيادية بحركة حماس لـ"عربي21" عن قيام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باتصالات مباشرة مع عدد من الزعماء والمسؤولين العرب لحث دولهم على منع أية فعاليات مناوئة أو مشككة بشرعية جلسة المجلس الوطني المزمع عقدها في رام الله  الإثنين المقبل 30 نيسان / ابريل الجاري.

 

وقالت المصادر إن  عباس اجرى اتصالات هاتفية مباشرة بعدد من المسؤولين العرب وطلب منهم التدخل لمنع إقامة فعاليات سياسية معارضة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله الاثنين المقبل، وهو ما تم بالفعل في لبنان حيث تلقت الحركة تعليمات بمنع إقامة أية فعاليات بهذا الخصوص.

 

وكشفت أيضا أن رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج أجرى بدوره اتصالات بعدد من المسؤولين الأمنيين في عدة دول طالبا منهم مساندة ما أسماه "شرعية محمود عباس في هذا الوقت العصيب"، مشيرا إلى أن الخوف من طرف أبو مازن يدلل على مدى شعوره الفعلي بانعدام شرعية الجلسة وخوفه من نزع الشرعية عنها.

 

اقرا أيضا : أكثر من 100 عضو في "الوطني الفلسطيني" يطالبون بتأجيل عقده

 

بدوره قال مسؤول الإعلام المركزي في حركة "حماس" بالخارج رأفت مرة، إن الحركة تلقت تعميما رسميا برفض السلطات بلبنان السماح بإقامة أية فعاليات مناوئة لجلسة المجلس الوطني المقبلة.

 

ولفت مرة إلى أن فصائل العمل الوطني المختلفة في لبنان تقوم حاليا باتصالات ومتابعات وجهود مع السلطات اللبنانية لإيصال صوت الفصائل الرافضة لجلسة المجلس الوطني، خصوصا وأنها جاءت مخالفة بالكلية لمقررات جلسة اجتماع بيروت التي جرى فيها الاتفاق على كامل تفاصيل الجلسة التي خالفها عباس.

 

وقال في تصريح خاص بـ"عربي21" إن فصائل العمل الوطني بلبنان ستواصل بكل السبل المتاحة إيصال صوتها الرافض لجلسة المجلس، منوها لحملة أطلقتها في موقع فيسبوك تحمل هاشتاغ" مجلس_ مش_ وطني".

 

وكانت "عربي21" كشفت في وقت سابق عن وجود جهود واتصالات تجريها حركة حماس وفصائل فلسطينية؛ للرد على خطوة رئيس السلطة محمود عباس بعقد المجلس الوطني وفق تركيبته الحالية، عبر مجموعة من الخطوات العملية، قبيل انعقاد المجلس الوطني.

 

اقرا أيضا : الهباش يهاجم مسيرة العودة وحماس ورافضي "الوطني" (شاهد)
 
يأتي ذلك في ظل المقاطعة الواسعة من قبل الفصائل الفلسطينية للدعوة التي أطلقها أبو مازن لمشاركة في اجتماع المجلس الوطني.

 

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، أكد لـ"عربي21" أن "حركة حماس تقود حراكا سياسيا بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وقادة الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج؛ لاتخاذ خطوات عملية لرفع الشرعية عن المجلس الوطني الحالي؛ كونه لا يمثل الشعب الفلسطيني في أي حال من الأحوال".

وأضاف أن "الفكرة التي يجري الإعداد لها تتلخص في عقد مؤتمر وطني عام تشارك فيه جميع الفصائل والقوى السياسية، تتخلله مشاركة شخصيات فلسطينية عامة وأعضاء من المجلس الوطني، الذين رفضوا تلبية الدعوة في العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة غزة بالتزامن مع عقد جلسة المجلس الوطني المقررة في 30 من الشهر الجاري، للتأكيد على رفضهم للطريقة التي يدير بها الرئيس محمود عباس مؤسسات منظمة التحرير".

وأوضح أن "هذا المؤتمر لن يكون بديلا عن منظمة التحرير أو أي من مؤسساتها، بل هو مؤتمر وطني جامع تشارك فيه جميع أطياف الشعب الفلسطيني؛ للتأكيد على الثوابت والوحدة الوطنية، ورفضا لسياسة الإقصاء التي يقودها الرئيس عباس لمؤسسات منظمة التحرير".


اقرا أيضا : فلسطينيو أمريكا اللاتينية يرفضون جلسة المجلس الوطني


وتصر الفصائل الفلسطينية على ضرورة عقد اجتماع المجلس الوطني الحالي استنادا لاتفاق بيروت الموقع في كانون الثاني/ يناير 2017، والذي نص على ضرورة إعادة ترتيب المجلس الوطني بما يسمح بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية، وفقا لاتفاق القاهرة 2005، من خلال الانتخابات أو التوافق في حال تعذر إجراء الانتخابات.

بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية، ذو الفقار سويرجو، إن "سياسة الإقصاء والتفرد في القرار التي يقودها الرئيس محمود عباس مع الفصائل الفلسطينية ساهمت في رفع مستوى المطالبة الشعبية والفصائلية بضرورة أن تكون هنالك تحركات سياسية على الأرض لوقف هذه السياسية التي يقودها الرئيس، والذي يهدف من خلال المجلس الوطني الحالي لمنحه الشرعية، بعد أن فقدها خلال السنوات الماضية".
 
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، فأكد لـ"عربي21" أن "الجهاد الإسلامي هي جزء من الحراك السياسي الرافض لهيمنة الرئيس على مؤسسات منظمة التحرير"، مؤكدا أن "الحركة ستدعم أي جهود سياسية تحقق هذا الهدف، بما فيها المشاركة في الاجتماع الوطني الفصائلي الذي يجري التحضير له بالتزامن مع عقد المجلس الوطني".

 

وتواجه اللجنة المنظمة عددا من المشاكل الداخلية، إلى جانب مشاكل في التمثيل، إذ شن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سرها السابق ياسر عبد ربه هجوما لاذعا على عباس ورئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على عقد المجلس الوطني الجديد عزام الأحمد.

وقال عبد ربه في رسالة وجهها إلى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، الثلاثاء الماضي، إن اللجنة المكلفة بالإشراف على عقد المجلس الوطني الجديد، والتي يترأسها عزام الاحمد، استبعدته  إلى جانب فاروق القدومي، وعلي اسحق من المشاركة في دورة المجلس المزمع عقدها في 30 نيسان/ابريل الجاري.

وهاجم عبد ربه، عزام الأحمد متهما إياه بأنه "يريد سلب عضويتهم في المنظمة وحرمانهم من المشاركة، بواسطة الحيل والألاعيب الصبيانية التي اعتاد عليها" على حد وصفه، معلنا عدم مشاركته بالجلسة المقبلة للمجلس.


اقرا أيضا :  مثير.. عبد ربه يهاجم عباس والأحمد وجلسة "الوطني" (فيديو)


على جانب آخر وبحسب وثيقة مسربة، نشرها نشطاء على الانترنت، وحصلت "عربي21" على نسخة منها، فإن اللجنة المنظمة للاجتماع المقبل تواجه حاليا أزمة في إيجاد أسماء لتمثيل الجالية الفلسطينية في تشيلي بأمريكا الجنوبية بسبب غياب الأعضاء الثلاثة الممثلين للجالية هناك عن الاجتماع.