يصر موقع إيلاف السعودي على أن يتجاهل مشاعر غالبية العرب والمسلمين، وخاصة الفلسطينيين، وذلك من خلال استضافته المستمرة لكبار قادة دولة الاحتلال مثل الوزير المتطرف الكين وقائد الجيش ايزنكوت وآخرها المقابلة مع وزير الدفاع ليبرمان، والمعروف بمواقفه المتشددة والعنصرية ضد العرب، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه الممارسات العدوانية لحكومة اليمين ضد الشعب العربي الفلسطيني وعلى رأسها تهويد القدس وزيادة الاستيطان.
لقد تحول الموقع في الآونة الأخيرة إلى منبر يشرح من خلاله -وبراحة ملحوظة- كبار رموز حكومة اليمين مواقفهم وسياساتهم الغاشمة تجاه القضية الفلسطينية، وقناة مباشرة يتحدثون من خلالها وبحرية إلى الجمهور العربي، مما حولها إلى موقع مفضل يفتخر الصهاينة بإجراء المقابلات فيها، وذلك في الوقت الذي تستبعد فيه كثير من الأصوات العربية الإصلاحية والمعتدلة، بل يشن عليها الهجوم الكاسح باعتبارها أحد رؤوس مثلث الشر الذي أعلنه ولي العهد السعودي لصحيفة التايمز قبل أيام.
يبدو أن سياسة إدارة موقع إيلاف لا تهتم كثيرا لما يطرحه ضيوفها حول القضية الفلسطينية فهي لا تطرح وعلى أقل تقدير أسئلة صعبة وضرورية في هذا المجال، المهم لدى إدارة الموقع أن يركز الضيوف على إيران، ومدى وحشيتها وخطورتها على العالم العربي والإسلامي وعن ضرورة التعاون بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية للحد من نفوذها في المنطقة، وهكذا يتم تحويلها للعدو الأول للعرب والمسلمين بدلا من إسرائيل المحتلة، ولا يعني ذلك بحال الموافقة على كل سياسات إيران في المنطقة، وحتى ذلك الحين يمكن لقضية القدس أن تنتظر.
لم يخجل ليبرمان أن يدعو ومن خلال صحيفة سعودية من المفترض أنها مدعومة من نظام عربي كبير إلى تحويل العلاقات السياسية والاستخباراتية بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية إلى علاقات علنية، مؤكدا بهذا وللمرة الألف على مدى تقدم وتطور العلاقات الإسرائيلية العربية المشبوهة تحت شعار ضرورة محاربة المد الشيعي الذي تقوده إيران.
كما أن من التناقض الواضح أن تعلن حكومة المملكة العربية السعودية موقفها الرافض للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي -وطبعا دون الإشارة إلى العلاقات السرية- ما لم توافق الأخيرة على حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية، وفي المقابل تقوم صحيفة سعودية -ما كان لها أن تفعل إلا بموافقة حكومتها- بممارسة أحد أهم أشكال التطبيع مع إسرائيل، وهو الانفتاح الإعلامي معها، فهل سيتوقف هذا التناقض كما يرجو العرب والمسلمون؟ أم سيتوسع ليصبح سياسة علنية كما تمنى ليبرمان؟