واصلت الصحافة
الإسرائيلية تسليط الضوء عملية اغتيال العالم الفلسطيني المهندس
فادي البطش في
ماليزيا وتزايد المؤشرات بشأن وقوف جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي
"الموساد" وراءها ورد الفعل المتوقع من جانب حركة
حماس.
وقال الكاتب في صحيفة هآرتس العبرية يانيف
كوفوفيتش إن الشبكة التي تملكها حماس حول العالم تشير إلى تصاعد الجهود
الإسرائيلية لإحباط جهودها العسكرية.
وزعم كوفوفيتش في تقرير ترجمته
"
عربي21" أن الحركة "تبدأ تجنيد العناصر في تركيا وتتلقى الدعم من
قطر ثم تعمل على إنتاج وسائل قتالية وتطورها بمساعدة مهندسين فلسطينيين في
إندونيسيا".
أضاف: "بهذه الطريقة نستطيع فهم خارطة
الاغتيالات العالمية ضد كوادر الحركة".
وأشار إلى أن الحركة
تبحث عن حلول خارجية لإنتاج وسائل قتالية من الطائرات بدون طيار والقذائف
الصاروخية المختلفة بسبب الصعوبات التي تمر بها نتيجة الحصار على غزة.
وقال إن تطوير الوسائل
القتالية يتنقل بين "تركيا وإندونيسيا وتونس ولبنان ودول أخرى عبر تجنيد
عناصر وجمع أموال وبناء اتصالات وقدرات هجومية".
وشدد على أن استهداف
الشهيد البطش يأتي في سياق "المس بقدرات حماس".
ورأى أن حماس قد تلجأ
"لإيجاد جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل في حال تجدد الحرب بينها" مشيرا
إلى أن الجبهة الشمالية تشغل الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وما يدلل على ذلك محاولة
اغتيال أحد كواد الحركة في لبنان قبل أشهر.
من جانبه رأى الخبير
الأمني بصحيفة "معاريف" يوسي مليمان أن تهديدات حماس بالرد على اغتيال
البطش "تفتقر إلى القدرات العملياتية على الأرض" باعتبار أن الحركة لم
يسبق لها استهداف إسرائيليين خارج فلسطين.
وأضاف ميلمان في مقال
تحليلي ترجمته "
عربي21" أنه في الوقت الذي لا يجب الاستهانة بتهديدات
حماس بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، شخصيات أو مواقع، لكن يجب العلم جيدا أن
الجناح الخارجي للحركة يعمل على تطوير علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، التي
تظهر تضامنا معها مثل قطر، لبنان، تونس، تركيا، ماليزيا، باكستان، أندونيسيا،
وتتمحور هذه العلاقات حول تجنيد العناصر وجمع الأموال.
وأكد أن حماس حاولت
توظيف هذه العلاقات لزيادة قدراتها العسكرية، تحت عنوان الاستعانة بمصادر خارجية
لجهاز التطوير والأبحاث في الحركة، في ظل قدرة أجهزة الاستخبارات وسلاح الجو
الإسرائيلي على استهداف أي مشروع جديد لتطوير قدراتها التسلحية داخل غزة، لاسيما
زيادة قدرات القذائف الصاروخية، من ناحية الميدات والأبعاد بجانب تطوير القدرات
العسكرية البحرية، ما يجعلها تكلف دوائرها خارج الحدود للقيام بهذه المهمة.
وأشار ميلمان إلى أنه
يمكن النظر لسلسلة الاغتيالات في السنوات الأخيرة التي قامت بها إسرائيل ضمن هذه
الجهود المضادة لحماس، سواء اختطاف المهندس ضرار أبو سيسي في 2013، أو اغتيال
المهندس محمد الزواري في تونس أواخر 2016، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لمحمد حمدان
أوائل 2018 في جنوب لبنان.
وقال إنه على الرغم من أن كافة هؤلاء
"خبراء ورجال عملياتيون في القدرات التكنولوجية لحماس سواء على صعيد تطوير
الطائرات المسيرة أو القذائف الدقيقة إلا أن ذلك لا يؤهلها لتنفيذ هجمات معادية
لإسرائيل حول العالم".
ولفت ميلمان إلى وجود ما أسماه
بـ"كابح" آخر يضاف على حماس لتنفيذ عمليات انتقام ضد إسرائيل وهو
"غياب الدولة الداعمة لها بمثل هذه الهجمات كما توفر للفصائل الفلسطينية
سابقا من النظام العراقي السابق وفي سوريا وليبيا وعلى غرار الدعم الإيراني لحزب
الله إيضا".
لكن الخبير الأمني الإسرائيلي حذر في الوقت
ذاته من تجاهل تلك التهديدات مشيرا إلى أن الحركة ربما تفكر على المدى البعيد في
إنشاء جهاز جديد لمهاجمة أهداف إسرائيلية حول العالم وربما تنجح بذلك.